الموقع الجغرافي لمدينة عمّورية
تقع مدينة عمّورية في منطقة الأناضول، وتحديدًا في الجزء الجنوبي الغربي من مدينة أنقرة التركية، وتعرف حالياً باسم (سيفلي حصار). يعود أصل تسمية عمّورية إلى عمورية بنت الروم بن اليفز بن سام بن نوح عليه السلام. ويُذكر أن الشاعر أبو تمام قد أشار إلى المدينة في قصيدته الشهيرة بقوله: “يا يوم وقعة عمّورية انصرفت عنك المنى حفلاً معسولة الحلب.”
فتح عمّورية
كان فتح عمّورية من بين الفتوحات الإسلامية البارزة التي وقعت في شهر رمضان المبارك من عام 223 هـ. فقد كانت عمّورية تُعتبر من أقوى الحصون الرومية. قاد الخليفة العباسي المعتصم بالله الجيش الإسلامي في هذه الحملة، وجاءت دوافع هذا الفتح بسبب استغاثة امرأة مسلمة، تعرّض مسلمو عمّورية للغزو من قبل الروم، مما أسفر عن أسر عدد كبير منهم. وبمجرد أن وصلت نداء الاستغاثة التي قالت فيها “وامعتصماه”، سارع المعتصم بالله لمساعدتها، وعبأ جيوش المسلمين بأسلحة وعتاد غير مسبوق، وتمكن من هزيمة الروم وفتح مدينة عمّورية.
دخول عمّورية
نجح المسلمون في فتح عمّورية في الثاني عشر من شهر آب لعام 838 ميلادي، حيث احتفل المسلمون بهذا النصر الهائل بالتكبير والتهليل. ولم يكن أمام الروم سوى التفرق والفرار، مما أسفر عن مقتل الكثير منهم. يُذكر أنه لم يتبق في عمّورية مكان محصن سوى الموضع الذي كان يتحصن فيه القائد الرومي مناطس. إلا أن المسلمين تمكنوا من فتحه بعد إخراجه من حصنه، وإجباره على السير مهانًا إلى معسكر المعتصم. وقد توالت الفتوحات تحت قيادة المعتصم، إلا أنه لم يتمكن من فتح القسطنطينية نظرًا لحاجتها إلى قوة بحرية ضخمة لم تكن في حوزته. يُعد المعتصم شخصية بارزة في فتح عمّورية، حيث ألهم شعراء ذلك العصر، مثل أبو تمام، الذين تغنوا بشجاعته وبسالته.