أسباب انخفاض الثروة الحيوانية في الوطن العربي
تُعرَّف الثروة الحيوانية بأنها مجموع الماشية وحيوانات المزرعة باستثناء الدواجن، حيث تشمل بشكل أساسي الأبقار والأغنام والماعز والخيول والحمير. وذلك يبرز أهمية الاهتمام بالثروة الحيوانية في سياق الأمن الغذائي الذي يتعرض للتهديد بسبب التغيرات المناخية. تعاني الدول العربية من تدني مستوى الإنتاج الحيواني والإنتاجية لعدة أسباب، وفيما يلي أبرز تلك الأسباب:
الجفاف
يُعتبر الجفاف من المشكلات الخطيرة في منطقة الشرق الأوسط، حيث تشكل الأراضي القاحلة والشرسة 90% من مساحة الدول العربية، مما يجعلها غير ملائمة للإنتاج الحيواني. بالإضافة إلى ذلك، المناطق الأنسب للإنتاج الزراعي تعاني من تفشي ديدان التسي تسي وداء المثقبيات، وهما مِن الآفات التي تعيق التنمية الزراعية.
تتميز المنطقة ببيئة قاسية وهشة، مع محدودية الأنظمة البيئية والموارد المائية. كما أن درجات الحرارة العالية تضع ضغوطاً على الحيوانات، مما يستدعي منها استهلاك طاقة إضافية للحفاظ على توازنها الحراري، مما يسفر عن كفاءة إنتاج منخفضة للطاقة المستخدمة في العمليات الإنتاجية.
ضعف القدرة الإنتاجية
مع تزايد عدد السكان، يتجه الطلب نحو اللحوم ومنتجات الألبان في زيادة مطردة، بينما تكافح الدول لتلبية هذه الاحتياجات نتيجة قلة الواردات. يعود ذلك جزئياً إلى التغيرات الموسمية في إمدادات العلف، حيث يؤدي التباين الكبير في توفر الأعلاف إلى تقلبات ملحوظة في معدل زيادة وزن حيوانات الرعي، مما يسبب انخفاض الإنتاجية وضعف جودة المنتجات الحيوانية. وبالتالي، يُنجَز الجزء الأكبر من العلف المتوافر لتلبية متطلبات الصيانة فقط.
علاوة على ذلك، غالباً ما تكون الحوافز لزيادة الإنتاج منخفضة لدى معظم مالكي الثروة الحيوانية بسبب عدم كفاءة منظومات التسويق، التي تشمل تجهيزات التخزين التي تضمن توافر إمدادات ملائمة من المنتجات للمستهلكين والأعلاف للمنتجين.
إضافةً إلى ذلك، يُعتبر تغير أنماط الاستهلاك وأسلوب الحياة عاملاً مهماً في زيادة الطلب على الغذاء، مُسرّعاً من تدهور الأراضي، مع ارتفاع معدلات الفقر في المناطق الريفية، والهجرة من الريف إلى الحضر، وكذلك ارتفاع أسعار المواد الغذائية وتفاقم صعوبات ميزان المدفوعات.
أمراض الحيوانات
يساهم تدني التغذية الحيوانية في زيادة احتمالية الإصابة بالأمراض والطفيليات، مما يؤدي إلى خسائر كبيرة في الإنتاجية الحيوانية. ترتبط تنمية قطاع الثروة الحيوانية بشكل مباشر بأعباء الأمراض المعدية مثل التهاب الرئة الجنبي البقري المعدي، وطاعون المجترات الصغيرة، ومرض الحمى القلاعية.
تساهم هذه الأمراض في تقليل القدرة على تحقيق الاكتفاء الذاتي من البروتينات الغذائية، كما تخلق معوقات واضحة أمام التجارة الوطنية والإقليمية والدولية في مجال الثروة الحيوانية.
أيضاً، يؤثر النقل السيء للحيوانات على الإنتاجية، حيث قد يكون هناك ربح ضئيل من مبيعاتها بعد السفر لمسافات طويلة جداً نتيجة فقدان الوزن. كما يمكن أن تكون أنظمة حيازة الأراضي عقبة إضافية أمام مشاريع الثروة الحيوانية التي قد تكون ناجحة، إذ يتعين على العديد من المربين رعي حيواناتهم في أراضٍ لا تعود لهم.