تعتبر مشكلة مرض البري بري من القضايا الصحية الهامة والتي تنتج عن نقص فيتامين ب 1، والمعروف أيضًا بالثيامين. هناك العديد من العوامل التي تسهم في نقص الثيامين في جسم الإنسان، وتتباين أعراض هذا المرض بناءً على النوع المصاب به.
يعتبر النوع الأكثر حدة من مرض البري بري هو البري بري الجاف، الذي يمكن أن يصيب كل من الأطفال والبالغين. وفي بعض الحالات، قد يؤدي هذا المرض إلى الغيبوبة أو حتى الموت المفاجئ.
مرض البري بري والثيامين
مرض البري بري هو نتيجة نقص الثيامين في الجسم، والذي يؤثر سلبًا على الأعصاب والقلب والعضلات. يظهر تأثير هذا المرض على الأجهزة الحيوية في جسم الإنسان، ومن تلك الأجهزة:
- الجهاز العصبي: التهاب الأعصاب والعضلات هو من أبرز علامات الإصابة بمرض البري بري، بالإضافة إلى صعوبة المشي.
- الجهاز الدوري: يؤثر المرض على الجهاز الدوري مما قد يؤدي إلى انخفاض حاد في قوة عضلة القلب وزيادة سرعة نبضات القلب.
- الجهاز التنفسي: يمكن أن يعاني المرضى من ضيق في التنفس، مما يؤثر على التركيز والقدرة على الانتباه، وقد يصاحب ذلك شعور دائم بالدوخة.
- الجهاز الهضمي: قد يؤدي مرض البري بري إلى مشكلات هضمية مثل الإمساك المزمن وفقدان الشهية وعسر الهضم.
أسباب الإصابة بمرض البري بري
توجد مجموعة من العوامل التي قد تعرض الأفراد للإصابة بمرض البري بري، مثل:
- تناول الكحول بشكل مفرط، حيث يعيق قدرة الجسم على امتصاص الثيامين ويؤثر على احتفاظ الجسم به.
- تبني نظام غذائي يفتقر إلى الثيامين.
- الإصابة بمرض الإيدز، الذي يمكن أن يؤدي إلى نقص الثيامين.
- اختلالات الغدة الدرقية، حيث تكون النساء أكثر عرضة للإصابة بالمرض.
- اجتياز عمليات جراحية مرتبطة بفقدان الوزن قد يزيد من خطر الإصابة.
- تناول أدوية مدرة للبول قد تسهم في نقص الثيامين.
- الإصابة بالإسهال المزمن.
- أمراض الكلى، وخاصة لدى الأفراد الذين يخضعون لغسيل الكلى.
الوراثة وتأثيرها على مرض البري بري
- من النادر أن يحدث انتقال وراثي لمرض البري بري، ولكن في حال حدوث ذلك، قد يكون له آثار ضارة على الأطفال الصغار مما يؤدي إلى مشاكل دماغية، قد تصل إلى الموت.
- يمكن أن يسبب الانتقال الوراثي أيضًا اختلالات في الحركة.
- بعض الحالات الوراثية قد تستجيب للعلاج عند زيادة مستويات الثيامين في الجسم.
- يجب إجراء الفحوصات اللازمة للأطفال لضمان عدم تعرضهم لمخاطر صحية قد تؤدي إلى مضاعفات.
- الأمهات اللاتي تعانين من نقص الثيامين قد يكون أطفالهن أكثر عرضة للإصابة بنقص في هذا الفيتامين.
أنواع مرض البري بري
- البري بري الجاف: تؤثر حالة البري بري الجاف على الأعصاب وتسبب ضعف العضلات. من أخطر عواقبه هو شلل العضلات، ومن الأعراض الشائعة:
- ألم قوي في الأطراف، وخدر مستمر، وصعوبة في الحركة.
- الضعف الناتج عن نقص الجلوكوز.
- حدوث شلل في الساقين.
- حركات غير طبيعية في العيون.
- صعوبة في الكلام، وارتباك ذهني، وتلف في الدماغ.
- الغيبوبة التي قد تؤدي إلى الوفاة.
- البري بري الرطب: يؤثر هذا النوع على الدورة الدموية والقلب، مما قد يسبب قصورًا في القلب. أعراضه تشمل:
- تضخم القلب وزيادة معدل ضربات القلب بشكل غير منتظم.
- تورم في جميع أنحاء الجسم.
- احتقان الرئة.
- البري بري عند الأطفال: هناك أعراض معينة تشير إلى إصابة الأطفال بهذا المرض، منها:
- تعرض الأطفال للغيبوبة.
- التشنجات.
- زرقة الجسم.
مضاعفات مرض البري بري
يمكن أن يؤدي نقص الثيامين الشديد في الجسم إلى مضاعفات خطيرة مثل:
- الارتباك الشديد.
- فقدان الذاكرة الناجم عن تلف الدماغ.
- مشكلات بصرية مثل الرؤية المزدوجة.
- فقدان القدرة على المشي على الإطلاق.
- تدهور ملحوظ في صحة القلب.
- تدهور الوظائف التنفسية.
- الغيبوبة التي قد تستدعي الوفاة المفاجئة.
النظام الغذائي الخاص بمرضى البري بري
من الضروري للأشخاص المصابين بمرض البري بري تجنب مجموعة من الأطعمة، مثل الكحول والأرز والحبوب غير المصفاة.
عليهم تناول أطعمة غنية بالثيامين، بما في ذلك:
- الأطعمة ذات الأصل الحيواني مثل الدهون وصفار البيض والأسماك والحليب والدواجن.
- المعكرونة والأرز والقمح والبازلاء.
- الخميرة.
- الخضروات والفواكه (يفضل تناولها بدون طهي).
- الحليب من مصادر موثوقة.
- مكملات غذائية تحتوي على الثيامين، بعد استشارة الطبيب.
من الأهمية بمكان تناول أطعمة غنية بالثيامين للحد من احتمالية الإصابة، ومن هذه الأطعمة:
- البذور، خاصة بذور الفاصوليا والبقوليات.
- أنواع اللحوم والأسماك.
- أنواع الحبوب المختلفة، خاصة حبوب الإفطار.
- جميع المكسرات.
- منتجات الألبان المتنوعة.
- بعض الخضروات مثل البنجر، والسبانخ، وبراعم بروكسل، والقرع والهليون.
علاج مرض البري بري
عند تشخيص مرض البري بري، يقوم الطبيب بوصف زيادة مستويات فيتامين ب في الجسم من خلال:
- المكملات الغذائية المحتوية على هذا الفيتامين.
- الأدوية التي تحتوي على الثيامين.
- الحقن المخصصة لهذا الغرض.
بعد ذلك، ينبغي زيادة تناول الثيامين عبر الطعام أو المكملات الغذائية مثل اللحوم، والأسماك، والحبوب.
أثناء العلاج، يجب على المريض اتباع مجموعة من الإجراءات، ومنها:
- مراقبة استجابة الجسم لزيادة الثيامين.
- علاج أي أعراض مرافقة للمرض.
- متابعة مستويات الثيامين في الجسم بشكل دوري.
- اتباع نظام غذائي محدد طوال فترة العلاج.
يمكن أن يبدأ تحسن حالة المريض بعد مرور يوم من العلاج، وقد يستغرق الشفاء الكامل عدة أشهر.