أكبر الكبائر في الإسلام
وردت العديد من الأحاديث النبوية الشريفة التي تبرز أكبر الكبائر في دين الإسلام، وذلك لتوجيه المسلمين وتحذيرهم من عواقبها الوخيمة. وقد أشار النبي -صلى الله عليه وسلم- في أحد أحاديثه قائلاً: (الإشْراكُ باللَّهِ، وعُقُوقُ الوالِدَيْنِ، وكانَ مُتَّكِئاً فَجَلَسَ فقالَ: ألا وقَوْلُ الزُّورِ).
تبدأ هذه الأحاديث بالتنبيه إلى أعظم الذنوب، وهو الشرك بالله تعالى. يلي ذلك الإشارة إلى حقوق الوالدين وعقوقهما، حيث يبرز الحديث أهمية بر الوالدين ويحذر من الإخلال بحقوقهما، مع ربط العقوق بالشرك بالله. ويختتم الحديث بالحديث عن شهادة الزور وأثرها السلبي، حيث تفتح هذه الفعل على النفس أبواباً لهتك حرمة الدماء والأموال والأعراض.
كبائر أخرى تُعد من الموبقات
تناولت بعض الأحاديث النبوية مزيدًا من الكبائر، حيث أشار النبي -عليه الصلاة والسلام- إلى ما يُعرف بالسبع الموبقات، والتي تشمل: (الشِّرْكُ باللَّهِ، والسِّحْرُ، وقَتْلُ النَّفْسِ الَّتي حَرَّمَ اللَّهُ إلَّا بالحَقِّ، وأَكْلُ الرِّبا، وأَكْلُ مالِ اليَتِيمِ، والتَّوَلِّي يَومَ الزَّحْفِ، وقَذْفُ المُحْصَناتِ المُؤْمِناتِ الغافِلاتِ).
تعتبر جميع هذه الأفعال من الأمور التي تندرج تحت الكبائر العظيمة، كذلك تم ذكر في أحاديث أخرى أن من أعظم الكبائر أن يقوم المرء بشتم أو لعنة والد شخص آخر، مما يوقعه في لعنة والده هو الآخر.
التوبة من الكبائر
أحاط الله -تعالى- عباده برحمته وفتح لهم باب التوبة من الذنوب مهما كانت جسيمة أو شنيعة. فإذا رغب العبد في العودة إلى الله -تعالى- بعد ارتكاب المعاصي، وتحقق من شروط التوبة النصوح التي يقرها الله -تعالى-، فإن الله سيغفر له ويقبل توبته، حتى وإن كان قد ارتكب إحدى الكبائر.
لكي تُكتمل أركان التوبة النصوح، ينبغي على العبد أن يلتزم بثلاثة شروط أساسية، وهي: الإقلاع عن الذنب نهائيًا، والعزم القوي على عدم العودة إليه مرة أخرى، والشعور بالندم على ما فات. بالإضافة إلى هذه الشروط الثلاثة، هناك شرط آخر يتمثل في رد الحقوق إلى أصحابها في حال كان الذنب قد ترتب عليه تعدٍ على حقوق الآخرين.