تعريف قيام الليل
قيام الليل هو عبارة عن صلاة تطوعية يؤديها المسلم بعد استيقاظه من نومه ليلاً، أو قبل نومه عند الخوف من عدم الاستيقاظ. وقد أطلق البعض من العلماء على هذا الفعل اسم التهجّد، حيث يميز بعضهم بينه وبين قيام الليل، إذ إن التهجّد يتم بعد النوم بينما قيام الليل يكون قبل النوم. ومع ذلك، يُعتبر كلاهما من السنن المؤكدة عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وهو أفضل الصلوات بعد الصلاة المفروضة. ويظهر فضل قيام الليل في كون الله سبحانه وتعالى أمر به نبيه، وجعله سببًا لنيل المقام المحمود.
نماذج من سلوك السلف الصالح في قيام الليل
نماذج من الصحابة في قيام الليل
إليكم بعض نماذج من سلوك بعض الصحابة حول قيام الليل:
- عمر بن الخطاب: يُروى أن عمر -رضي الله عنه- كان يصلي في الليل بحسب ما يشاء، ثم يقوم بإيقاظ أسرته في آخر الليل قائلاً: (وَأمُر أَهلَكَ بِالصَّلاةِ)، وكان يرى أن الشتاء فرصة عظيمة للعبادة.
- عبد الله بن عمر: روي عنه أنه كان إذا فوت صلاة العشاء جماعةً، كان يقضي بقية الليل في الصلاة. وقد ذكر نافع أنه كان يستمر في قيام الليل حتى يحين وقت السحور، ثم يجلس ويستغفر ويدعو حتى طلوع الفجر.
- أبو هريرة: يقول أبو عثمان النهدي إن أبا هريرة كان هو وزوجته وخادمه يقسمون الليل إلى ثلاثة أقسام؛ يصلي أحدهم ويوقظ الآخر، وهكذا.
- تميم الداري: يُذكر أنه لم يقم الليل في إحدى الليالي حتى طلع الفجر؛ ولذلك عاقب نفسه بأن قام الليل سنة كاملة دون أن ينام.
نماذج من التابعين في قيام الليل
إليكم بعض نماذج من سلوك التابعين في قيام الليل:
- الفُضيل: كان يبدأ ليلة بقراءة القرآن حتى الصباح دون أن يقضي حاجته، وكان يقول إن من لم يستطع صلاة الليل وصيام النهار فهو محروم.
- أيوب السختياني: كان يُخفي قيامه الكامل عن الناس، وعند الصباح يصدر صوتًا كأنه قد استيقظ للتو.
- مسروق: قالت زوجته إنه كان يقوم الليل حتى تتورم قدماه، ومن المعلوم أنه لم ينم في الحج إلا وهو ساجد حتى عاد.
فضائل قيام الليل
لقيام الليل العديد من الفضائل، مما يلي بعض منها:
- كان الرسول -صلى الله عليه وسلم- حريصًا على قيام الليل، حيث كان يجتهد فيه حتى تتفطّر قدماه.
- قيام الليل يعد سببًا عظيمًا لدخول الجنة، كما رُوي عنه أنه قال: “يا أيُّها النَّاسُ أفشوا السَّلامَ، وأطعِموا الطَّعامَ، وصِلوا الأرحامَ، وصلُّوا باللَّيلِ، والناسُ نيامٌ، تدخلوا الجنَّةَ بسلام”.
- قيام الليل يُعزز درجات المرء في الجنة.
- المسلمون الذين يقومون الليل يحظون برحمة الله والجنة، كما قال الله تعالى عنهم: (كَانُوا قَلِيلًا مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ* وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ).
- الله سبحانه وتعالى قد مدح القائمين بالليل في كتابه الكريم.
- كما شهد لهم بالإيمان الكامل.