ليلة القدر
تعدّ ليلة القدر واحدة من الليالي العشر الأخيرة في شهر رمضان المبارك، وهي الليلة التي شهدت نزول القرآن الكريم. وقد امتنّ الله تعالى بأن لم يحدد موعدها بدقة، ليحث المؤمنين على إحياء كل ليالي العشر الأواخر من رمضان. إن لهذه الليلة فضل عظيم؛ حيث تُستجاب فيها الدعوات بإذن الله، وتتبدل الأحوال إلى الأفضل. نسأل الله أن يبلغنا ليلة القدر، وأن يوفقنا في إحياء بركتها.
أجمل العبارات عن ليلة القدر
- لو كانت ليلة القدر في السنة ليلة واحدة، لكانت أوقات السنة كلها مشغولة بالقيام حتى أدركها، فما بالك بعشر ليالٍ.
- يستحب أن يجتهد الشخص في العبادة في الليلة التي يعتقد أنها ليلة القدر؛ ولكن يجب أن يكون حذراً من أن يؤدي الفشل في تحديد الليلة إلى إحباطه.
- قد يكون هناك دعاء مستجاب أو ذكر مقبول خلال ليلة غير مؤكد أنها من الليالي الوترية، لذا لا تفوت الفرصة للعبادة في جميع الليالي.
- من يغفل عن العبادة في غير ليلة القدر بحثاً عن تلك الليلة، قد لا يوفق إلى اجتهاده فيها.
- إذا شعرت بالتعب، صلِّ، وإذا لم تستطع، اقرأ القرآن، وعندما يتعذر عليك ذلك، فسبح، وعند اقتراب الفجر، استغفر الله، فهو الغفور الرحيم.
- عندما تقترب النهاية، قد ترغب في دقيقة واحدة لتسبيح الله، ولكن الله قد منحك في ليلة القدر ثلاثاً وثمانين سنة إضافية، كيف ستقوم باستغلالها؟
- استعد ليوم القدر بنوم كافٍ، واغتسل، وتطيب، وارتدِ أجمل الثياب، فربما تكون هذه الليلة هي عيدك الأعظم، عيد كتبه الله لك من سكان الجنة.
- وقد أشار الله سبحانه وتعالى إلى أهمية ليلة القدر، وسماها بهذا الاسم لأنها توزع فيها الآجال والأرزاق وما يتعلق بالتدابير الإلهية في العام.
- هناك من يقول إن سبب تسمية ليلة القدر هو نزول الملائكة فيها، وما تحمله من بركات ورحمة ومغفرة، وبالتالي فإن من يحييها يصبح ذا مكانة رفيعة.
- إن العمل في هذه الليلة العظيمة يعدل ثواب ألف شهر ليس فيها ليلة القدر، وهذا يدل على فضلها الكبير.
- لقد جعل الله مغفرته في ليلة القدر مشروطة بالإيمان والاحتساب.
قصائد عن ليلة القدر
قصيدة ليلة القدر
تنتمي هذه القصيدة للشاعر بدر شاكر السياب، الذي وُلِدَ في البصرة جنوبي العراق. يُعتبر أحد أبرز شعراء الوطن العربي في القرن العشرين وأحد رواد الشعر الحر. يقول في قصيدته عن ليلة القدر:
يا ليلة تفضل الأعوام والحقبا
هيجت للقلب ذكرى فاغتدا لهبا
وكيف لا يغتدي نارا تطيح به
قلب يرى هرم الاسلام منقلبا
يرى شعائر دين الله هاربة
يسفها النوء تمضي حيثما ذهبا
أين العنان الذي تلويه عاصفة
ما فاتحين يرون الموت مطلبا
للرغو حول شدوق الخيل وسوسة
والنقع يذري لثاما قنع السحبا
من كل محتسب بالله متكل
عليه يفري ضلوع البغي ان ضربا
كأن أسيافهم في كل معمعة
جسر الى جنة الفردوس قد نصبا
يا ليلة القدر يا ظلا تلوذ به
ان مسنا جاحم الرمضاء ملتها
ذكراك في كل عام صبيحة عبرت
من عالم الغيب تدعو الفتية العربا
أقوم أحمد مضروب على يدهم
بالذل من هول ذاك الفتح واعجبا
تفرقوا شيعا في كل حاضرة
قوم يقيمون من أغلالهم نصبا
لولا بقايا من الثوار صامدة
في ظل وهران تسقي خصمها العطبا
تكون ولى فرارا من جحافلها
والرعب مما تصك الظالم ارتعبا
لقلت واضعية الاسلام في بلد
بالأمس أعلى منار الحق ثم خبا
يا ليلة القدر أعلي قدر أمتنا
شهم تعالى على الشيطين وانتصبا
عبد الكريم الذي جاد الكريم به
أقال من عثرة شعبا بما وهبا
ما كان يرغب عن أنوالر ثورته
الا الخفافيش ساءت تلك منقلبا
