التسمية في الإسلام
يولي الإسلام اهتمامًا كبيرًا للمولود منذ لحظة وجوده، حيث يضمن له العديد من الحقوق منذ نفخ الروح فيه. ومن هذه الحقوق، يعتبر حق الحياة من الحقوق الأساسية، إذ يُحظر الاعتداء على الجنين بمجرد أن تُنفخ فيه الروح. كذلك، يُعطي الإسلام الجنين حق اختيار أفضل الأسماء عند ولادته، ويُلزم والديه بذلك. وقد أشار النبي -صلى الله عليه وسلم- في العديد من الأحاديث الصحيحة إلى الأسماء المستحبة للمولود، سواء كان ذكراً أو أنثى، كما نبه إلى أسماء أخرى تُعتبر مكروهة ولا ينبغي إطلاقها. فما هي الأسماء الجميلة والمفضلة في الإسلام، وما هي الأسماء المُستهجَنة؟
أجمل أسماء الذكور
تشير النصوص النبوية إلى استحباب اختيار أسماء معينة للأبناء، مع تجنب أسماء معينة أخرى. أما بقية الأسماء التي لم يرد بشأنها نص محدد، فتظل على أصل الإباحة. فيما يلي بعض الأسماء التي فضلها النبي -صلى الله عليه وسلم-:
- تسمية المولود بـ “عبد الله” و”عبد الرحمن”؛ فهما من أفضل الأسماء على الإطلاق، حيث أكد النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (أحبُّ الأسماء إلى الله عبد الله وعبد الرحمن).
- اختيار الأسماء التي تحمل معنى العبودية لله سبحانه وتعالى، مثل: عبد العزيز، وعبد الرحيم، وعبد الإله، وعبد الملك، وعبد الوهاب، وعبد السلام، وغيرها.
- تسمية الأبناء بأسماء الأنبياء والرسل عليهم السلام، وأفضلها اسم محمد -صلى الله عليه وسلم- وما يماثله من أسماء مثل: أحمد. ويليه أسماء أولي العزم من الرسل: موسى وعيسى وإبراهيم ونوح، ثم باقي الأنبياء مثل: يحيى، ويعقوب، ويوسف، ويونس، وصالح، وهود عليهم السلام.
- اختيار أسماء الصالحين من عباد الله، وبالخصوص الصحابة رضي الله عنهم، مثل: أبي بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، وحمزة، ومعاوية، وجعفر، ويزيد، وزيد، وعمّار، وطلحة رضي الله عنهم أجمعين.
- اختيار الأسماء التي لا توجد بشأنها نهي أو كراهة.
أسماء محرمة ومكروهة
توجد العديد من النصوص النبوية التي تشير إلى النهي عن بعض الأسماء، وقد استند الفقهاء إلى تحريم مجموعة معينة من الأسماء التي تخالف الشريعة الإسلامية. ومن تلك الأسماء المحرمة ما يلي:
- تحظر تسمية الأطفال بأسماء الله سبحانه وتعالى أو صفاته الخاصة. فعلى سبيل المثال، يُمنع التسمية بالخالق، الرحمن، القدوس، العزيز، ملك الملوك، الحكم، الأحد، الواحد، الرزاق، المتكبر، أو علام الغيوب. حيث ذكر النبي -صلى الله عليه وسلم- أن أسوأ الأسماء يوم القيامة هو اسم “ملك الأملاك”. أما الأسماء التي يمكن أن تُطلق على غير الله فلا يدخل ضمن هذا التحرم، مثل: علي، لطيف، بديع.
- الأسماء التي لا يجوز أن تُطلق على أحد سوى الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم-، حيث إن بعض الصفات خاصة به ولا يجوز تسميتها لأي شخص آخر.
- الأسماء التي تحمل معنى العبودية إلى غير الله سبحانه وتعالى مثل: عبد النبي، عبد الرسول، عبد العزّى، عبد الكعبة، عبد الحسين، عبد الدار، عبد علي، وعبد المسيح.
- الأسماء التي ارتبطت بالأصنام التي كان يعبدها المشركون، مثل: اللات والعزّى.
- أسماء الشياطين ومردة الجن، مثل: إبليس وخنزب وشيطان ورجيم.
كما توجد أسماء يُكره التسمية بها وقد ورد النهي عنها بشكل صريح. ومن ضمنها ما رواه ابن عبد البر عن النبي -صلى الله عليه وسلم- حيث قال: (تسموا بأسماء الأنبياء وأحب الأسماء إلى الله عبد الله وعبد الرحمن، وأصدقها حارث وهمام، وأقبحها حرب ومرة)، الأمر الذي يستدعي تجنب الأسماء المرفوضة.
- الأسماء التي تحمل معنى الغلظة أو القسوة أو الألفاظ القبيحة والمهينة، مما ينعكس سلباً على صاحبه ويسبب له الاستهزاء أو السخرية، وتتناقض مع ما أرشده النبي -صلى الله عليه وسلم- من اختيار أحسن الأسماء.
- الأسماء التي تثير الشهوة أو تحمل دلالات الفتنة.
- التسمية بأسماء المطربين والممثلين المعروفين بالفسق.
- الأسماء التي تشير إلى المعاصي والآثام.
- التسمية بأسماء الجبابرة والفراعنة وأهل الظلم.
- أسماء الحيوانات والحشرات غير المستحبة، مثل: الحمار والقرد.