ما هي أساليب التقييم في التربية البدنية والرياضية؟
يعتبر التقييم من العناصر الأساسية التي تسهم في نجاح العملية التعليمية. يهدف إلى جمع المعلومات حول تحصيل الطلاب وتقييم تقدمهم اعتماداً على تلك المعلومات. من خلال ذلك، يتمكن المعلم من تحديد مجالات القوة والضعف في أدائه التدريسي، مما يؤدي إلى اتخاذ القرارات اللازمة لتحسين جودة التعليم. يُستخدم التقييم على نطاق واسع في مختلف المجالات، بما في ذلك التربية البدنية والرياضية، وهناك العديد من الأساليب المعتمدة التي يمكن استخدامها، ومنها:
التقييم التقليدي
يُعد التقييم التقليدي من أقدم أساليب التقييم المتبعة، وهو يستند إلى معايير محددة لتقييم الطلاب. يتم استخدام بيانات الطلاب للتحقق من مدى توافقهم مع هذه المعايير والأهداف المحددة لدروس التربية البدنية والرياضية. من بين أمثلة التقييم التقليدي نجد قوائم المراجعة، مقاييس التصنيف، تقييم درجات الطلاب بناءً على مجهودهم، مشاركتهم في الألعاب، سلوكهم، والتزامهم بالزي المناسب، إلى جانب اختبارات المهارات الحركية.
من أبرز أشكال التقييم التقليدي هو اختبارات اللياقة البدنية، التي تعتبر من أقدم طرق التقييم. ومع ذلك، فقد أظهرت هذه الاختبارات العديد من السلبيات، مثل عدم قدرتها على تقديم فهم عميق لتقدم الطلاب، وعدم ملاءمتها للواقع العملي، حيث إن هذه الاختبارات تقيم الحالة البدنية دون مراعاة لعوامل أخرى قد تؤثر على لياقة الفرد مثل العوامل الوراثية والنمو والدافع والمهارة. بناءً على ذلك، يُفضل العديد من الباحثين استخدام اختبارات اللياقة البدنية كجزء من التقييم التكويني بدلاً من استخدامها كطريقة تقييم وحيدة، كما أنه لا يُفضل استخدامها مع الطلاب الذين يحققون أداءً متدنيًا في مجال التربية البدنية.
التقييم البديل
يشمل التقييم البديل جميع تقنيات وأساليب التقييم المتنوعة، حيث يتضمن وضع الطلاب في سياقات حقيقية لحل المشكلات. يُعتبر هذا النوع من التقييم الأكثر دقة وثباتًا مقارنةً بالأساليب الأخرى، ومن أشكاله تقييم الأقران والتقييم التعاوني، فضلًا عن تقييم الرسوم أو الفيديوهات المتعلقة بمهارة رياضية معينة، بالإضافة إلى ملفات الإنجاز وتقييم الأداء. يُعد كل من التقييم التكويني، والتمهيدي، والختامي من الأشكال التي تنتمي إلى التقييم البديل، إلا أن من عيوب هذا النوع من التقييم هو حجم العمل الكبير الذي قد يتطلبه، مما يمكن أن يشكل عبئًا على المعلم.
التقييم التمهيدي
يُستخدم التقييم التمهيدي في بداية العملية التعليمية، مثل بداية الفصل الدراسي أو حصة دراسية جديدة، حيث يقدم لنا لمحة عن المعرفة السابقة للطالب والمستوى الذي سيبدأ منه. يُعتبر هذا النوع من التقييم ضروريًا لتخطيط العملية التعليمية وتحديد الوقت اللازم للطلاب لإتقان المهارات. في مجال التربية البدنية والرياضية، يمكن استخدام التقييم التمهيدي لتقييم مستوى اللياقة البدنية الأولية لدى الطلاب ومدى معرفتهم بلعبة معينة.
التقييم التكويني
يشمل التقييم التكويني الذي يقوم به المعلم أو المدرب طوال فترة الفصل الدراسي أو الدورة التدريبية، ما يعرف بالتقييم المستمر. يتميز هذا النوع من التقييم بقدرته على تمكين المعلمين من تصحيح أخطائهم وتحسين جودة تعليمهم خلال فترة التعلم.
تقييم الأداء
يُستخدم هذا النوع من التقييم عندما يُطلب من الطلاب القيام بتمرين أو نشاط معين خلال حصة التربية البدنية والرياضية، مثل تنفيذ تمارين المعدة أو القفز في تمرينات الجمباز.