الاحتراق والوعي الإنساني
تُعتبر الحرائق من الظواهر الخطيرة التي تُسهم بشكل دائم في فقدان الأرواح حول العالم، وتنتج هذه الحرائق عن عدة أسباب، منها الطبيعية والأخرى الناتجة عن إهمال أو أخطاء بشرية، بالإضافة إلى تلك التي تقام عمدًا لأغراض متنوعة.
تتعدد أخطار الحرائق لتشكل تهديدًا مستمرًا لكل من الإنسان والحيوانات والنباتات على حد سواء. لذلك، قامت الجهات المختصة بتطوير مجموعة من الوسائل والتقنيات للحد من هذه المخاطر. ومع ذلك، يقع العبء الأكبر في مجال الوقاية على عاتق الأفراد أنفسهم، حيث يلعب الوعي العام دورًا حاسمًا في هذا الجانب. إذ إن العديد من الأشخاص لا يعرفون إجراءات السلامة العامة أو قد يستهينون بها، مما يؤدي إلى عدم الالتزام بالتعليمات، وبالتالي زيادة احتمالات وقوع الكوارث. فيما يلي، نستعرض أبرز مخاطر الاحتراق ونتطرق لبعض أساليب الوقاية الفعالة.
مخاطر الاحتراق ووسائل الوقاية
الحرائق
يُعرّف الحريق بأنه عملية احتراق مادة معينة، سواء كانت صلبة أو غازية أو سائلة، مما يؤدي إلى نشوب نيران قد يكون من الصعب السيطرة عليها في بعض الحالات، خاصة إذا توفرت الظروف الملائمة لاندلاعها.
يمكن الوقاية من الحرائق من خلال فصل المواد القابلة للاشتعال عن مصادر اللهب وعزلها عن المناطق الخطرة، وخصوصًا المحروقات بمختلف أنواعها. يجب أيضًا تجنب العادات السيئة مثل إلقاء أعقاب السجائر في المواقع عالية الخطورة، مثل محطات الوقود. ومن الضروري الالتزام بالإرشادات الصادرة عن الجهات الحكومية المتخصصة، وتطبيق تدابير السلامة مثل تركيب أجهزة مكافحة الحرائق والتحقق من إغلاق مصادر اللهب المنزلية عند مغادرة المنزل أو عند عدم استخدامها.
الانفجارات
تُعتبر الانفجارات نوعًا من الاحتراق، لكنها تتميز بقوتها وسرعتها ومفاجأتها للأشخاص القريبين من موقع الحدث. ينجم الانفجار غالبًا عن تسرب الغاز في أماكن مغلقة، حيث يمكن أن تؤدي أدنى شرارة إلى حدوث هذا الخطر الجسيم.
للوقاية من الانفجارات، يتعين فحص أنابيب الغاز بشكل دوري والإصلاح أو الاستبدال عند ملاحظة أي عيوب. كما يجب التأكد من تهوية الغرف المغلقة، وخاصة تلك التي تحتوي على أسطوانات غاز. علاوة على ذلك، ينبغي تركيب أسطوانات الغاز بطريقة صحيحة والتأكد من سلامتها باستخدام وسائل آمنة.
الاختناق
ينتج الاختناق عن عدم قدرة الشخص على التنفس بشكل طبيعي نتيجة نقص في غاز الأكسجين اللازم لذلك. ولوقاية النفس من هذه المشكلة، فإن من المهم تهوية الأماكن المغلقة بشكل مستمر، وخاصة تلك التي تحدث فيها عمليات احتراق، حيث تستهلك هذه العمليات الأكسجين.
التسمم
يمكن أن يتعرض الأفراد للتسمم نتيجة وجودهم في مناطق حيث تحدث عمليات احتراق غير كاملة، مما يزيد من تعرضهم لاستنشاق غازات سامة تؤثر على توصيل الأكسجين لجميع أجزاء الجسم. لتجنب هذه الحالات، ينبغي التحكم في عمليات الاحتراق وتقليل انبعاث الغازات الضارة، جنبًا إلى جنب مع ضرورة تهوية المكان وإخلائه من الأشخاص حال امتلائه بالغازات السامة.