السَّجْع المُطرَّف بين: (أَبْلَيْتَ-عَافَيْتَ)، حيث تختلف الأوزان: (أفعلْتَ-فاعلْتَ).
قال تعالى: (أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا*وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا).
السَّجْع المُطرَّف بين: (مِهَادًا-أَوْتَادًا)، مع اختلاف الأوزان: (فِعَالاً-أفْعالاً).
أقسام السَّجْع وفقًا للطول
قسم البلاغيون السَّجْع وفقًا لطوله إلى ثلاثة أنواع: القصير، المتوسّط، والطويل، بينما قسّم ابن الأثير الأنواع إلى قسمين فقط، وهما: القصير والطويل. وقد اتفق العلماء على أن أجود هذه الأنواع هو السَّجْع القصير. فيما يلي شرح للأنواع الثلاثة:
السَّجْع القصير: هو السَّجْع الذي تتميز فيه الفقرات بألفاظ مسجوعة بعدد قليل، مما يجعل طول الفقرة المسجوعة قصيرًا، ويعتبر هذا النوع الأكثر جودة، وإذا كان صعباً. وأكد عبد القادر حسين في كتابه (فنّ البديع) على صعوبة السَّجْع القصير وبلاغته.
أمثلة على السَّجْع القصير
الجُملة
قال تعالى: (وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا*فَالْعَاصِفَاتِ عَصْفًا).
قول الهمذاني: “أشابٌّ عهدي، أم شاب عهدي”.
السَّجْع المتوسّط: هو السَّجْع الذي تحتوي فيه الفقرات على عدد أكبر من الألفاظ مقارنةً بالسَّجْع القصير، بما يجعل طول الفقرة متوسطًا. إليك بعض الأمثلة:
أمثلة على السَّجْع المتوسّط
الجُملة
قال تعالى: (سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى*الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى).
سُئل حكيم عن أكرم الناس عِشْرة فقال: “مَنْ إذا قَرُب مَنَح، وإذا بَعُدَ مَدَح، وإذا ضُويِق سَمح”.
(المُرصَّع/المُتوازن/المتوازي/المُطرَّف)
(القصير/المتوسط/الطويل)
قيل لأعرابي: ما خَيْرُ العنب؟، قال: “ما اخْضرَّ عُودُه، وطال عَمُودُه، وعَظُم عُنْقُوده”.
(المُرصَّع/المُتوازن/المتوازي/المُطرَّف)
(القصير/المتوسط/الطويل)
قال أبو عمرو بن العلاء: “مِمَّا يَدُلَّ على حريَّةِ الرجلِ، وكرمِ غريزَتِهِ، حنينُهُ إلى أوطانِهِ، وتشوُّقُهُ إلى متقدَّمِ إخوانهِ، وبكاؤُهُ على ما مضى من زمانِهِ”.
(المُرصَّع/المُتوازن/المتوازي/المُطرَّف)
(القصير/المتوسط/الطويل)
الحرُّ إذا وعد وفى، وإذا أعان كفى، وإذا ملك عفا.
(المُرصَّع/المُتوازن/المتوازي/المُطرَّف)
(القصير/المتوسط/الطويل)
أكمل/ي الجُمل الآتية بالحرف الناقص ليكتمل المعنى باستخدام أسلوب السَّجْع.
الجُملة
الحرف الناقص
قول أبي منصور الثعالبي: “الحقد صدأ القلوب، واللَّجاج (التمادي في الخصومة) سبب الحرو(__)”.
أكمل/ي الأزواج في الكلمات الآتية بذكر عكسها وعلى نفس الوزن، مثل: (تهتمّ-تغتمّ)
الكلمة
الكلمة المُقابلة
القاهر.
(………………….)
أبْكُوا.
(………………….)
الأبيض.
(………………….)
يجهل
(………………….)
يعلم.
(………………….)
يمشي.
(………………….)
كوّن/ي جملة مفيدة باستخدام الكلمات المسجوعة الآتية مع إضافة ما يُناسبها لإتمام معنى الجملة:
الكلمات
السّلام
الطّعام
الأرحام
الكِرام
الكلام
تعريف السَّجْع
تعود كلمة السَّجْع إلى الجذر اللغوي (سَجَعَ)، وبحسب ما ورد في معجم (لسان العرب) لابن منظور، فإن كلمة السَّجَع تعني “استقامة الشيء وتطابقه”. والسَّجْع في اللغة، كما ذُكر في المعجمين (لسان العرب، وتاج العروس) هو “الكلام المقفى”. بينما يطلق مصطلح “سَجَّعَ فُلان” على الشخص الذي يتحدث بكلام له قافية، كما ذكرت العرب قديمًا أن صوت الحمامة الذي يطرب يطلق عليه “سَجْع”. وأشار ابن دريد إلى أن سَجْع الحمامة هو ترديد صوتها، كما أن السَّجْع بين العرب يعني أن نهايات الكلام تتفق في نسق واحد، كقافية الشعر.
من الجدير بالذكر أن السَّجْع عُرِّف في لغة البلاغيين بتعريفات متعددة، ولكن جميعها تدور حول مفهوم واحد، وهو توافق نهايات الكلام (الحرف الأخير منها)، أو توافقها في الأوزان العروضية، أو توافقها في واحد منهما. ومن التعريفات المقدمة في السَّجْع، تعريف أبي هلال العسكري في كتابه (الصناعتين الكتابة والشِعر) حيث قال إن السَّجْع هو: “أن يكون الجزآن متوازيين متعادلين، لا يزيد أحدهما عن الآخر، مع اتّفاق الفواصل على حرف معيَّن”، وكذلك تعريف ابن أبي الأصبع المصري في كتابه (بديع القرآن)، حيث قال: “هو مولاة الكلام على حدٍ واحد”، وهذا التعريف يتكرر أيضًا عند السيوطي في كتابه (الإتقان في علوم القرآن)، وأيضًا تعريف بلاشير الذي أشار إلى أن السَّجْع هو “نثر مقفى ذو إيقاع”. على النحو ذاته، توجد العديد من التعريفات التي قدمها علماء اللغة، لكن جميعها تصب في معنى واحد.