أسباب حروب الردة
نشأت حروب الردة نتيجة لعدة عوامل، منها:
- انقطاع المرتدين عن الدين الإسلامي بشكل كامل.
- امتناع بعضهم عن دفع الزكاة المفروضة.
- ضرورة الدفاع عن الدين الإسلامي ومواجهة المرتدين الذين انحرفوا إلى الكفر بعد اعتناقهم الإسلام.
- جهل العرب بحقيقة رسول الله محمد صلى الله عليه وسلّم؛ حيث كان دخولهم في الإسلام بدافع الحصول على المكاسب والغنائم، بالإضافة إلى إعجابهم بقدرة المسلمين على السيطرة على الجزيرة العربية.
- الأوهام القبلية التي اعتنقها أعداء الإسلام، وظنهم أن الدين الإسلامي قد انتهى بموت النبي محمد صلى الله عليه وسلّم.
تاريخ حروب الردة
تُعتبر حروب الردة من أكبر الأحداث التاريخية، حيث وقعت عقب وفاة النبي محمد صلى الله عليه وسلّم. وقد بدأت بوادر هذه الحروب في أواخر حياة النبي، حين ظهرت ظاهرة الردة في العديد من القبائل. قام بعض هؤلاء المرتدين باتباع الأسود العنسي، الذي أوصاه النبي بقتاله ومن معه من المرتدين. ثم ظهرت ردة مسيلمة الكذاب الذي ادعى النبوة، رغم أن النبي لم يتسرع في مواجهته لانشغاله في غزو الروم. وقد جهز النبي جيشاً تحت قيادة أسامة بن زيد بن حارثة، إلا أن وفاته حالت دون خروج الجيش للقتال، تبع ذلك نشاط أبو بكر الصديق في محاربة الروم، في وقت زاد فيه عدد المرتدين.
محاربة المرتدين
قاد أبو بكر الصديق رضي الله عنه، خليفة المسلمين، حرب المرتدين، وكان سبب قتاله لهم هو انحرافهم عن الدين الإسلامي، وليس كما يتصور البعض من أنهم تمردوا على الدولة أو القانون. ويظهر ذلك بوضوح في قوله: “(أينقص الدين وأنا حي)، وأيضاً قوله: “(والله لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة، فإن الزكاة حق المال، والله لو منعوني عناقاً لقاتلتهم على منعهم). في النهاية، تمكن خليفة المسلمين من القضاء على المرتدين، وطهر جزيرة العرب من كل شائبة كفر، وجمع المسلمين على مبدأ التوحيد، مما مهد الطريق لانتشار أبناء الجزيرة العربية في أنحاء المعمورة لنشر نور الإسلام بين الناس.