الأحكام المتعلقة بالزواج
وضح علماء الأمة الإسلامية أن الزواج يخضع لخمسة أحكام تكليفية في حق الرجل، حيث يمكن أن يكون الزواج واجبًا، أو مندوبًا، أو محرمًا، أو مكروهًا، أو مباحًا. وقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (النكاح من سنتي، فمن لم يعمل بسنتي فليس مني. وتزوجوا فإنّي مكاثرٌ بكم الأمم يوم القيامة، ومن كان ذا طول فليَنكح، ومن لم يجد فعليه بالصيام، فإنّ الصوم له وجاءٌ). وفيما يلي تفاصيل هذه الأحكام:
حالات ندب الزواج
يعتبر الزواج مندوبًا في حال توفر القدرة المادية للشاب على الإنفاق وتحمل تكاليف الزواج، دون الخشية من الوقوع في الزنا. ولذلك يكون الزواج في هذه الحالة مستحبًا. وقال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (يا معشر الشَّباب، من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج).
حالات وجوب الزواج
يصبح الزواج واجبًا في حال كان المسلم قادرًا من الناحية المالية ولديه القدرة على الوفاء بالالتزامات الزوجية، وكان متأكدًا من أنه إذا لم يتزوج قد يعرض نفسه للخطر ويقع في الزنا. في هذه الحالة يصبح الزواج فرضًا عليه.
حالات إباحة الزواج
يمكن أن يكون الزواج مباحًا للشاب الغني الذي لا يشعر بشهوة، أي أنه لا يخشى الوقوع في الزنا إذا لم يتزوج ولا يتوقع ذلك. ويكون الزواج هنا مباحًا لتحقيق مصلحة الزوجة.
حالات كراهة الزواج
يكون الزواج مكروهًا إذا كان الشخص يخشى الوقوع في الظلم أو الجور دون أن يكون هناك يقين بذلك. فقد يخشى أن يعجز عن الإنفاق أو أن يكون غير لائق بمعاملة زوجته، أو أن تنخفض رغبته في النساء. وبالتالي، في هذه الحالات يصبح الزواج مكروهًا.
حالات تحريم الزواج
يكون الزواج محرمًا إذا ثبت للشخص أنه سيفعل الظلم تجاه زوجته أو سيسبب لها الأذى، أو إذا لم تكن لديه القدرة على النفقة أو على تحمل تكاليف الزواج، أو إذا كان غير قادر على المعاشرة، أو إذا لم يكن عادلًا في حالة الزواج من امرأة أخرى.
أهمية الزواج في الشريعة
شرع الله الزواج لأسباب متعددة، وقد تم توضيح هذه الحكمة في القرآن الكريم والسنة النبوية. ويمكن تلخيص هذه الحكمة على النحو التالي:
- يعزز مفهوم العفة
يساعد الزواج في حماية الفرد من الوقوع في الفساد، ويمنع النظر إلى ما حرم الله.
- توفير السكينة والاطمئنان لكلا الزوجين
قال الله -سبحانه-: (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجًا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون).
- التكاثر والتناسل
يساهم الزواج في زيادة أعداد المسلمين، حيث قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (تزوجوا الودود الولود، فإني مكاثرٌ بكم الأمم يوم القيامة).
- تقديم الخدمة بين الزوجين
يساعد الزواج على قيام كل من الزوجين بالمهام التي تناسب فطرتهما. حيث يتحمل الرجل مسؤوليات العمل والإنفاق على الزوجة والأبناء، بينما تهتم المرأة بأمور المنزل ورعاية الأطفال. وعندما يعود الزوج متعبًا، يجد الراحة مع عائلته، مما ينشر الاستقرار والمحبة في الحياة الزوجية.