يميل الكثير من الأفراد إلى التفكير المفرط حول مختلف جوانب الحياة، حيث يشكو البعض في بعض الأحيان من هذه الإفراط في التفكير، ويسعون للعثور على أساليب للتخلص من هذه العادة. يتجلى هذا التفكير في أمور عدة مثل القرارات المعلقة أو الندم على اختيارات سابقة، كما أن القلق بشأن النفس والمستقبل يسهم في شعور الكثيرين بأنهم محبوسون داخل عقولهم، بلا مخرج.
10 طرق للتغلب على التفكير الزائد والمستمر
وفقًا للجمعية الأمريكية لعلم النفس، فإن التفكير الزائد هو نمط تفكير يتكرر ويمتد لأمور تتعلق بمصالح وتجارب الشخص المعني. يعتبر هذا النوع من التفكير عاملاً رئيسياً في تعزيز القلق، والانشغال الذهني، ومشاعر اللوم الذاتي، حيث أن هذه العادة لا يولد بها الشخص بل تتشكل مع مرور الوقت. في ما يلي، نقدم مجموعة من الخطوات التي تفيد في التخلص من التفكير الزائد.
استراتيجيات للتغلب على التفكير الزائد
زيادة الوعي
من الشائع أن يقود التفكير الزائد الشخص بعيدًا، مما يجعله يفقد الوعي بسبب انشغاله بأفكاره. لذا فإن الوعي يتطلب الاعتراف بمجموعة الأفكار السلبية عندما تظهر. إذا كنت مدركًا لأفكارك الزائدة، ستتمكن من السيطرة عليها عن طريق مراقبة أفكارك وسلوكياتك دون الحكم عليها أو القلق من كثرتها.
استخدام رباط مطاطي كأداة للتذكير
يمكنك مواجهة أنماط التفكير الزائد من خلال اتخاذ خطوات فعلية. فمثلًا، قم بارتداء رباط مطاطي حول معصمك لتذكيرك باستمرار بالأفكار المفرطة. عند ملاحظتك لانغماسك في التفكير، قم بشد الرباط برفق. يمكنك أيضًا تبديل خاتم أو ساعة بين يديك لتعيد توجيه انتباهك للحظة الراهنة. عاود تكرار عبارة “توقف” خلال هذه اللفتات البدنية.
استراتيجيات للتخلص من التفكير الزائد
استبدال الأفكار السلبية بأخرى إيجابية
للتخلص من التفكير السلبي، استبدله بتفكير إيجابي. بعد دحض أفكارك الزائدة، حاول تكرار أفكار إيجابية بصوت عالٍ أو داخلي. في حال استمرت الأفكار المزعجة لفترة، استمر في هذه العملية عدة مرات، ومع مرور الوقت ستتمكن من التغلب على هذه العادة السلبية.
الدردشة مع شخص موثوق
تعد مشاركة الأفكار السلبية مع شخص تثق به وسيلة فعالة للتخلص من التفكير الزائد. يمكن أن يصبح هذا الشخص مدربًا أو ناصحًا أو صديقًا، حيث يستطيع مساعدتك في تحديد إذا كنت مبالغًا في التفكير أو لا، كما يساعدك في التحرر من هذه الأفكار. إذا كان الأمر متعلقا بمسائل صحية، فمن الضروري مراجعة الطبيب.
شغل نفسك بنشاطات مختلفة
التفكير المفرط يمكن أن يبعدك عن اللحظة الحالية. إذا كان ذهنك مشغولاً، سيمكنك ذلك من تجنب الأفكار السلبية. حاول القيام بنشاطات مثل تنظيم الكتب أو الرسم أو إعداد ميزانية نفقاتك السنوية وحتى ستساعدك في السيطرة تدريجيًا على أفكارك.
