تُمثل أدوية علاج صرع الفص الصدغي جزءًا حيويًا في مواجهة هذا المرض العصبي المزمن، الذي يتسم بنوبات متكررة وغير مبررة تنشأ من الفص الصدغي في الدماغ. وقد تشمل هذه النوبات تغييرات حسية معينة.
يُحتمل أن يعاني المصاب من ظواهر مثل استنشاق روائح غير موجودة (هلوسة شمية) أو حتى تدهور في الذاكرة، ويُعتبر علاج هذه الحالة متغيرًا بناءً على المستخدمة من أدوية أو إجراءات جراحية.
ما هو صرع الفص الصدغي؟
-
يُعرف صرع الفص الصدغي (TLE) كحالة مرضية ترتبط بالإبداع والعبقرية.
- حيث يوجد العديد من الشخصيات الشهيرة والموهوبة في التاريخ الذين عانوا من هذه الحالة.
- يُعتقد أن عبقريتهم وإبداعهم مرتبطان بهذه الحالة، حيث يُعاني ما بين خمسة إلى عشرة
- من كل ألف شخص من صرع الفص الصدغي، ومع ذلك، ليس كل شخص يعاني من هذا المرض يُعتبر عبقريًا أو معروفًا.
- كما قام بإعداد قائمة بالشخصيات الشهيرة التي يُعتقد أنها عانت من صرع الفص الصدغي عبر التاريخ.
- بالإضافة إلى الملحنين والموسيقيين والممثلين، وغيرهم من الشخصيات المعروفة من جميع أنحاء العالم.
- ومع ذلك، يرفض الكثير من الناس هذا المفهوم ويعتبرون أن هذه الحالة هي مرض طبي بحت.
شاهد أيضًا:
الأعراض والعلامات
- يبدأ صرع الفص الصدغي في جزء من الدماغ مسؤول عن الإحساس، واستجابة القتال أو الهروب، والذاكرة قصيرة المدى.
- يمر العديد من مرضى صرع الفص الصدغي بتجارب حسية غير عادية، مثل الشعور بالخوف أو التنبؤ بحدوث أشياء قبل أن تحدث.
- وأيضًا الهلوسة فيما يتعلق بالشم والتذوق، والتي تحدث عادة في بداية النوبة.
- قد تنجم النوبات التي تبدأ في الفص الصدغي عن تشوهات أو ندبات تشريحية، ولكن ليس دائماً هناك سبب واضح لحدوثها.
- غالبًا ما يكون صرع الفص الصدغي مقاومًا للأدوية المضادة للصرع.
- إذا استمرت النوبات، قد يُعتبر بعض المرضى مرشحين للجراحة بعد إزالة الجزء المسبب للنوبات.
أعراض أخرى مرتبطة بالفص الصدغي
تختلف الأعراض بشكل واضح من حالة لأخرى:
- يمكن أن تظهر الكتابة القهرية، وهي نوع من الاضطراب الوسواسي، على شكل كتابة ملاحظات طويلة.
- قد يصبح الشخص مفرط التدين، حيث تتعدى المعتقدات الدينية طبيعتها الشكلية لتصبح مرتبطة بعلم اللاهوت.
- قد يشعر البعض بأن لديهم رعاية خاصة من قوى مقدسة.
- قد يشهد المريض حالات من العداء المفرط، حيث تكون عواطفه غير مستقرة وقد تتقلب بشكل مفاجئ.
- يمكن أن يشعر المصاب بالحميمية في لحظة ليتحول ذلك إلى غضب غير مبرر.
تابع أيضًا:
أسباب صرع الفص الصدغي
تتعدد الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بصرع الفص الصدغي، ومنها:
- التصلب الحُصيني.
- إصابات الدماغ الرضحية.
- التهابات الدماغ مثل التهاب السحايا والتهاب الدماغ.
- إصابة الدماغ نتيجة نقص التأكسج.
- السكتات الدماغية.
- الأورام الحُصينية.
- المتلازمات الوراثية التي لا تُنتج عن مشاكل عقلية أو ضعف في الشخصية.
