أبرز الروايات المصرية القديمة
فيما يلي قائمة بأفضل الروايات المصرية التي ظهرت منذ بداية القرن العشرين:
رواية زينب
تعتبر رواية زينب من أوائل الروايات في الأدب الروائي العربي، حيث تمثل قاعدة البناء للرواية العربية. كتبها محمد حسين هيكل عام 1914م، وتدور أحداث الرواية في أجواء الريف المصري، مسلطة الضوء على النساء والتحديات التي يواجهنها نتيجة التهميش وفقدان الحقوق، وهو ما يتعارض تمامًا مع الشريعة. وقد قدم الكاتب من خلال روايته حلولاً تتمثل في توفير الفرص للمرأة لدخول العالم العملي وتحقيق تجاربها الخاصة.
يتضح من أسلوب الكاتب حرصه على تناول القضايا العاطفية رغم الصعوبات المعهودة في تلك الحقبة، حيث كان النقاش في هذا السياق محدودًا للغاية. وعلى الرغم من ذلك، واجهت الرواية العديد من النقد، حيث اعتبر النقاد هيكل رائدًا في مجال الرواية، وتبعه جيل كامل من الكتاب بعد إصدار رواية زينب.
ثلاثية مصر القديمة “عبث الأقدار، رادوبيس، كفاح طيبة” لنجيب محفوظ
تعتبر هذه الثلاثية واحدة من أبرز الأعمال الأدبية لنجيب محفوظ، حيث تعد الأكثر أهمية حسب آراء العديد من النقاد العرب. تدور أحداث ثلاثية محفوظ حول الحضارة المصرية القديمة، حيث كان التاريخ المصري يشكل جزءًا كبيرًا من رؤيته الأدبية. ويمكن القول بأنه يُعتبر وسيلة للهرب من واقع الحاضر المتشوه الذي عانت منه الأمة العربية لفترة طويلة، ولا تزال تعاني منه. فقد عمل محفوظ على إعادة إحياء الفكر والحضارة المصرية القديمة.
في عام 1939م، كتب رواية عبث الأقدار التي تغوص في أحد أزهى عصور مصر الفرعونية، العصر الذي شهد بناء الأهرامات الثلاثة. تتناول الرواية الصراع بين الملك والعائلة الخامسة التي كان يُفترض بها الحكم بعد الملك مباشرة.
في عام 1943م، صدرت الرواية الثانية من الثلاثية وهي رادوبيس، والتي ذُكرت سلفا في كتابات المؤرخ اليوناني سترابو. تتناول هذه الأسطورة المصرية القديمة قصة امرأة فاتنة تُدعى رادوبيس تعرضت للخيانة من قبل حبيبها، مما دفعها للزواج من رجل ثري مسن. ومن ثم تبدأ حياتها الراقصة والمليئة بالجنون، مما يؤدي بها إلى علاقة غرامية مع الملك، مما يستفز الشعب ضدهم. وقد تم اقتباس هذه الأسطورة تحت مسمى سندريلا مع بعض التغييرات.
وفي عام 1944م، تم إصدار الجزء الأخير من الثلاثية بعنوان كفاح طيبة، والتي تعد واحدة من الروايات التي تناولت فترة مقاومة أحمس للهكسوس بإيجاز ودقة. اعتمد الكاتب في كفاح طيبة على الأحداث التاريخية من مصادر موثوقة، مما يجعل هذه الرواية بمثابة وثيقة تاريخية تتناول تلك الحقبة، مع الحرص على تقديم الأحداث بشكل روائي فنّي.
جدير بالذكر أن ثلاثية مصر القديمة، رغم كونها روايات تاريخية عن حقبة غابرة، تحمل في طياتها إسقاطات سياسية تعكس الواقع الذي كُتبت فيه. كان هذا النهج هو ما اتبعه محفوظ، حيث كانت كتاباته تعكس نبض الشارع المصري والعربي ومعاناته من القضايا السياسية والأخلاقية والفكرية على حد سواء.
قنديل أم هاشم
قنديل أم هاشم هي رواية كتبها يحيى حقي، الذي يُعتبر أحد أبرز الأدباء المصريين، وقد شغل العديد من المناصب البارزة في الدولة. كان يُعتبر راعيًا للأدب وللأدباء في مصر والعالم العربي، وله دور كبير في تطوير الثقافة الأدبية للعديد من الكتاب المبدعين في ستينات القرن الماضي.
تتناول الرواية قضايا الجهل الذي كان شائعًا في ذلك الوقت بين مختلف فئات المجتمع المصري. حيث كان الناس يلجأون إلى أم هاشم للعلاج بأساليبها الغريبة التي لا تستند إلى أي أساس علمي، وإنما تقوم على الخرافات والجهل. حققت الرواية نجاحًا كبيرًا وأُدرجت لاحقًا في السينما.