كما هو معروف، فإن الله سبحانه وتعالى خلق الجنة والنار، وهما من الأمور الغيبية التي لا يعلمها إلا الله. يتوجب على جميع الناس الإيمان بهما. في هذا المقال، سنستعرض مجموعة من النقاط المتعلقة بآخر شخص يدخل الجنة.
حديث حول آخر رجل يدخل الجنة
- تحدث النبي محمد صلى الله عليه وسلم مع ربه في حديث خاص، حيث منح الله عز وجل نبيه العظيم محمد علمًا وكرامةً لم يُعطها لأحد سواه من عباده.
- بجانب ذلك، تم تسجيل العديد من الأحاديث النبوية التي تتعلق بهذه القصة، وقد جمع ابن الأثير أبرزها، ومنها ما يلي:
- قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
- “إني لأعلم آخر أهل النار خروجاً منها وآخر أهل الجنة دخولاً الجنة: رجل يخرج من النار زحفًا.
- فيقول الله له: اذهب فأدخل الجنة، فيأتيها، فيخيل إليه أنها مليئة.
- فيرجع ويقول: يا رب، وجدتها مليئة.
- فيقول الله عز وجل: اذهب فادخل الجنة، فإن لك مثل الدنيا، وعشرة أمثالها.”
- فيقول: “أتسخر بي أو تضحك بي وأنت الملك؟” فقال: فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يضحك حتى بدت نواجذه.
- وقد قيل: ذلك أدنى أهل الجنة منزلة” أخرجه مسلم والبخاري.
- قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
-
- وقال ابن القيم رحمه الله في رواية ابن منده المرتبطة بأبي الزعراء عن عبد الله أن الجنة تقع في السماء الرابعة.
- عندما يأتي يوم القيامة، يضعها رب العزة حيث يشاء.
- أما النار، فقد خُلقت في الأرض السابعة، وعندما يأتي يوم القيامة، يضعها الله تعالى حيث يشاء.
- وقال ابن القيم رحمه الله في رواية ابن منده المرتبطة بأبي الزعراء عن عبد الله أن الجنة تقع في السماء الرابعة.
أحاديث عن الجنة
- يؤكد أهل السنة والجماعة أن النار والجنة موجودتان بالفعل حاليًا.
- ويتعزز هذا الكلام بأن الجنة تقع في السماء السابعة، أي مباشرة تحت عرش الرحمن، مستندين إلى قول الله سبحانه وتعالى:
- “عند سدرة المنتهى عندها جنة المأوى.”
- بينما هناك مكان للنار يعرفه الله وحده، وقد رآها نبيه محمد صلى الله عليه وسلم بعينيه أيضًا.
- ويتعزز هذا الكلام بأن الجنة تقع في السماء السابعة، أي مباشرة تحت عرش الرحمن، مستندين إلى قول الله سبحانه وتعالى:
- خلق الله لأهل الجنة من يستحقونها، وكذلك خلق لأهل النار من يستحقونها، ولكل إنسان خلقه الله منزلاً في النار وآخر في الجنة.
- حفت النار بالشهوات بينما جُعلت الجنة بالمكاره، ويعد كليهما خالدين دادمين. وهذا دليل على وجود الجنة هو قوله تعالى في كتابه العزيز:
- “وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين.”
- حفت النار بالشهوات بينما جُعلت الجنة بالمكاره، ويعد كليهما خالدين دادمين. وهذا دليل على وجود الجنة هو قوله تعالى في كتابه العزيز:
آخر من يخرج من النار ويدخل الجنة
- قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه إن نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم قد قال:
- “آخر من يدخل الجنة رجل، فهو يمشي مرة ويتعثر مرة، فتلتهمه النار مرة، وعندما يتجاوزها، ينظر خلفه.
- فيقول: تبارك من أنقذني منك، لقد أعطاني الله شيئًا لم يُعطَ لأحد من الأولين والآخرين.
- ثم تُرفع له شجرة فيقول: يا رب، قربني من هذه الشجرة لأستظل بظلها وأشرب من مائها.
