المد الطبيعي
المد الطبيعي هو المد الذي يعتمد أساساً على الحرف، ولا يرتبط بأي سبب لحدوثه، ويحتاج في تفعيله إلى حركتين. تتنوع آراء العلماء حول تحديد مدة هذه الحركتين؛ إذ يُعتبر البعض أن الحركة تعبر عن مدة بسط وإغلاق الأصبع، بينما يراها آخرون مقدار الزمن المطلوب لنطق حرفين. أُطلق على هذا المد اسم “المد الطبيعي” لما يتسم به القارئ ذو الطبيعة السليمة من أداءه بالشكل الكامل دون نقصان.
أيضاً يُعرف بالمد الأصلي، باعتباره أساساً يُشتق منه باقي أنواع المدود. كما يتم تسميته بالمد الذاتي ومد الصيغة. ويتطلب هذا المد ظهور أحد حروف المد الثلاثة: الألف أو الواو أو الياء، ويجب أن يسبقه حركة متجانسة، دون أن يليه همز أو سكون. يمكن تقسيم المد الطبيعي إلى قسمين:
- المد الطبيعي الكلمي.
- المد الطبيعي الحرفي.
سنتناول تفاصيل كل من النوعين في هذا المقال إن شاء الله.
أمثلة المد الطبيعي الكلمي
المد الطبيعي الكلمي هو ذلك المد الموجود في كلمة محددة، ولهذا يُطلق عليه هذا الاسم، مثال ذلك: (يُنَادُونَكَ). هذا المد ينقسم إلى ثلاثة أقسام:
- الأول
أن يكون المد موجوداً في حالة الوصل والوقف والكتابة، مثل: (يَا بُنَيَّ)، (وَيا قَوْمِ استَغفِرُوا رَبَّكُمْ).
- الثاني
أن يكون المد ثابتاً في حالة الوقف فقط، ويدخل في ذلك حالتان:
- مد العوض: وهو الوقف على الألف الناتجة من تنوين الفتح، مثال: (هُدًى)، (مُصَلًّى)، (وَكِيلًا)، (حَسِيبًا). بينما يُستثنى العوض المنزله من تنوين الفتح في الاسم الممدود، مثل: (دُعَاءً وَنِدَاءً)، والذي يُعتبر منزلاً على مد البدل.
- الوقوف على حرف المد المحذوف لتجنب الالتقاء السّاكنين، سواء أكان ألفاً أو واواً أو ياءً، مثال: (ذاقا) في (ذاقَا الشَّجَرَةَ)، و(الأقصى) في (إِلَى المَسجِدِ الأَقصَى الَّذي)، و(ملاقوا) في (مُّلَاقُو اللَّـهِ)، و(حاضري) في (حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ).
- الثالث
أن يكون ثابتاً في الوصل دون الوقف، ومثال لذلك:
- صلة هاء الضمير عند وصلها، مثل: (إِنَّ رَبَّهُ كَانَ بِهِ بَصِيرًا).
- ما يكون عارض للسكون عند الوقف، مثال: (الْمُحْسِنِينَ)، (الرّاكِعونَ السّاجِدونَ)، (الثَّوابُ).
أمثلة المد الطبيعي الحرفي
المد الطبيعي الحرفي هو المد المرتبط بحرف واحد من الحروف الهجائية، وهذه الحروف محددة تحدثت عنها بعض سور القرآن، ويدور حول أحرف (حي طهر) التي تُنطق كالتالي: (حا- يا- طا- ها- را). مثل: الحاء في (حم)، والياء في (كهيعص)، والطاء في (طه)، والهاء في (كهيعص)، والراء في (المر). هذا المد يكون ثابتاً في حالات الوصل والوقف دائماً، على عكس المد الكلمي الذي يختلف في بعض حالاته.
أمثلة ملحقات المد الطبيعي
تتضمن ملحقات المد الطبيعي الأنواع التالية:
- مد العِوَض
وهو المد الناتج عن الوقوف على كلمة منونة بالفتح، كـ (مِيقَاتًا)، حيث يقف القارئ عليها بألف مد عوضاً عن التنوين، ويستثنى من ذلك ما يختم بتاء التأنيث المنونة بالفتح، حيث يقف عليها هاءً ساكنة، مثال: (لَاغِيَةً).
- مد البدل الصغير
وهو استخدام مدٍ يتناسب مع حركة الهمزة الأولى في الكلمات التي تحوي همزتين متتابعتين، مثل: (أَأمن) التي تُصبح (آمَنَ)، و(أُأذوا) التي تُصبح (وَأُوذُوا)، كما في (إيمانًا) التي أصلها (إأماناً).
- مد الصّلة الصغرى
يحدث عندما تقع هاء الضمير المفرد الغائب بين متحركين ليس بينهما همزة قطع؛ عند ذلك يتكون مد طبيعي إما واو أو ياء حسب حركة الهاء، كما في: (نَزَّلَهُ عَلَىٰ) و(رَبِّهِ فَصَلَّى).
- مد التمكين
المد الناتج عن الياء الساكنة المسبوقة بياء مشددة مكسورة، مثل: (حُيِّيتُم) و(بِالنَّبِيِّينَ). سُمي بهذا الاسم لأن الشدة تفرض على القارئ الإتيان بهذا المد. جميع الملحقات لهذا المد يجب أن تمتد بمقدار حركتين أثناء النطق.