أدوية علاج صرع الفص الصدغي
- بعض الأطفال يستطيعون تجاوز صرع الفص الصدغي، ولكن عند وجود شذوذات أو ندبات في صور الدماغ، فإن فرص السيطرة على الحالة بالمودة تقل.
- في مثل هذه الحالات، يُعتبر العلاج الجراحي خيارًا.
إليكم الأدوية الرئيسية المستخدمة في علاج صرع الفص الصدغي:
- كاربامازيبين.
- فينيتوين.
- حمض الفالبوريك.
- أوكسيكاربازيبين.
- لاموتريجين.
- جابابنتين.
- توبيراميت.
- فينوباربيتال.
- زونيساميد.
- ليفيتيراسيتام.
- تيجابين.
- بريجابالين.
- موهيدروكلوريد.
ومع ذلك، يتعذر على بعض الأشخاص السيطرة على النوبات باستخدام الأدوية فقط، وقد تشمل الآثار الجانبية الشائعة للأدوية المضادة للصرع التعب والدوخة.
العلاج الجراحي
- عادةً ما تكون جراحة إزالة الجزء المسبب للنوبات فعالة، مع معدلات نجاح تتراوح بين 65٪ و90٪، اعتمادًا على أسباب النوبات.
- إذا كانت النوبات تحدث في منطقة الدماغ التي تؤدي وظائف مهمة، فالجراحة قد لا تكون الآلية المناسبة.
- عند وجود نوبات من عدة مناطق، يحتاج المرضى إلى تقييم شامل باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي.
- عادةً ما يتم ذلك في وحدة المراقبة بالمستشفى باستخدام تسجيل فيديو وتخطيط كهربية الدماغ لمراقبة النوبات.
- تُظهر الأبحاث إمكانيات استخدام جراحة إشعاعية باستخدام سكين موجة غاما لتوجيه جرعة محددة من الإشعاع لمنطقة الدماغ المصابة.
- مع ذلك، يُعتبر هذا الإجراء تجريبيًا، وقد تستغرق آثار الأدوية المضادة للصرع بعض الوقت للظهور.
- يرتبط قرار الجراحة بمناقشة التطورات مع الجراح وإمكانية حدوث مضاعفات معرفية دائمة.
علاجات إضافية للصرع الصدغي
- تحفيز العصب المبهم يمكن أن يكون خيارًا مفيدًا للأشخاص الذين لا تنجح معهم الأدوية أو يعانون من آثار جانبية شديدة، حيث يُزرع جهاز يُمكنه أن يُشغل ويُوقف بناءً على الحاجة.
صرع الفص الصدغي والحمل
- يمكن أن تتمتع النساء المصابات بالتشنجات بحمل صحي، لكن التخطيط للحمل أمر بالغ الأهمية بالنسبة لهن.
- من المستحسن استشارة الطبيب قبل الحمل لتقليل جرعات أدوية الصرع.
- توصي الدراسات بتجنب تناول حمض الفالبرويك خلال فترة الحمل، وإذا كان التحكم بالنوبات غير ممكن، فينبغي مناقشة المخاطر مع الطبيب.
اقرأ أيضًا:
موانع الحمل ومضادات الصرع
من الضروري أن تكون النساء على وعي بأن بعض مضادات الصرع قد تؤثر على فعالية موانع الحمل الفموية، لذا ينبغي التفكير في وسائل منع حمل بديلة.
المضاعفات والتشخيص
- يمكن أن تؤدي النوبات المتكررة إلى تآكل أحد أجزاء الدماغ، وهو الحُصين المسؤول عن التعلم والذاكرة.
- ففقدان الخلايا العصبية في هذه المنطقة يُمكن أن يُسبب عواقب سلبية كبيرة على الذاكرة.
العلاقة بالمعتقدات الدينية والمهارات الخاصة
- تاريخيًا، كان هناك العديد من القادة الروحيين والدينيين الذين عانوا أو يُعتقد أنهم مصابون بصرع الفص الصدغي.
- يعتقد عالم النفس ويليام جيمس أن التجارب الروحية المرتبطة بهذا المرض قد تتجاوز الخيال.
- مثلما حدث مع الرسول بولس الذي شهد ما يُعتقد أنه ظاهرة دينية أثناء رحلاته، مما يجعله يُفسر الأمر كصوت أو إلهام.