لم يخصص الله تعالى لخلقِهِ تفضيلاً على عباده الذين يعيشون في طاعته وذكره سوى أولئك العلماء الذين ينفعون أنفسهم وغيرهم بعلمهم. فتحتل مكانتهم الشريفة في المجتمع حيث إنهم ورثة الأنبياء، مما يعكس فضلاً عظيماً. لذا، من الضروري أن يتعلم الجميع آداب التعامل مع العلماء وضرورة احترامهم.
من هم العلماء
آداب التعامل مع العلماء
تتعدد آداب التعامل مع العلماء، ولا يمكن استعراضها بشكل كامل في مقال واحد، ولكننا سنذكر بعض منها في النقاط التالية:
محبة العلماء واحترامهم
- يجب على جميع فئات المجتمع أن تعبر عن محبتها واحترامها للعلماء، وذلك من خلال تقديرهم وتسميتهم بألقاب تليق بمكانتهم.
- يستحسن تجنب الحديث بصوت مرتفع أثناء حديثهم، حيث إن ذلك لا يتماشى مع هيبتهم ومقامهم.
- ومن أبرز مظاهر الاحترام أيضاً الدعاء لهم بصدق وتمني الخير لهم ولذريتهم.
تجنب الإساءة إليهم
- يعد التحلي بأخلاق سامية تجاه العلماء عن طريق الصبر على زلاتهم وأخطائهم من الأدب الرفيع، إذ أن الجميع معرضون للخطأ، سواء كانوا علماء أو غيرهم.
- كما ينبغي توفير بيئة تدعم العلماء، بعيداً عن أية عقبات تعيقهم عن الوصول إلى أهدافهم.
- إلا أنه لا يجب اتباع العلماء في كل ما يفعلونه إذا كان يتعارض مع تعاليم الله سبحانه.
- فكل المخلوقات ملزمة بالتقيد بحدود الله والابتعاد عن المحرمات، ولا فرق في ذلك بين عالم أو جاهل.
- علاوة على ذلك، ينبغي عدم الملل من مجالس العلم، فإنها تكتسب بركة الملائكة ودعواتهم للذين يحضرون.
الثقة بهم ودعمهم
- من الضروري الثقة في أقوال العلماء وأفعالهم، لكن دون إفراط؛ يجب على الطلاب الابتعاد عن التشكيك في مفاهيم علمائهم، حيث إن ذلك قد يثير الفتنة.
- هذا لا يعني أن النقاش، وإبداء الآراء، غير مسموح به، ولكن ما يُعتبر غير مفضل هو التقليل من شأن آراء العلماء.
- تؤكد ضرورة الثقة في العلماء الآية الكريمة “فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون”.
الاستئذان للدخول والخروج من مجلسهم
- من أبرز آداب التعامل مع العلماء هو أن يستأذن الطلاب عند رغبتهم في دخول مجلسهم.
- ويجب أن يكون الاستئذان وفقاً لآداب الشرع الإسلامي، بأن يتم ثلاث مرات، وفي أوقات مناسبة، بعيداً عن أوقات الراحة.
- أيضاً، يجب تجنب الطرق المزعجة على الباب، وينبغي على الطالب إلقاء السلام على شيخه وعلى الحاضرين معه.
- علاوة على ذلك، يُفضل تجنب الالتفات دون حاجة، لأن ذلك قد يعد عدم تقدير لمكانة صاحب المجلس.
- وينبغي التأكيد على أن آداب الدخول تنطبق على الخروج أيضاً، ويلزم الانتظار حتى نهاية المحاضرة قبل مغادرة القاعة.
- وقد يُفضل التفاعل بإظهار الإعجاب بالمعلومات التي قدمها العالم والثناء عليه برفق.
حسن معاملتهم
- أمرنا ديننا الحنيف بحسن المعاملة مع الجميع، وخاصةً العلماء، وذلك في جميع الجوانب، حتى في طريقة الحديث والمشي معهم.
- يجب عدم تفادي العلماء حتى إذا اختلفنا معهم في بعض المعتقدات، حيث يجب الاعتراف بعلومهم واحترام مجهوداتهم.
- علينا أن نتذكر أن معتقداتهم ومحاسبتهم تكون عند الله تعالى.
التأدب في الحديث معهم
يجب على الجميع أن يتحدثوا مع العلماء بطريقة مهذبة، وإذا حدث أي إساءة في الحديث، يجب تقديم الاعتذار فوراً. كما ينبغي عدم مقاطعتهم أثناء حديثهم، وإذا ما كانت هناك أسئلة، يجب طرحها بأدب ودون جدال.