تعريف أخلاقيات المهن الصحية
تُعرف أخلاقيات المهن الصحية بأنها مجموعة من المبادئ والقيم والمعتقدات التي تساهم في توجيه القرارات المتعلقة بالرعاية الصحية. إن الالتزام بهذه المبادئ عند اتخاذ القرارات يساهم في تقديم خيارات صحيحة وعادلة ومنصفة للمرضى.
المبادئ الأساسية لأخلاقيات المهن الصحية
تستند أخلاقيات المهن الصحية إلى مجموعة من المبادئ الأساسية التي تُطبق في كافة الإجراءات المتعلقة بالمرضى. وتتضمن هذه المبادئ ما يلي:
- الاستقلالية: تعني ضمان حق المريض في اتخاذ القرارات المتعلقة بصحته بحرية كاملة، ويتمثل ذلك في ضرورة إبلاغ الممارس الصحي، مثل الطبيب أو الممرض، المريض بجميع المعلومات المتعلقة بحالته الصحية، بما في ذلك فوائد ومخاطر العلاجات المتاحة. ينبغي على الممارس الصحي احترام اختيار المريض وتفادي فرض القرارات عليه، مع السعي لإقناع المريض بالعلاج الأنسب لحالته.
- الإحسان للمريض: يتطلب توفير الرعاية بطريقة لطيفة ومساندة لتحقيق نتائج علاجية إيجابية.
- عدم الإضرار بالمريض: يستند هذا المبدأ إلى قاعدة “لا تؤذي” في قسم أبقراط، حيث يجب أن تكون الإجراءات الطبية خالية من الأذى. ينبغي تجنب الإهمال أو التقصير، مثل إعطاء أدوية خاطئة أو جرعات غير مناسبة.
- العدل في تقديم الرعاية: يجب أن يتم توزيع خدمات الرعاية الصحية بطريقة عادلة وغير متحيزة، حيث ينبغي على الطبيب تقديم الرعاية لجميع المرضى الذين يواجهون نفس الحالة بشكل متساوٍ.
- الصدق: يشكل أحد أركان الاستقلالية، حيث يتطلب من الممارسين الصحيين إخبار المرضى بكل صدق حول خياراتهم المتاحة، مما يُمكن المرضى من اتخاذ قرارات مستنيرة.
- الإخلاص: يجب أن تقوم العلاقة بين الطبيب ومريضه على الثقة والولاء، حيث ينبغي على الطبيب أن يكون جديراً بثقة مريضه، وقد يضطر أحياناً إلى استخدام أساليب خاصة لتوجيه المريض نحو اتخاذ القرارات الصحيحة لصالحه.
عناصر أخلاقيات المهن الصحية
تعتمد جودة العلاقة بين المريض ومقدمي الرعاية الصحية، سواء كانت الأطباء أو الممارسين الآخرين، على مجموعة من العناصر الرئيسية. ومن أهم هذه العناصر:
- احترام الممارس الصحي: يجب على الطبيب احترام المريض بغض النظر عن سلوكه أو أسلوب حياته أو معتقداته أو عرقه.
- حماية الخصوصية: يتوجب على الطبيب المحافظة على سرية معلومات المريض وعدم إفشائها إلا في حالات الخطر على حياته أو حياة آخرين.
- الأمانة المهنية: ينبغي أن يكون الطبيب واعياً لحدود كفاءته، وعليه إحالة المرضى إلى مختصين آخرين عند عدم قدرته على المساعدة.
- الثقة المتبادلة: تعتبر حجر الزاوية لعلاقة صحية بين المريض والطبيب.
- تحديد الحدود المهنية: يجب الالتزام بتسجيل المعلومات الضرورية فقط وإعداد بيئة مناسبة لإجراء الفحوصات الحساسة، مع توضيح الإجراءات بشكل مفصل لضمان راحة المريض.