- فيقول الله عز وجل: يا ابن آدم، لعلي إن أعطيتكها سألتني غيرها؟
- فيقول: لا يا رب، ويعاهدك أن لا يسألك غيرها.
- لكن الله عز وجل يعذره لأنه يرى ما لا يمكنه الصبر عليه، فيدنيه منها.
- ثم يأخذ بظلها ويشرب من مائها، ثم تُرفع له شجرة أجمل من الأولى.
- فيقول: يا رب، قربني من الشجرة لأستظل بظلها وأشرب من مائها، لا أطلب منك غيرها.
- ثم يقول: يا ابن آدم، ألم تعاهدني ألا تسألني غيرها؟، فيقول: لعلي إن قربتني منها ستسألني غيرها؟
- فيتعهد أن لا يسأل غيرها، ويعذره ربه لأنه يرى ما لا يستطيع الصبر عليه، فيدنيه منها.
- ثم يستظل بظلها ويشرب من مائها، ثم ترفع له شجرة عند باب الجنة، وهي أجمل من الشجرتين السابقتين.
- فيقول: يا رب، قربني من هذه لأستظل بظلها وأشرب من مائها، لا أسألك غيرها.
- فيقول: يا ابن آدم، ألم تعاهدني على ألا تسأل غيرها؟
- فيقول: بلى يا رب، لا أسألك غيرها، ويتلقى الله عز وجل عذره لأنه يرى ما لا يمكنه التحمل عليه، فيدنيه منها.
- عندئذ، إذا اقترب منها، سمع أصوات أهل الجنة، فيقول: يا رب، أدخلني الجنة.
- فيقول: يا ابن آدم، هل يرضيك أن أعطيك الدنيا ومثلها معها؟
- فيقول: يا رب، أتستهزئ بي وأنت رب العالمين؟ فضحك بن مسعود، وقال: ألا تسألوني لماذا أضحك؟ فقالوا: مم تضحك؟
- قال: هكذا ضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسألوه: من ماذا تضحك يا رسول الله؟
- فقال: من ضحك رب العالمين عندما قال: “أتستهزئ بي وأنت رب العالمين؟” فيقول: “إني لا أستهزئ، ولكني على ما أشاء قادر.”” رواه مسلم.
نعيم أهل الجنة
- تعد الجنة من أماني كل مسلم ومؤمن، ويعتبر العمل الصالح مفتاح دخولها.
- فهي أفضل جزاء أعده الله لعباده الصالحين، وأول من تُفتح له أبوابها هو النبي محمد صلى الله عليه وسلم، حيث قال أنس بن مالك رضي الله عنه إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
- “سأأتي إلى باب الجنة يوم القيامة، وأستأذن، فيقول الخازن: من أنت؟ فأقول: محمد، فيقول: بِكَ أُمِرْتُ ألا أفتح لأحد قبلك.” رواه مسلم.
- آخر من يدخل الجنة هو الرجل الذي ذُكِر في الأحاديث الشريفة السابقة.
- يعد طريق الجنة من الطرق التي يمكن السير إليها بسهولة، حتى إن كان مليئًا بالتحديات والاختبارات.
- الإنسان الذي يرغب في دخول الجنة يجب أن يسعى إليها ويعمل لأجلها، لأن سلعة الله غالية. حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: “ألا إن سلعة الله غالية، ألا إن سلعة الله الجنة.” رواه الترمذي.
- يعيش أهل الجنة في حالة من النعيم الدائم فهم لا يشعرون بالحزن، ولا المرض، ولا الموت، ولا تبلى ثيابهم، ولا يفنى شبابهم.
- ويعيشون في غرف يظهر باطنها من ظاهرها، وفي الجنة ما لا عين رأت.
- فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم، “قال الله: أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر.”
- ويصف رب العزة جنة النعيم في كتابه الجميل في سورة الغاشية:
- ” فيها عين جارية * فيها سرر مرفوعة * وأكواب موضوعة * ونمارق مصفوفة * وزرابي مبثوثة.”