ممارسة التمارين الرياضية
عند الانغماس في التفكير المفرط، قد يتعذر عليك الشعور بمرور الوقت التي تقضيه في التفكير السلبي. التمارين البدنية بدورها تعد حلاً فعالًا، حيث تعزز الثقة بالنفس. الرياضة تزيد من إفراز الهرمونات مثل الإندورفين والسيروتونين، مما يساعد على تقليل القلق والاكتئاب. عندما تلتزم بممارسة الرياضة، ستجد أن الأفكار السلبية تتلاشى.
كيفية ممواجهة التفكير الزائد
اتخاذ القرارات
يعد التفكير الزائد أحيانًا نتيجة لعدم القدرة على اتخاذ قرارات حاسمة. سواء كان القرار يتعلق بالعمل أو العلاقات، فإن الحل الأمثل هو تحديد وقتٍ للتفكير في كل جوانب القرار، وعند اقتراب انتهاء الوقت، عليك اتخاذ القرار دون تردد.
التدوين
يعتبر تدوين الأفكار السلبية من أبرز الطرق للتخلص من التفكير الزائد. اكتب ما يدور في ذهنك على ورقة ثم تخلص منها.
قم بالفعل على الفور
للتخلص من التفكير المفرط، قم بما تفكر فيه بشكل مباشر. بعض الأفراد يميلون للمبالغة في تفكيرهم بشأن مهام صعبة. بدلًا من الاعتماد على التفكير والقلق، ابدأ بتنفيذ مشروعك واستعادة تركيزك على المهمة المحددة، وحدد مواعيدًا لإنجازها، مما يمنع الاستغراق في التفكير الزائدي.
تجنب السعي نحو الكمال أو السيطرة على كل شيء
غالبًا ما يفكر الناس بشكل مفرط بحثًا عن نتائج مثالية، ويرغبون في تقييم جميع الاحتمالات. من المهم أن يتفهم الشخص أنه لا يمكن التحكم في كل شيء وأن لكل إنسان أخطاؤه. التفكير هو نعمة من الله تعين على صوغ القرارات، ولكن من الممكن أن يتحول إلى لعنة إذا كان مفرطًا، حيث يُعتبر من سلوكيات العقل المعيقة.
ما هي عواقب التفكير الزائد؟
التفكير الزائد كممر مظلم
يمكن أن يؤدي التفكير المفرط إلى شعور بالضياع داخل ممر مظلم بلا مخرج، مسببا آلامًا نفسية وشعورًا بالندم والخسارة. هذا نمط التفكير يمكن أن يجعل الفرد يسأل أسئلة بلا إجابة، مما يضاعف من ذلك الإحساس بالضياع.
ضياع الفرص
الأشخاص الذين يبالغون في التفكير قد يفوتون الفرص بسبب طول مدة تفكيرهم، مما يمنعهم من اتخاذ القرارات بسرعة.
القلق والاكتئاب
الرؤية التشاؤمية الناتجة عن التفكير المفرط تؤدي إلى اضطرابات وقلق واكتئاب، مما قد يدفع الشخص إلى خيارات حياتية غير صحية تزيد من مشاعر القلق مستقبلاً.
تشاؤم وتعاسة
التفكير المفرط يمكن أن يحجب رؤية الجوانب الإيجابية في الحياة، مما يجعل الفرد متشائمًا ويركز فقط على المشكلات.
تتابع أيضًا:
الأرق
عندما يتأمل الشخص في قضية معينة بشكل مفرط، يجد صعوبة في النوم والراحة. وقد تستمر هذه الدورة المظلمة طيلة الليل، مما ينتج عنه قلة النوم واضطرابات عقلية وجسدية.
حياة معقدة
التفكير المفرط لا يؤدي فقط إلى تعقيد الحياة بل يسلبها الراحة. التفكير وحده لا يمكن أن يحل مشكلات الحياة، لذا يعد مجرد قلق حول الموضوع غير مجدي، لأن ذلك يهدر الوقت ويعوق الاستمتاع بالحياة.