ما هي أضعف حاسة لدى الطيور؟
تمتلك الطيور حواساً مشابهة لتلك الموجودة لدى البشر، حيث تختلف درجة تطورها وقوتها. على الرغم من أن الطيور تتمتع بحاستي سمع ونظر حادتين، إلا أن قدرتها على الشم تظل محدودة، مما يجعل حاسة الشم أضعف حاسة لديها.
في المقابل، تُظهر العديد من الطيور قدرة استثنائية على تمييز الألوان، حيث إن قوة بصرها تسهل عملية اصطياد الفرائس، إذ تعتبر عيون الطيور أكثر حدة بمعدل يصل إلى عشر مرات مقارنة بعيون البشر.
حاسة البصر لدى الطيور
يمتاز معظم الطيور برؤية حادة، مما يجعلنا نستخدم تعبير “عين النسر” للتعبير عن قوة البصر، وأغلب الطيور تتمتع ببصر حاد، على الرغم من أن بصر بعض الأنواع مثل النسور والفهود والبوم هو الأكثر حدة على الإطلاق.
من ناحية أخرى، توجد أنواع أخرى من الطيور مثل الكيوي، الذي يعاني من ضعف البصر لكن لديه حاسة شم قوية. وتشير الدراسات إلى أن طيور النحام تعاني من ضعف في قدرتها على الرؤية الليلية مقارنة بأنواع الطيور الأخرى، لكنها مع ذلك تفوق البشر في الرؤية في الظلام.
تعتبر حاسة البصر لدى الطيور حيوية لوجودها، حيث تعد العيون أكبر عضو في جسم الطيور من حيث الحجم مقارنة بحجم جسمها. فبينما تشغل عيون البشر 1% من وزن الرأس، فإن عيون الطيور مثل البوم تمثل ثلث وزن رأسها، بينما تشغل عيون طائر الزرزور 15% من وزنه، كما أن النعام يمتلك أكبر عيون مقارنة بأي حيوان آخر على الأرض، وفي العديد من الطيور الأخرى، تزن العيون أكثر من وزن الدماغ.
حاسة السمع لدى الطيور
تحظى معظم الطيور بحاسة سمع متميزة، حيث يمكن للبومة الطبيعية “البومة الهامة” أن تصطاد فريستها في الظلام الكاحل فقط اعتماداً على حاستها السمعية. أفضل الطيور من حيث حساسية السمع هي الطيور الجارحة.
ومع ذلك، يعد النسر هو الأضعف من حيث السمع مقارنة ببقية أنواع الطيور الجارحة، مما يمنعه من الصيد في الظلام. بالإضافة إلى ذلك، تلعب حاسة السمع دوراً مهماً في التواصل بين الطيور، حيث أظهرت الدراسات أن الطيور الصماء تواجه صعوبات في التواصل مع الأنواع الأخرى.
لا تمتلك الطيور آذاناً خارجية مثل البشر، بل فتحات مغطاة بالريش الناعم على جانبي رؤوسها. هذا الريش يحمي الأذن من الأضرار أثناء الطيران ويساهم في تقليل ضغط الهواء.
حاسة التذوق لدى الطيور
رغم قلة الدراسات حول حاسة التذوق في الطيور، إلا أن مناقيرها العظمية وألسنتها الدقيقة تمنحها حاسة تذوق غير قوية. ومع ذلك، اكتشف العلماء في السبعينيات من القرن الماضي أن البط يمتلك براعم تذوق تمكنه من التمييز بين أصناف البازلاء، حيث يرفض تلك ذات الطعم السيء.
وبالرغم من عدم دراسة براعم التذوق إلا في عدد محدود من الطيور، إلا أن الطيور الطنانة تتمتع ببراعم جيدة للكشف عن تركيزات مختلفة من السكر، بينما يستطيع دجاج الأرض تذوق الديدان الموجودة تحت التربة.
حاسة اللمس لدى الطيور
تعتبر حاسة اللمس إحدى الحواس القوية لدى الطيور وكل الحيوانات الأخرى. تمتلك بعض الطيور شعيرات على الوجه وحول الفم تشكل مستقبلات حسية للمس.
كما تحتوي أنواع عديدة من الطيور على نهايات عصبية في اللسان والفم تُعرف باسم “جسيمات غراندي الحسية”، والتي توجد بشكل خاص في الطيور وتساعدها في ابتلاع أي شيء تعثر عليه في المياه الضحلة. علاوة على ذلك، يمتلك نقار الخشب نهايات عصبية لكن ليس للإحساس باللمس، بل لرصد الاهتزازات، وتُسمى هذه النهايات العصبية “جسيمات هيربست”، وهي موجودة أيضاً في طيور أخرى مثل الكيوي والبط والنحام والسنونو.