تعتبر برودة الأطراف أثناء فصل الشتاء من ردود الفعل الطبيعية لجسم الإنسان تجاه الانخفاض في درجات الحرارة. ورغم أنها أمر شائع، إلا أن هذه الظاهرة قد تكون مزعجة، وفي بعض الأحيان تؤثر سلبًا على القدرة على أداء المهام اليومية بصورة فعالة عندما يتعرض الجسم لدرجات حرارة منخفضة جدًا.
عندما تنخفض درجات الحرارة، قد تتقلص الأوعية الدموية في الأطراف، مثل اليدين والقدمين، مما يقلل من تدفق الدم إلى هذه الأجزاء، وبالتالي يقلل من كمية الحرارة المتاحة للجسم.
برودة الأطراف
تُعتبر الأطراف، كونها الأجزاء الأبعد عن الأعضاء الحيوية، أكثر عرضة لنقص تدفق الدم الذي يتجه نحو الأجزاء الأكثر أهمية في الجسم، وذلك للمساعدة في الحفاظ على الدفء.
أسباب برودة الأطراف في الشتاء
تتعدد الأسباب التي تؤدي إلى برودة الأطراف، ودرجات الحرارة المنخفضة في الشتاء تلعب دورًا كبيرًا في ضعف الدورة الدموية، بالإضافة إلى بعض الاضطرابات العصبية.
نستعرض فيما يلي بعض الأسباب الرئيسية وراء شعور برودة الأطراف:
التوتر والقلق
- قد يؤدي الشعور بالتوتر أو القلق الشديد إلى برودة القدمين.
- تعتبر استجابة الجسم الطبيعية للضغط النفسي هي إفراز الأدرينالين في الدم.
- هذا الأدرينالين يعمل على تضييق الأوعية الدموية في الأطراف، مما يقلل من تدفق الدم إلى المناطق الخارجية من الجسم، وذلك كآلية للحفاظ على الطاقة والتأهب لأي ضرر محتمل.
- في غياب التهديد الفعلي، يمكن أن تكون هذه الاستجابة ضارة أكثر من كونها مفيدة، إذ تؤدي إلى شعور متكرر بالبرودة.
- تخفيف التوتر قد يساعد في تقليل الأعراض المرتبطة بهذا السبب الشائع في فصل الشتاء.
مشكلات الدورة الدموية
- تعتبر ضعف الدورة الدموية من أسباب برودة الأطراف الشائعة. كثير من الأشخاص الذين يعانون من ضعف في الدورة الدموية يجدون صعوبة في تدفق الدم الدافئ إلى أطرافهم.
- وعادةً ما يشتكون هؤلاء الأشخاص من اليدين والقدمين الباردتين بشكل متكرر.
- تختلف أسباب ضعف الدورة الدموية، وقد تشمل نمط الحياة الخامل أو الجلوس لفترات طويلة، مما يؤثر على الساقين.
- ويعتبر التدخين أيضًا عامل خطر، حيث يمكن أن يعيق تدفق الدم السليم إلى جميع أجزاء الجسم، مما يجعل المدخنين أكثر عرضة للإصابة بهذا العرض.
- ومن المعروف أن ارتفاع مستويات الكولسترول قد يؤدي إلى تكون لويحات في الشرايين، مما يزيد من خطر ضعف الدورة الدموية في الأطراف.
- بعض أمراض القلب يمكن أن تسبب أيضًا برودة الأطراف، مما يتطلب استشارة طبية.
فقر الدم
- فقر الدم حالة تنجم عن انخفاض عدد خلايا الدم الحمراء الطبيعية في الجسم، وهذا قد يكون نتيجة لعدة عوامل مثل نقص الحديد أو الفيتامينات.
- يمكن أن تؤدي حالات فقر الدم الشديدة إلى برودة الأطراف، ويجب أن يتم تشخيص الحالة وعلاجها من قبل طبيب مختص.
- التعديل الغذائي والمكملات قد تكون فعالة في علاج فقر الدم، مما يسهل عودة درجة حرارة الأطراف إلى الوضع الطبيعي.
مرض السكري
- قد يكون الأشخاص المصابون بمرض السكري عرضة لمشكلات في الدورة الدموية، برودة القدمين واليدين نتيجة لهذا المرض.
- إن ارتفاع مستويات سكر الدم يمكن أن يؤثر سلبًا على الشرايين، مما يقلل تدفق الدم إلى الأنسجة.
- كذلك، يمكن أن يؤدي السكري إلى تلف الأعصاب، الذي قد يسبب أعراضًا أخرى مثل الوخز أو الألم الحارق.
اضطرابات الأعصاب
- تعتبر اضطرابات الأعصاب أحد الأسباب التي قد تؤدي إلى برودة الأطراف.
- يمكن أن ينتج تلف الأعصاب عن إصابات أو أمراض كامنة، مما يسبب أعراضًا إضافية مثل التنميل.
- بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يساعد علاج الأعراض مثل برودة الأطراف في تخفيف الانزعاج أثناء انتظار التشخيص الطبي المناسب.
قصور الغدة الدرقية
- قصور الغدة الدرقية يحدث عندما لا تقوم الغدة بإنتاج ما يكفي من الهرمونات، مما يؤثر على عملية التمثيل الغذائي الجسم.
- في حالات قصور الغدة الدرقية، قد يصبح الأفراد أكثر حساسية للبرودة ويعانون من أعراض إضافية مثل التعب وزيادة الوزن.
- تعتبر برودة الأطراف أحد الأعراض المزعجة التي يمكن أن ترتبط بحالات قصور الغدة الدرقية، مما يجعل الفحص الطبي ضرورياً.
الحركة
- الحركة تعتبر واحدة من أبسط الطرق لتدفئة الجسم وتحفيز تدفق الدم إلى القدمين.
- الأشخاص الذين يعملون في مكاتب قد يستفيدون من الاستراحة والتحرك دوريًا لتعزيز الدورة الدموية.
الجوارب والنعال
- تعتبر الجوارب الدافئة والمعزولة بشكل جيد ضرورية للأشخاص الذين يعانون من برودة الأطراف.
- ينصح أيضًا باستخدام نعال جيدة العزل، خاصة في البيئات غير المجهزة بالسجاد أو التدفئة المناسبة.
حمامات القدم
- تُعد حمامات القدم الدافئة من أسرع الطرق لتدفئة الأطراف الباردة.
- يمكن ملء حوض بالماء الدافئ ونقع الأرجل لفترة تتراوح بين 10 إلى 15 دقيقة.
- مع ذلك، يجب على الأشخاص الذين يعانون من تلف الأعصاب تجنب المياه الساخنة لتفادي حروق محتملة.
منصات التدفئة أو زجاجات الماء الساخن
- تعتبر منصات التدفئة أو زجاجات المياه الساخنة مفيدة للأشخاص الذين يعانون من مشاكل في النوم بسبب برودة الأطراف.
- وضع وسادة تدفئة بالقرب من القدمين يمكن أن يجعلها أكثر راحة أثناء النوم.