أسباب تلوث المياه وتأثيراتها على الأطفال
يعد تلوث المياه مشكلة خطيرة تواجه البيئات البحرية والداخلية نتيجة للنفايات والمواد الكيميائية. يسبب ذلك أضرارًا جسيمة للأنظمة البيئية، مما يؤدي إلى نفوق أعداد هائلة من الأسماك والحيوانات المائية. كما يؤثر التلوث سلبًا على دورة حياة المياه. هناك عدة أسباب تساهم في تلوث المياه، ويمكن شرحها للأطفال بطريقة بسيطة كما يلي:
العوامل الطبيعية
يمكن أن تؤدي الظواهر الطبيعية إلى تلوث كبير في المياه. على سبيل المثال، البراكين تطلق كميات ضخمة من الغازات الضارة في البيئة. كذلك، الفيضانات والعواصف تحمل معها الملوثات والنفايات البشرية.
كما أن تلوث الهواء، الناتج عن وجود كميات مرتفعة من الغازات الضارة، يؤثر أيضًا على المياه. حيث تترسب هذه الغازات في الماء، فتتفاعل مثلًا، عندما يرتبط ثاني أكسيد الكبريت مع جزيئات الماء، مما ينتج عنه أمطار حمضية تضر بكافة أشكال الحياة البحرية والنباتات.
العوامل البشرية
يمثل الإنسان أحد أبرز المسببات لتلوث المياه، إذ تقوم العديد من المصانع والأفراد بممارسات غير مسؤولة تؤدي إلى تلوث المياه، مما يسبب نفوق الكائنات البحرية أو تسمم البشر. وفيما يلي بعض الأنشطة البشرية التي تؤثر سلبًا على المياه:
- انسكابات النفط
قد يحدث انسكاب للنفط نتيجة للحوادث التي تتعرض لها ناقلات النفط في البحار والمحيطات، مثل تصادمها مع الشعاب المرجانية، أو من خلال انفجار الآبار النفطية. مثال على ذلك، كان انفجار أحد الآبار في خليج المكسيك حيث تسرب أكثر من 200 مليون جالون من النفط.
- مخلفات المصانع
تعتبر النفايات الناتجة عن المصانع من أبرز عوامل تلوث المياه. بعض المصانع لا تأخذ بعين الاعتبار المكان الذي تتخلص فيه من نفاياتها، وبالتالي، تجد أن مجرى المياه هو الخيار الأسهل. الأمر لا يقتصر على المصانع الكيميائية، بل يشمل أيضًا مصانع المواد الغذائية، والمعادن، والملابس.
- استخدام الأسمدة والمبيدات الحشرية
تتسرب المبيدات والأسمدة الكيميائية إلى الأنهار والوديان عبر المياه الناتجة عن الأمطار، مما يؤدي إلى تلوث روافد المياه وتهديد صحة النظام البيئي.
- ضعف خدمات الصرف الصحي
تعتبر مياه الصرف الصحي وسطاً ملائماً لنمو الجراثيم والبكتيريا. إذ يقوم البعض بإلقاء نفاياتهم فيها، مما يؤدي إلى تكاثر البكتيريا الضارة. وفي النهاية، تصب هذه المياه الملوثة في المحيطات والبحار وغيرها من مصادر المياه.
تأثير تلوث المياه على البيئة
تشمل آثار تلوث المياه على البيئة والكائنات الحية العديد من الجوانب، ومن أهمها:
- تتغذى الكائنات الحية على بعضها البعض، فتقوم الأسماك الصغيرة بامتصاص المواد الكيميائية السامة، لتُستهلك فيما بعد من قبل الأسماك الأكبر حجمًا، بالإضافة إلى أن بعض الطيور والحيوانات تعتمد أساسًا على الأسماك في غذائها. وهذا يعني أن الإنسان، الذي يعتمد أيضًا على الأسماك كمصدر غذائي، سيتأثر أيضًا من هذه الكارثة البيئية.
- تحاكي البكتيريا المسببة لتلوث مياه الصرف الصحي عملية امتصاص الأكسجين الموجود في الماء. فبزيادة أعدادها، يزداد استهلاك الأكسجين، مما قد يتسبب في موت الكائنات البحرية.
طرق الحد من مشكلات تلوث المياه
هناك العديد من الأساليب التي يمكن اتباعها للتقليل من تلوث المياه، ومنها:
- التخلص من المواد الكيميائية بشكل صحيح.
- تجنب شراء المنتجات التي تحتوي على مواد كيميائية واستبدالها ببدائل صديقة للبيئة.
- عدم إلقاء الزيوت بأنواعها في أحواض المطبخ، بل يجب وضعها في وعاء ثم التخلص منها في مكب النفايات الصلبة.
- استخدام المنظفات الخالية من الفوسفات، إذ إن الفوسفات يُعزز نمو الطحالب، مما يؤدي إلى زيادة استهلاك الأكسجين وبالتالي يموت الكائنات البحرية.
- التخلص من النفايات الطبية بالشكل المناسب.
- الإبلاغ عن أي تصرفات غير قانونية تؤدي إلى تلوث المياه.
- رفع مستوى الوعي بالمشكلة من خلال المدارس والجامعات والندوات حول طرق التخلص السليم من النفايات.
- تجنب استخدام المنتجات المصنوعة من البلاستيك.