هووا الى قاع بئر قرار لها
مستمسكين بحبل من دم خضبا
حبل تشد يد الشيطان أوله
ويجذب الفوضوي الخائن الذنبا
كم جيد عذراء دق الحبل أتلعه
وكم ذراع لطفل قص واجتذبا
ياليلة القدر نورا أضاء لنا
قاع السماء فأبصرنا مدى عجبا
تترل الروح رفافا بأجنحة
بيض على الكون أرخاهن أو سحبا
عطف الأمومة في عينيه متقد
وان يكن للتقاة المحسنين أبا
وللملائك تسح وزغردة
تكاد رناتها أن تذهل الشهبا
ومن دماء الضحايا في جوانبه
نار تمد اللسان المغلق الذربا
يشكو الى الله ذرى عقاربه
فأنبت زهرا من سمها أشبا
ومن هوت تقطع الأضلاع مديته
وساق ظلما الى الجلاد من هربا
ذكرى تعود كأن الغدر يبعثها
من كهف أمس الذي ولى بما كسبا
أمس الذي ان غفلنا عاد جاحمه
فاقتص ممن يحب الله والعربا
لا صلح بين الهدى والبغي لا سنة
تعمي النواظر عمن سامنا العطبا
قصيدة ليلة السلام
كتبها الشاعر عبد المعطي الدالاتي، الذي وُلِدَ في مدينة حمص السورية. حاز على درجة الدكتوراه في الطب من جامعة دمشق، كما حصل على شهادات أخرى في عدة مجالات، وهو الآن طبيب مخبري في حمص، ويقول في قصيدته:
أطلِّي غُرّةَ الدهرِ .. أطلي ليلةَ القدرِ
أطلي درّةَ الأيام مثلَ الكوكب الدرّي
أطلّي في سماء العمر إشراقاً مع البدرِ
سلامٌ أنتِ في الليل حتى مطلعِ الفجرِ
سلامٌ يغمرُ الدنيا يُغشّي الكونَ بالطهرِ
وينشرُ نفحةَ القرآنِ والإيمانِ والخيرِ
لأنكِ منتهى أمري فإني اليوم لا أدري
أفي حلُمٍ..أفي وعيٍ..أنا.. يا حَيرةَ الفكرِ!
فماقيسٌ وما ليلى وما ذاك الهوى العُذري!
حفظتُ هواكِ في سري،فباحتْ مهجةُ السرِّ
وصنتُ سناكِ في صدري فشعّتْ خفقةُ الصدرِ
أداريهِ وأسكبُهُ بقلبِ زجاجةِ العطرِ
وأصحَبهُ مدى عمري.. وأحملُه إلى قبري
لأنكِ أنت أمنيتي فرشتُ الحبَّ في قصري
لأجلكِ صُغتُ قافيتي ، وصغتُ قصيدةَ العمرِ
أرتّلها وأنشدُها فأرحلُ في مدى الشعرِ
فمن شطرٍ إلى شطرِ ومن سطرٍ إلى سطرِ
ويصغي الكونُ في شغفٍ لقافيةٍ على ثغري
لقافيةٍ ملوّنةٍ بلونِ خمائلِ الزهرِ
فحرفٌ لونهُ يُغوي ، وحرفٌ حسنهُ يغري
وليس الفضلُ لي أبداً فما عندي سوى فقري
وكلّ الفضل والنُعمى لربٍّ مالكٍ أمري
ومنْ يدري! بما قد رانَ من وزرٍ على ظهري
فيا رباهُ فارحمني..فوزري ..آهِ من وزري
لأنكِ أنت أمنيتي.. لأنك ليلة القدرِ
أفضل الأدعية في ليلة القدر
- اللهم إني أسألك الجنة وما قرب إليها من قول وعمل، وأعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول وعمل، اللهم إنا نسألك زيادة في الإيمان، و بركة في العمر، وصحة في الجسد، وسعة في الرزق.
- اللهم إني أسألك موجبات رحمتك، وعزائم مغفرتك، والسلامة من كل إثم، والغنيمة من كل بر، والفوز بالجنة والنجاة من النار، اللهم لا تدع لنا ذنباً إلّا غفرته، ولا هماً إلّا فرجته، ولا حاجة من حوائج الدنيا هي لك رضا ولنا فيها صلاحاً إلّا قضيتها برحمتك يا أرحم الراحمين.
- اللهم اجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا، ونور صدورنا، وجلاء أحزاننا، وذهاب همومنا وغمومنا، اللهم ذكرنا منه ما نسيناه، وعلمنا منه ما جهلناه، ووفقنا لتلاوته والعمل به آناء الليل وأطراف النهار.
- اللهم اهدنا فيمن هديت، وعافنا فيمن عافيت، وتولنا فيمن توليت، وبارك لنا فيما أعطيت، وقنا واصرف عنا شر ما قضيت، فإنّك تقضي ولا يقضى عليك، وإنّه لا يذل من واليت، ولا يعز من عاديت، تباركت ربنا وتعاليت، ولك الحمد على ما قضيت، ولك الشكر على ما أعطيت، نستغفرك من كل ذنب ونتوب إليك.