أبو الفرج الأصفهاني
هو علي بن الحسين، المعروف بأبي الفرج الأصفهاني، الذي ينتمي إلى بني أمية. وُلد في عام 284 هجري وتوفي في عام 356 هجري. كان شخصية بارزة في علم الأنساب، ولديه قدرة على السرد والدراسة، بالإضافة إلى كونه شاعراً بارعاً. وقد أجمع المؤرخون على أن نسبه يعود إلى واحد من آخر خلفاء بني أمية، وهو مروان بن محمد، مع العلم بأنه يُعد شيعياً في العقيدة، وهو ما كان يعتبر تناقضاً في فترة معينة. وُلِد أبو الفرج في مدينة أصفهان، إحدى حواضر بلاد فارس، التي جَمعت بين الفكر الشيعي والعصبية الفارسية. فيما بعد، انتقل إلى بغداد، حيث انخرط في الثقافة العربية، مما كان له أثر كبير على تشكيل شخصيته وثقافته. ورغم إسهاماته في نشر الثقافة، إلا أنه كان موضع جدل، حيث اعتبره البعض واحداً من أبرز الأدباء والشعراء، بينما أشار آخرون إلى ضعفه في بعض الجوانب الأدبية.
مؤلفات أبو الفرج الأصفهاني
يمتاز أبو الفرج الأصفهاني بعمق معرفته وقوة ذاكرته، بالإضافة إلى موهبته الشعرية. ويُعد ميله إلى نظم الهجاء من أبرز سماته، مما جعل الكثيرون يحاولون تجنب هجومه وحذره من لسانه القاسي. لديه مجموعة متنوعة من المؤلفات، فما زال بعضها ينشر حتى اليوم. أما أشهر مؤلفاته، فهو كتاب “الأغاني”، وهناك أيضاً مؤلفات أخرى مثل “الإماء الشواعر”، و”أدب الغرباء”، و”المماليك الشعراء”، و”مقاتل الطالبيين”، و”التعديل والانتصاف في أخبار القبائل وأنسابها”، وغيرها من الكتب القيمة.
كتاب الأغاني لأبي الفرج الأصفهاني
لا ريب أن كتاب “الأغاني” هو ما جعله يرتقي إلى مستوى عالٍ من الشهرة، حيث استغرق في تأليفه نحو خمسين عاماً، وفقاً لما ذكره بنفسه. يُعتبر هذا الكتاب بمثابة كنز أدبي عظيم ويحظى بمكانة رفيعة. وقد قيل إن الصاحب بن عباد كان يحمل معه ثلاثين جملة من كتب الأدب في أسفاره، ولكن عندما حصل على “الأغاني”، تخلّى عن جميع الكتب الأخرى لحمله فقط هذا الكتاب. فكتابه موسوعي، يجمع الأدب والغناء والشعر، بدءاً من العصر الجاهلي، مروراً بالعصر الأموي، وصولاً إلى زمن الخليفة العباسي المعتصم بالله. ويحتوي الكتاب أيضاً على تفسيرات، أحاديث، لغويات، إضافةً إلى السير والأخبار التي تتعلق بحياة الناس. ومن المميز أن اسم الكتاب مُشتق من احتوائه على مجموعة من الأغاني، مصحوبة بنصوصها الشعرية وألحانها.