أكبر الكبائر في الإسلام
تتنوع الكبائر في الدين الإسلامي، ومن أبرزها الكبائر التي يمكن أن يرتكبها الفرد بحق نفسه، وهو ما يُعرف بالشرك بالله تعالى. يُشير الشرك إلى اتخاذ العبد لربه -سبحانه- شريكًا أو ندًا في الحب والتوجه بالعبادة والطاعة، حتى وإن كان متيقنًا في داخله بأن الله -تعالى- هو وحده الخالق، الرازق، المحيي والمميت. إذا قام العبد بشرك أحدٍ في العبادة أو التعظيم أو المحبة، فهذا يعتبر شركًا، وهو الأكثر انتشاراً بين الناس. يعرّض الشرك النفس لعذاب الله -سبحانه- ويغلق الأبواب أمام فرصة التوبة أو الشفاعة أو الانتفاع باستغفار أي قريب أو نبي، حيث لا يقبل الله -تعالى- الشفاعة أو التوبة أو أي فرصة للنجاة يوم القيامة من ذلك.
أشكال الشرك
ينقسم الشرك إلى نوعين رئيسيين؛ الأول هو الشرك الأكبر، والثاني هو الشرك الأصغر. فيما يلي تفصيلٌ مختصر لكل نوع:
- الشرك الأكبر: هو الذي يخرج الفرد من دائرة الإسلام، ويشمل كل ما ورد في الدين على أنه يُعتبر خروجًا عن الإسلام، مثل التوجه بالعبادة إلى غير الله، كالصلاة أو الذبح لغير الله، أو الاستغاثة بأحدٍ في القبور أو من الغائبين بهدف الإغاثة. هذه الأعمال تُعتبر شركًا أكبر تقود الشخص إلى الخروج من دينه.
- الشرك الأصغر: هو كل عمل أو قول يُصنفه الدين كشرك، ولكنه لا يؤدي إلى الخروج من الملة. مثال على ذلك هو الحلف بغير الله، حيث أن الحالف لا يقصد تعظيم ما حلف به، لكن يُعد فعلًا من الشرك الأصغر. ومن أشكاله الأخرى الرياء، حيث يقوم العبد بأداء الطاعة رغبةً في رؤية الناس له أو لإشعارهم بها، كتحسين الصلاة أو التفاخر بالإنفاق.
التوبة من الشرك
قد أنذر الله -تعالى- البشر بأنَّه لن يغفر لمن يموت وهو مُشرك به. ومع ذلك، فإن باب التوبة يبقى مفتوحًا لمن يحمل في قلبه شركًا ما دام حيًا، ويستطيع تغيير ما يقترفه من أخطاء. التوبة من الشرك تتمثل في الإخلاص لله وحده، والشعور بالندم على ما حصل من تقصير، مع العزم على عدم العودة لما كان عليه.