أنواع سرطان الثدي
يمثل تحديد نوع سرطان الثدي (بالإنجليزية: Breast cancer) خطوة أساسية لفهم سلوك الورم واختيار العلاج الأنسب لحالة المريض. يمكن أن يبدأ السرطان في أحد مكونات الثدي، مثل قنوات الحليب (بالإنجليزية: Milk ducts) أو الفُصيصات المسؤولة عن إنتاج الحليب (بالإنجليزية: Milk-producing lobules) أو الأنسجة الضامة (بالإنجليزية: Connective tissues). تتنوع طرق تصنيف سرطان الثدي وقد يواجه الأطباء بعض الالتباس عند إجراء التشخيص، وفيما يلي أهم الأنواع المتعارف عليها:
سرطان الثدي غير الغازي
يتسم سرطان الثدي غير الغازي (بالإنجليزية: Non-Invasive breast cancer)، المعروف أيضًا بمحتمل التسرطن (بالإنجليزية: Precancerous)، بتطور خلايا سرطانية تكون محصورة داخل قنوات الحليب أو فصيصات الثدي دون أن تنتشر إلى الأنسجة المجاورة. وفيما يلي أبرز أنواعه الفرعية:
سرطان القنوات الموضعي
يعد سرطان القنوات الموضعي (بالإنجليزية: Ductal carcinoma in situ) أكثر أنواع سرطان الثدي غير الغازية شيوعًا حيث يمثل حوالي 90% من حالات هذا النوع، وفقًا لدراسة نشرتها مجلة “J Adv Pharm Technol Res” عام 2010م. هذا النوع يبدأ في القنوات التي تنقل الحليب ويبقى ضمن حدودها، مما يقلل من خطر انتشار السرطان إلى أجزاء مختلفة من الجسم. يعتبر سرطان القنوات الموضعي من المراحل المبكرة لسرطان الثدي ولا يشكل تهديدًا على الحياة، إلا أنه يمكن أن يزيد من مخاطر الإصابة بسرطان الثدي الغازي في المستقبل.
سرطان الفصيصات الموضعي
يمثل سرطان الفصيصات الموضعي (بالإنجليزية: Lobular carcinoma in situ) تطور خلايا غير طبيعية داخل بطانة الفصيصات، وهي الغدد المسؤولة عن إنتاج الحليب. قد يؤثر هذا النوع على كلا الثديين، ويعد الأشخاص المصابون بهذا السرطان أكثر عرضة للإصابة بسرطان الثدي الغازي في المستقبل، ولكن معظمهم لا يتطور لديهم هذا النوع الغازي.
سرطان الثدي الغازي
يُشير سرطان الثدي الغازي (بالإنجليزية: Invasive Breast Cancer) إلى ذلك النوع الذي يبدأ في قنوات الحليب أو الغدد ثم يواصل النمو في أنسجة الثدي، مما يتيح له التسلل إلى العقد اللمفاوية القريبة أو إلى أجزاء أخرى من الجسم. هناك عدة خيارات علاجية متاحة لهذا النوع، وفيما يلي أبرز الأنواع الفرعية له:
سرطان الأقنية الغازي
يعتبر سرطان القنوات الغازي (بالإنجليزية: Invasive ductal carcinoma) أحد أكثر الأنواع شيوعًا، حيث يشكل حوالي 80% من حالات سرطان الثدي بحسب الدراسة المشار إليها آنفًا. يبدأ هذا السرطان داخل قنوات الحليب، ثم يخترق جدرانها ويدخل أنسجة الثدي، مما يسمح له بالانتشار إلى أجزاء أخرى من الجسم. توجد أنواع فرعية لهذا النوع، أبرزها:
- سرطان القنوات النخاعي: (بالإنجليزية: Medullary Ductal Carcinoma)، وهو نادرًا ما يسبب شعور المريض بوجود كتلة، بل يشعر بتغيرات في أنسجة الثدي. غالبًا ما يُكتشف هذا النوع من خلال التصوير بلماموجرام.
- السرطان الحليمي: (بالإنجليزية: Papillary Carcinoma)، ويصيب بشكل رئيسي السيدات فوق عمر 60 سنة.
- سرطان القنوات الأنبوبي: (بالإنجليزية: Tubular Ductal Carcinoma)، يُعرف بهذا الاسم نظرًا لشكل السرطان الذي يشبه الأنابيب تحت المجهر.
- سرطان القنوات المخاطي: (بالإنجليزية: Mucinous Ductal Carcinoma)، يتشكل عندما تفرز الخلايا السرطانية مادة مخاطية، وعادةً لا ينتشر إلى العقد اللمفاوية.
- سرطان الثدي المُثقب: (بالإنجليزية: Cribriform breast cancer)، هو نوع نادر ينمو بشكل بطيء وغالبًا ما يترافق مع أنواع أخرى من السرطانات.
