الماء
يُعتبر الماء من العناصر الأساسية للحياة على كوكب الأرض، لذا فإن تلوثه يعد من القضايا الهامة التي تتطلب اهتمامًا خاصًا. من الضروري التعرف على أنواع تلوث المياه بهدف الوصول إلى حلول فعالة للحد من هذه الظاهرة الخطيرة.
التلوث المائي
يشير التلوث المائي إلى اختلاط المياه بالمواد الكيميائية الضارة والنفايات نتيجة الأنشطة البشرية. يتسبب هذا التلوث في وجود نسب مرتفعة من المواد الضارة في المياه الموجودة في الأنهار والبحيرات والبحار والمحيطات، مما يؤدي إلى تحويل البيئة المائية إلى بيئة غير صحية وغير مناسبة للحياة للكائنات الحية التي تعتمد على الماء كوسيلة للبقاء، مثل الأسماك والحيونات والنباتات البحرية.
تأثير التلوث المائي يمتد كذلك إلى دورة المياه في الطبيعة، حيث يشكل خطرًا كبيرًا على صحة الإنسان والبيئة، لارتباط الإنسان الوثيق بالمصادر المائية. وأشارت منظمة الصحة العالمية إلى أن المياه الملوثة تصل إلى مستوى من السمية يجعلها غير صالحة للاستخدام، سواء للاستعمال الشخصي أو في الأنشطة الزراعية وغيرها، نتيجة لوجود مواد ضارة بها بنسب مرتفعة.
أنواع التلوث المائي
هناك عدة أنواع من التلوث المائي يمكن استعراضها على النحو التالي:
التلوث الطبيعي
يُعرف التلوث الطبيعي بأنه تغيير في الخصائص الطبيعية للماء، حيث يتغير لونه ورائحته وطعمه. ويحدث هذا التغيير نتيجة عدة عوامل، مثل ارتفاع درجة حرارة الماء، وزيادة ملوحته، وارتفاع نسب بعض المواد فيه. هذه التغيرات تجعل الماء غير صالح للاستهلاك البشري وتؤثر سلبًا على صحة الكائنات البحرية التي تعتمد على البيئة المائية.
التلوث الكيميائي
يُعتبر التلوث الكيميائي من أخطر أنواع التلوث المائي، حيث يصبح الماء ملوثًا بواسطة مواد كيميائية سامة مثل الزئبق والرصاص والمبيدات الحشرية، مما يؤدي إلى نفوق الكائنات الحية، وإصابة الإنسان بأمراض خطيرة عند تناوله لهذه المياه الملوثة أو الكائنات المتواجدة بها.
التلوث بمياه الصرف الصحي
يحدث هذا النوع من التلوث نتيجة تصريف مياه الصرف الصحي إلى المسطحات المائية، وغالبًا ما يتم تصريف هذه المياه في مصادر المياه التي يعتمد عليها الإنسان. تؤدي مياه الصرف إلى تفشي البكتيريا، مما يشكل خطرًا على صحة كل من يشرب أو يستخدم هذه المياه. ومن الأمراض التي تنتج عن هذا النوع من التلوث:
- التيفوئيد بسبب بكتيريا السالمونيلا.
- الإسهال نتيجة بكتيريا الشجيلا.
- التهابات الكلى.
- التهاب الكبد الوبائي.
التلوث النفطي
يتسبب هذا النوع من التلوث في تسرب النفط إلى مياه المحيطات خلال نقله أو عند استخراجه من الآبار، أو بسبب تلف أنابيب النفط. ورغم أنه يعد من أقل أنواع التلوث انتشارًا، إلا أن له تأثيرات مدمرة على الحياة البحرية ويتسبب في وفاة مئات الكائنات الحية، كما قد ينتقل إلى الإنسان عند تناول هذه الكائنات، مما يؤدي إلى إصابته بأمراض خطيرة مثل السرطان.
التلوث بالمخلفات الزراعية
يحدث نتيجة تصريف المواد الكيميائية المستخدمة في الزراعة، مثل المبيدات والأسمدة، الأمر الذي يؤدي إلى تلوث المياه بالأحماض والقلويات والألوان السامة، ويسبب أضرارًا للبيئة وللصحة العامة للإنسان والحيوان.
فحص المياه الملوثة
تتضمن إجراءات الكشف عن المياه الملوثة إجراء مجموعة من الاختبارات الهامة، وهي:
- اختبارات البكتيريا والجراثيم
تُجرى هذه الاختبارات بدقة للتأكد من جودة مياه الشرب، بسبب تكلفتها المرتفعة. يتم فحص وجود أنواع معينة من البكتيريا، وعندما تظهر أنواع خطرة، يتم التصريح بتلوث الماء.
- اختبارات المعادن
تتواجد المعادن بكميات طبيعية في المياه، لكن زيادة نسب بعض المعادن مثل الكالسيوم والحديد، قد تؤدي إلى انسداد الأنابيب وتراكم الرواسب، مما ينتج عنه روائح كريهة في المنزل. لذلك، تُجرى اختبارات لتحديد نسبة المعادن في المياه.
- اختبارات كيميائية
تُستخدم لمعرفة تركيز مواد كيميائية معينة في المياه، مثل المبيدات والأسمدة، وتُجرى هذه الاختبارات بشكل خاص في المياه الجوفية وفي حالات تسرب النفط.
- اختبارات المواد المشعة مثل الرادون والراديوم.
- اختبارات المعادن الثقيلة، مثل الزرنيخ والزئبق والرصاص.