آراء السلف حول حسن الظن بالله
حسن الظن بالله -تعالى- يُعتبر عبادةً يُكافَأ المسلم عليها. في هذا السياق، نعرض بعض آراء السلف الصالح في حسن الظن بالله -تعالى-:
- ذكر النووي -رحمه الله-: “قال العلماء: إن معنى حسن الظن بالله -تعالى- هو أن يظن بأنه سيرحمه ويعفو عنه”.
- أضاف ابن القيم -رحمه الله-: “كلما كان العبد أكثر حسن الظن بالله، وزاد في رجائه له وتوكله عليه، فإن الله لن يخيب آماله أبداً؛ فهو سبحانه وتعالى لا يخيب أمل آمل، ولا يضيع عمل عامل”.
- وورد عن ابن القيم -رحمه الله- أنه قال: “على قدر حسن ظنك بربك ورجائك له، يكون توكلك عليه”.
- قال الحسن البصري -رحمه الله-: “إن قوماً ألهتهم الأماني حتى غادروا الدنيا بلا حسنات، يقول أحدهم: إني أحسن الظن بربي… وهذا كذب، فإنه لو كان يحسن الظن لكان يحسن العمل”.
أحاديث تشجع على حسن الظن بالله
سنستعرض بعض الأحاديث النبوية والقدسية التي تحثُّ على حسن الظن بالله -تعالى-:
- (قال الله تبارك وتعالى: “يا ابن آدم، إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان فيك ولا أبالي. يا ابن آدم، لو بلغ ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي. يا ابن آدم، إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرع بي شيئاً لأتيتك بقرابها مغفرةً”).
- (قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “يخرج رجلان من النار، فيُعرضان على الله، ثم يؤمر بهما إلى النار، فيلتفت أحدهما فيقول: يا ربي، ما كان هذا رجائي؟ فيقول الله: وما كان رجاؤك؟ فيقول: كان رجائي إذ أخرجتني منها ألا تعيدني. فيرحمه الله ويدخله الجنة”).
آراء السلف حول حسن الظن بالناس
توجد العديد من الأقوال الجميلة للسلف -رضوان الله عليهم- حول حسن الظن بالناس. إليكم بعضاً منها:
- قال عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-: “لا يحل لمسلم يسمع من أخيه كلمة يظن بها سوءاً، وهو يجد لها مخرجاً من الخير”، وأضاف: “لا ينتفع بنفسه من لا ينتفع بظنه”.
- وذكر علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-: “من علم من أخيه مروءةً جميلة، فلا يسمع عنه مقالات الرجال، ومن حسنت علانيته فنحن لسريرته أرجى”.
- قال إسماعيل بن أمية -رحمه الله-: “ثلاث لا يعجزن ابن آدم؛ الطيرة، وسوء الظن، والحسد. فإن النجاة من سوء الظن هي بعدم التكلم به، ومن الحسد بأن لا تبغي لأخيك سوءاً، ومن الطيرة بعدم العمل بها”.
- قال المهلب -رحمه الله-: “قد أوجب الله -تعالى- أن يكون ظن المؤمن بالمؤمن جيداً دائماً، كما يقول: (لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيراً وقالوا هذا إفك مبين). فإذا اعتبر الله سوء الظن بالمؤمنين إفكاً مبيناً، فإنه يعد بذلك أن حسن الظن بهم صدق بين”.
- ورد عن قتادة -رحمه الله-: “إن الظن نوعان: ظن ينجّي، وظن يُهلك”.