السرطانة الفصيصية الغَزوية
تُعرف السرطانة الفصيصية الغَزوية (بالإنجليزية: Invasive lobular carcinoma) بأنها نوع من سرطان الثدي الذي ينشأ من فصيصات الثدي، ولديها القدرة على الانتشار إلى العقد اللمفاوية والأعضاء الأخرى. وفقًا للإحصائيات، تشكل هذه السرطانات حوالي 10% من إجمالي حالات سرطان الثدي الغازي.
أنواع أخرى من سرطان الثدي
توجد أنواع أخرى من سرطان الثدي لكن أقل شيوعًا، من بينها:
سرطان الثدي ثلاثي السلبية
يشكل سرطان الثدي ثلاثي السلبية (بالإنجليزية: Triple negative breast cancer) حوالي 10-20% من إجمالي حالات سرطان الثدي. هذا النوع يعطي نتائج سلبية لمستقبلات البروجستيرون والاستروجين وبروتين (HER2)، مما يعني أن هذه الخلايا السرطانية لا تتغذي على هذه الهرمونات.
سرطان الثدي النقيلي
يتم تصنيف سرطان الثدي النقيلي (بالإنجليزية: Metastatic breast cancer) ضمن المرحلة الرابعة، ويمكن أن ينتشر إلى أماكن عدة في الجسم مثل الكبد والعظام والرئتين. تشير الإحصائيات إلى أن حوالي 30% من النساء المصابات بسرطان الثدي في مراحله الأولى يمكن أن تتطور لديهن آفات نقيليّة بعد فترة زمنية.
سرطان الثدي الالتهابي
يعتبر سرطان الثدي الالتهابي (بالإنجليزية: Inflammatory breast cancer) من السرطانات العدوانية وسريعة النمو، حيث يُمكن أن تتسلل خلايا السرطان إلى الجلد والأوعية اللمفاوية دون أن تتسبب في ظهور كُتل محسوسة.
الساركوما الوعائية
تشكل الساركوما الوعائية (بالإنجليزية: Angiosarcoma) أحد الأنواع النادرة التي تتطور في الثدي وجلد الذراعين، وتمر بأشكال مختلفة، مثل:
- الساركوما الوعائية الأولية: تُشخص غالبًا لدى النساء اللاتي لم يتلقين علاجًا سابقًا لسرطان الثدي.
- الساركوما الوعائية الثانوية: قد تتطور لدى من خضعن لعلاج سرطان الثدي من قبل، خاصة بعد العلاج الإشعاعي أو نتيجة الذّمة الليمفية الناتجة عن ذلك.
سرطان الثدي عند الرجال
تشير الدراسات إلى أن نسبة الرجال الذين يُشخصون بسرطان الثدي لا تتجاوز 1%، مما يجعله نادر الحدوث. ورغم أن الرجال لديهم أنسجة الثدي أقل من النساء، مما يسهل الكشف المبكر، إلا أن توفر المساحة لنمو السرطان تكون أكبر نتيجة ظهور المرض في تلك الأنسجة المحدودة.
مرض باجيت في الثدي
يُعتبر مرض باجيت في الثدي (بالإنجليزية: Paget disease of the breast) نوعًا نادرًا من السرطان يؤثر على جلد الحلمة والهالة المحيطة بها دون أن يرتبط بمرض باجيت في العظام.
ملخص حول سرطان الثدي
يمثل سرطان الثدي نوعًا من السرطانات التي تحدث نتيجة عدم القدرة على السيطرة على نمو الخلايا، ويُعتبر أكثر شيوعًا بين النساء، ولكنه يمكن أن يصيب الرجال أيضًا. يتشكل الورم عادة على شكل كتلة يمكن شعورها أو اكتشافها من خلال تقنيات التصوير مثل الموجات فوق الصوتية أو التصوير الشعاعي. يجب التنويه أن معظم كتل الثدي تكون من النوع الحميد، ومع ذلك، قد تجعَل بعض الأورام الحميدة النساء أكثر عرضة للإصابة بالسرطان الخبيث.
تشير الإحصائيات إلى انخفاض معدل الوفيات الناتجة عن سرطان الثدي، مما ينعكس إيجابيًا على معدلات البقاء، ويرجع ذلك إلى الكشف المبكر عن المرض، وفهم آلياتها، وتوافر خطط علاجية متنوعة مناسبة.
للمزيد من المعلومات حول سرطان الثدي، يُمكنكم قراءة المقال التالي: (ما هو سرطان الثدي).
تم إنتاج حلقة خاصة حول سرطان الثدي المبكر مع الدكتورة أم الخير بالتعاون مع شركة نوفارتس وجمعية زهرة، تسلط الضوء على أهمية الكشف المبكر، واستراتيجيات الوقاية والعلاج المتاحة، فضلاً عن تجارب دعم النساء في مواجهة المرض.