البحر الميت
يُعتبَر البحر الميت أدنى نقطة على سطح الأرض، حيث يُشكل بحيرة ذات تركيز ملحي مرتفع حيث تصل نسبة الأملاح فيه إلى 34%، مما يعادل تسعة أضعاف تركيز الأملاح في البحر الأبيض المتوسط. يقع البحر الميت في منطقة وادي الأردن، ويُعتبر نقطة الفصل بين الأردن وفلسطين. كما يُعدّ أحد أكثر المسطحات المائية ملوحةً على مستوى العالم، ويُصنف كبحيرة مغلقة لا تصب في أي جهة.
تبلغ مساحة البحر الميت حوالي 650 كيلومترًا مربعًا، ويمتد بطول 70 كيلومترًا وعرض 17 كيلومترًا. يؤثر المناخ الصحراوي بشكل كبير على المنطقة، حيث تتميز بتسجيل درجات حرارة مرتفعة وجفاف ملحوظ، مما يؤدي إلى معدلات تبخر مرتفعة تُساهم في تركيز الأملاح في مياهه.
التسمية
تحمل منطقة البحر الميت عدة تسميات، منها: عمق الدسيم، بحر العربة، البحر الشرقي، وبحر الملح. وفي زمن النبي عيسى عليه السلام، كان يُعرف ببحر الموت. كما أطلق عليه اسم بحيرة لوط، نظرًا للاعتقاد بأن قوم سيدنا لوط عانوا من العذاب في هذه المنطقة. حاليًا، يُعرف بالبحر الميت بسبب انعدام الحياة البحرية فيه، نتيجة تركيز الملوحة إلى حدّ يمنع وجود أي كائن حي في مياهه.
الجغرافيا
يقع البحر الميت في منطقة جغرافية حارة داخل الشق السوري الإفريقي، ويحيط به جبال محافظتي الكرك ومأدبا من الشرق، بينما تمتد جبال الخليل الفلسطينية من الغرب. يمثل نهر الأردن الحد الشمالي للبحر، في حين يحيط به من الجنوب منطقة جرف خنزيرة التي تشكل بداية وادي عربة. يمتد البحر بين دائرتي عرض 31.03 و31.43 شمالاً، وبين خطوط طول 35.21 و35.35 شرقًا. تبعد العاصمة الأردنية عمان عن البحر الميت حوالي 38 كيلومترًا، بينما القدس تبعد 24 كيلومترًا. تُقدر أعمق نقطة في البحر الميت بحوالي 399 مترًا، وتُقع على بُعد 5 كيلومترات جنوب غرب مصب ماعين، حيث ينخفض مستواه عن مستوى سطح البحر المتوسط بحوالي 395 مترًا.
يتعرض البحر الميت لمناخ صحراوي، مع شمس ساطعة على مدار السنة ورياح جافة. في الشتاء، تسجل كمية أمطار قليلة لا تتجاوز 50 ملم. في فصل الصيف، تتراوح درجات الحرارة بين 32 و39 درجة مئوية، بينما تصل نسبة الرطوبة إلى 35%. يُعتبر الغلاف الجوي في منطقة سطح البحر غنياً بطبقة الأوزون، حيث تصل إلى ارتفاع يقارب 25 كيلومترًا.
أهمية البحر الميت
- يتميز البحر الميت بأهميته الصناعية نتيجة ارتفاع نسبة تركيز الكالسيوم والبوتاسيوم في مياهه.
- يُعَدُّ مصدرًا رئيسًا لاستخراج الأملاح الغنية باليود.
- يحظى بأهمية تاريخية ودينية كبيرة، نظرًا لاحتوائه على معالم أثرية ما زالت قائمة، مثل منطقة خربة قمران وكهف نبي الله لوط.
- يُعتبر وجهة سياحية بسبب أهميته الدينية.
- يُلفت انتباه الكيميائيين نظرًا للثروات الطبيعية الهائلة التي يحتوي عليها، بما في ذلك البروم والبوتاس.
- يُعتبر مصدرًا لاستخراج أكثر من مليوني طن من البوتاس سنويًا.
- يساهم في دعم الاقتصاد الأردني بمردود مالي يقدّر بنحو مليار ومئتي مليون دولار سنويًا.
- يختاره السياح والمواطنون لرحلات علاجية، مما يجعله واحدًا من أكثر المناطق أهمية في مجال الاستشفاء البيئي على مستوى العالم.
- ينافس البحر الميت بجدارة في قائمة مقاصد السياحة العلاجية، بفضل خصائصه المناخية المميزة.
- يحتوي على عيون كبريتية تُساعد في علاج الأمراض الجلدية.
- تم تصنيفه كمركز عالمي للاستشفاء البيئي بناءً على تقارير منظمة الصحة العالمية.