أسباب قلة الرزق
يعتبر الرزق من النعم التي يوزعها الله سبحانه وتعالى على عباده، فهو بيده وحده، سواء كان ذلك في المال أو الذرية أو الصحة. على الإنسان أن يسعى جاهداً للحصول على رزقه باستخدام كافة الوسائل المتاحة. ومع ذلك، قد يعاني البعض من قلة رزقهم رغم جهدهم المتواصل.
يجب أن نكون واعين لعدم ربط الرزق بالسلوكيات أو الأعمال الحسنة فقط، فهناك أناس أتقياء يمرون بظروف مالية صعبة، وآخرون يجنون المال دون مراعاة للأخلاق. كما ورد في القرآن الكريم: (قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ وَيَقْدِرُ، وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ).
وعلى الرغم من أن الرزق من تقدير الله، إلا أن هناك عوامل قد تسهم في تضيقه، ومنها:
- الإكثار من المعاصي وغفلة عن ذكر الله، وترك الاستغفار والدعاء.
- الغش في المكيال والميزان وتضليل الناس في أوزانهم.
- اتباع القوانين البشرية بعيداً عن شرع الله الذي تجلى في القرآن والسنة.
- التعامل بالربا، فالله يمحق الربا وينزع البركة من المال.
- الكذب في الحلف بالله، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك.
- الغش والخداع في التجارة.
- امتناع الأغنياء عن إخراج زكاتهم، مما يؤدي إلى سوء رزقهم.
- قلة الشكر والامتنان على النعم المتاحة.
أسباب زيادة الرزق
تتنوع العوامل التي تؤدي إلى زيادة الرزق وفتح أبواب البركة، ومنها ما أوردته الأدلة الشرعية كما يلي:
- الابتعاد عن الذنوب والمعاصي مع التوبة الن sincere الصادقة والنية بعدم العودة.
- القيام بالأعمال الصالحات التي تقرب الفرد من الله وتوسع في رزقه، كبر الوالدين وصلة الرحم وكثرة الاستغفار.
- التوكل الحقيقي على الله مع بذل الجهود اللازمة؛ فالتوكل لا يتعارض مع الأخذ بالأسباب.
- الإكثار من الصدقات؛ حيث تعتبر الصدقة من العوامل التي تعزز الرزق وتزيد البركة فيه مهما كانت قيمتها.
- الدعاء بكثرة لطلب توسيع الرزق والاستغفار.
- الحمد والشكر لله على النعم المعطاة، فالشكر يجلب المزيد من النعم.
- مساعدة الآخرين وقضاء حوائجهم.
- قراءة القرآن الكريم وتقديم الصلاة على النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
أدعية لزيادة الرزق
يمكن للإنسان الدعاء وطلب الرزق من الله بأي صيغة يريد، وبكل ما يفتح الله له من أبواب الدعاء. ومن الأدعية التي وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم دعاء يتضمن جوامع الكلم، حيث قال: (اللهم أصلح لي ديني، الذي هو عصمة أمري، وأصلح لي دنياي، التي فيها معاشي، وأصلح لي آخرتي، التي فيها معادي، واجعل الحياة زيادة لي في كل خير، واجعل الموت راحة لي من كل شر).
هذا الدعاء يعد مثالاً جيداً للإلحاح في طلب الرزق والخير في الدنيا والآخرة، حيث يجمع بين طلب الصلاح في الدين والدنيا.
علينا أن نعلم أن رزق الله مقدر بعناية لكل فرد حسب ما يناسبه، فبعض الناس يُبسط لهم الرزق لعلم الله بأنه خير لهم، والبعض الآخر يُقبض رزقهم لأسباب يعلمها سبحانه، إذ قد يكون التوسع في الرزق سبباً في الفساد والانحراف عن المسار الصحيح. الله وحده العلم بمصالح عباده.