الدولة الإخشيدية
الدولة الإخشيدية هي كيان إسلامي أُسس على يد محمد بن طغج، الذي لقبه والي مصر الخليفة العباسي أبو العباس بـ”الإخشيد” تقديراً لنجاحاته وأسلوبه الحازم في إدارة شئون الحكم. وقد تمكن من كبح جماح الفاطميين الذين كانوا يسعون لتحقيق استقلال مصر عن العباسيين، مما ساهم في استقرار البلاد والتعامل مع النزاعات الداخلية في تلك الفترة.
عمل محمد بن طغج على توسيع نطاق الدولة الإخشيدية ليشمل الحجاز والشام وفلسطين وحمص والأردن. وبعد وفاته، تولى كافور الإخشيدي الحكم في مصر، ليصبح أطول أمراء الإخشيديين بقاءً في السلطة، حيث قضى 22 سنة من أصل 34 عاماً هي عمر الدولة الإخشيدية بالكامل.
ينتمي الإخشيديون إلى أصول تركية، وقد عرف هذا الإقليم بوجود عدد كبير من الإقطاعيين والفرسان والملاك، وكان الأمير فيه يُدعى “دهقان” ولقبه “إخشيد”، مما يعني الشخص الذكي أو النبيه. ورغم استقلال الدولة الإخشيدية من الناحية الإدارية خلال العصر العباسي، إلا أنها لم تُنزع تماماً من لواء الخلافة العباسية. وقد أُسست الدولة الإخشيدية في عام 323 هـ واستمرت حتى عام 358 هـ، وكان مركز حكمها يقع في الفسطاط.
أسباب انهيار الدولة الإخشيدية
تعددت العوامل التي ساهمت في انهيار الدولة الإخشيدية، ومن أبرزها:
- الخلافات الداخلية بين أفراد الأسرة الإخشيدية، بالإضافة إلى النزاعات بين قادة الجيش حول الحكم، مما أدى إلى اضطرابات في عملية التجنيد.
- انتشار الفوضى في مصر بعد وفاة كافور الإخشيدي في أبريل 968م، مما كان له تأثير سلبي على الاقتصاد الوطني.
- اندلاع الثورة ضد الإخشيديين في طرابلس الشام عام 968م، وهو ما شجع الإمبراطور البيزنطي نقفور فوقاس الثاني على السيطرة على المنطقة.
- طلب سكان مصر من الفاطميين القادمين من المغرب تقديم العون لتحريرهم من حكم الإخشيدية.
- ارتفاع الأسعار ونقص الحبوب ساهم بشكل كبير في تدهور الوضع الاقتصادي وزيادة الضرائب.
- انتشار وباء أدى لوفاة عدد كبير من الأشخاص، مما ساهم في تفشي الفساد.
- شهدت الدولة الإخشيدية جفافاً شديداً وغلاء نتيجة نقص فيضان النيل.
- تعرضت بلاد الشام لهجوم من قبل القرامطة، مما أفقد الدولة الإخشيدية السيطرة على الأوضاع.
- تصرفات الحسن بن عبيد الله الإخشيدي تجاه السكان والأعيان، إذ قام باعتقال بعض الشخصيات البارزة ومصادرة أموالهم.
أمراء الدولة الإخشيدية
هناك العديد من الأمراء الذين ساهموا في تقدم الدولة الإخشيدية واستمرار حكمها، ومن أبرزهم:
- محمد الإخشيد بن طغج، والذي تولى الحكم خلال الفترة من (323هـ – 334هـ) (935م – 946م).
- أبو القاسم أنوجور بن الإخشيد، الذي تولى الإمارة من (334هـ – 349هـ) (946م – 960م).
- أبو الحسن علي بن الإخشيد، الذي قاد البلاد من (349هـ – 355هـ) (960م – 966م).
- أبو المسك كافور، الذي تولى الإمارة بين (355هـ – 357هـ) (966م – 968م).
- أبو الفوارس أحمد بن علي بن الإخشيد، الذي حكم تحت وصاية عمه الحسن بن عبيد الله بين عامي (357هـ – 358هـ) (968م – 969م).
إنجازات الدولة الإخشيدية
خلال فترة حكمها الممتدة من عام 323هـ حتى عام 358هـ، حققت الدولة الإخشيدية العديد من الإنجازات الهامة، ومنها:
- اهتمام الإخشيديين ببناء وتجديد المساجد، حيث قام محمد الإخشيد بإنشاء عدد من المساجد الجديدة، وكان له دار في جزيرة الروضة أطلق عليها اسم “المختار”، بينما قام كافور الإخشيدي بتشييد مسجد الفقاعي.
- إنشاء جيش قوي كان يمثل أحد أبرز القوى في العالم الإسلامي آنذاك.
- ازدهار الصناعات في مجالات مثل صناعة الأنسجة والأقمشة.
- تعزيز التبادل التجاري بين الدول المجاورة من خلال التجارة عبر المحيط الهندي.