أريحا: أقدم مدينة سكنية في فلسطين
تعتبر مدينة أريحا الأقدم في فلسطين وأحد أقدم المدن في العالم، حيث يعود تاريخها إلى العصر الحجري. كانت موطناً للإنسان الأول، وتأسست لاحقاً فيها حضارة الكنعانيين. تُعدّ أريحا أولى نقاط انطلاق الزراعة في المنطقة. وقد شهدت المدينة حصاراً طويلاً من قِبَل النبي الإسرائيلي يشوع بن نون، إذ قاوم سكانها بشجاعة حتى تم فتحها. لهذا السبب، أطلق عليها اليهود لقب “المدينة الملعونة” نتيجة للمشاكل التي واجهوها هناك. وكذلك، احتلها نبوخذ نصر، الذي قام بتهجير سكانها إلى بابل.
حقائق مهمة عن مدينة أريحا
إليك بعض المعلومات الهامة حول مدينة أريحا:
- الموقع: تقع مدينة أريحا في فلسطين، وبالتحديد في الضفة الغربية شمال البحر الميت، بالقرب من نهر الأردن، حيث تظهر جبال الأردن على الضفة المقابلة للبحر الميت.
- التاريخ: يعود تاريخ سكن المدينة إلى العصر الحجري، مما يعني أنها تُعتبر مسكناً للإنسان منذ حوالي 11 ألف سنة.
- الزراعة: تشتهر أريحا بمناخها الحار والرطب، مما جعلها منطقة مثالية للزراعة. تتميز بزراعة الموز والحمضيات والنخيل، بالإضافة إلى مختلف أنواع الحبوب مثل القمح والشعير والذرة والسمسم، حيث يتم استهلاك معظم هذه المحاصيل محلياً، بينما يتم تصدير بعضها إلى الخارج.
- الصناعة: تبرز الصناعة في أريحا من خلال إنتاج الفخاريات الجميلة والنسيج الملون، بالإضافة إلى المياه الغازية التي تتوفر بكثرة بفضل العديد من عيون المياه. يُستخرج الملح والمعادن من البحر الميت، والتي تستخدم في إنتاج مستحضرات طبية وتجميلية متنوعة.
- الرياضة: يحتل استاد أريحا المرتبة الثانية من حيث الحجم في فلسطين، حيث يُقام فيه العديد من المباريات بين الفرق المحلية والأجنبية.
المعالم الأثرية في أريحا
من أهم المعالم الأثرية في مدينة أريحا:
- قصر هشام: تم اكتشاف معالم هذا القصر عام 1933، ويقع شمال أريحا. بناه هشام بن عبد الملك خلال الفترة 105-125 هـ. تعرض القصر للعديد من الظواهر الطبيعية التي أدت إلى إتلاف بعض معالمه، وتم ترميمه في عهد صلاح الدين الأيوبي. يعتبر هذا القصر من أبرز المعالم التاريخية والأثرية في الضفة الغربية خلال عصر الحكم الأموي.
- مقام النبي موسى: اكتمل بناء هذا المقام في عام 1269 ميلادياً خلال حكم السلطان الظاهر بيبرس. يتضمن المقام حالياً منارة وجامعاً وغرفاً صغيرة توفر الراحة للمسافرين. وتُقام فيه احتفالات سنوية تُعرض خلالها أجمل الأقمشة والتحف والحلويات اللذيذة.
- دير قرنطل: يقع دير قرنطل شمال مدينة أريحا، ويُعرف أيضاً بجبل الأربعين نسبةً لعدد الأيام التي قضاها السيد المسيح في الصيام. يزور السياح الدير إما سيراً على الأقدام أو عبر عربات معلقة (تل فريك) تم تصميمها خصيصاً للسياح، مما يتيح لهم رؤية المناظر الخلابة.
- وادي القلط: يعتبر هذا الوادي جزءاً من الطريق القديم المؤدي إلى مدينة أريحا، وما زال يستخدم اليوم، حيث يتوجه السياح عبره إلى دير القديس جورج. يتميز الوادي بصخور جيرية عالية تمتد لعشرة وأربعين كيلومتراً بين القدس وأريحا.