السعال الجاف
يعاني العديد من الأشخاص من مشكلات صحية متعددة نتيجة تعرضهم لعوامل مختلفة تؤثر على صحتهم ونشاطاتهم. ومن بين هذه المشكلات، يأتي السعال في المقدمة لما له من تأثيرات مزعجة على الجسم، حيث يصاحب السعال شعور بالألم في الحلق. ويمكن أن يكون السعال مصحوبًا بالبلغم، مما يستدعي سعال الشخص للتخلص منه، أو يُعرف بالسعال الجاف الذي ينجم عن إحساس بالدغدغة في الحلق. قد تستمر فترة السعال لأسبوعين، لكن هناك طرق للعلاج باستخدام الطب البديل، مثل الأعشاب، كبديل للأدوية الكيميائية.
السعال هو رد فعل لا إرادي يحدث نتيجة التعرض لمهيجات معينة مثل نزلات البرد، حيث يعتبر الجسم هذه المهيجات أجسامًا غريبة تتطلب معالجة. يقوم الدماغ بإرسال إشارات للتخلص من هذه المهيجات، مما يؤدي لتنظيف الحلق من الغبار والمخاط.
يمثل السعال الجاف نوعًا خاصًا من السعال، حيث لا يصاحبه بلغم. ينتج عادةً عن التهاب في المجرى الهوائي والجهاز التنفسي نتيجة استنشاق irritants مثل الدخان والغبار، أو نتيجة التحسس، أو عدوى فيروسية. في بعض الحالات، قد يشكل السعال الجاف خطرًا على الحياة، ويتسبب في أمراض مميتة مثل سرطان الرئة.
أسباب السعال الجاف
قد يكون السعال الجاف ناتجًا عن نزلات برد في مجرى الهواء العلوي، ولكن إذا كانت درجة السعال قوية، فقد يحدث خروج البلغم من الرئتين. إلا أن هذه الأعراض لا تستمر لفترة طويلة، وعادةً ما تمتد لفترة تصل إلى نصف شهر. إذا تجاوزت الفترة شهرًا، فمن المستحسن استشارة طبيب مختص لتجنب المخاطر الصحية. وفيما يلي أبرز الأسباب التي تؤدي إلى السعال الجاف:
التنقيط الأنفي الخلفي
تحدث مشكلة التنقيط الأنفي الخلفي (Postnasal drip) عندما يتم إنتاج سائل مخاطي بشكل زائد في الأنف بسبب الحساسية أو العدوى، مما يتسبب في تدفق المخاط إلى الحلق، مما يحفز الأعصاب ويؤدي إلى السعال الجاف. يمكن تخفيف هذه الحالة عن طريق ترطيب الأنف ببخار الماء أو الاستحمام بماء ساخن.
الارتجاع المعدي المريئي
يصاحب مرض الارتجاع المعدي المريئي (GERD) سعال جاف نتيجة تهيج المريء بسبب تعرضه لحمض المعدة. قد تُرافق هذه الحالة أعراض أخرى تشمل حرقة المعدة وألم في الصدر. يمكن تخفيف الأعراض من خلال تعديل نمط الحياة واستخدام أدوية تقلل من الحموضة.
كحة ما بعد العدوى
تحدث هذه الكحة بعد التعافي من أنواع محددة من العدوى في الجهاز التنفسي، وقد تمتد لفترة أطول من ثلاثة أسابيع. ويرتبط بتلك الحالة تهيج مستمر في الحلق، ويتوجب على الطبيب إجراء اختبارات للتأكد من عدم وجود أي مشكلات صحية أخرى.
مرض الربو
ورغم أن ليست جميع حالات الربو تتضمن سعال جاف، إلا أنه يعد من الأعراض الرئيسية لبعض الأنواع المحددة من الربو، المعروف بالربو السعالي. في هذه الحالة، يمكن أن يتحفز السعال الجاف نتيجة عوامل مثل التدخين أو الهواء البارد.
السعال الديكي
يسبب مرض السعال الديكي (Whooping cough) سعالًا شديدًا وجافًا ويعتبر مرضًا معديًا للغاية. بفضل لقاحات الأطفال، انخفضت حالات الإصابة بالسعال الديكي بشكل كبير، لكن تبقى معدلات الإصابة أعلى بين الأطفال غير المطعمين والبالغين الذين فقدت أجسامهم المناعة.
أسباب أخرى
هناك العديد من الأسباب والمشكلات الصحية التي قد تؤدي إلى ظهور السعال الجاف، ومنها:
- التدخين.
- حساسية الأنف.
- انقطاع النفس النومي الانسدادي (Obstructive sleep apnoea).
- التهاب الحنجرة (Laryngitis).
- استنشاق جسم غريب.
- المرض الرئوي الخلالي (Interstitial lung disease).
- استخدام أدوية مثل مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين (ACE inhibitors).
- سرطان الرئة.
- فشل القلب.
- الانصمام الرئوي (Pulmonary embolism).
أعراض السعال الجاف
- احتقان وسيلان في الأنف.
- احتقان مزعج في الحلق.
- تورم في الحلق نتيجة التهاب الغدد الليمفاوية.
- صدور أصوات مشابهة للصفير.
- الشعور بالغثيان.
- ظهور أعراض مشابهة للإنفلونزا.
- التقيؤ.
- نزيف اللثة.
- التعب والإرهاق.
علاج السعال الجاف
- نظام العلاج بالمناعة الذاتية: يهدف إلى تعزيز المناعة لمواجهة السعال دون الحاجة للأدوية. على سبيل المثال، التعرض للبرد قد يزيد من دفاع الجسم، لذا يُفضل عدم استخدام مضاد السعال إلا بشكل محدود إذا دام السعال لفترة تزيد عن نصف شهر، مما يستدعي استشارة الطبيب.
- العلاجات المنزلية: ينصح بشرب كميات وفيرة من الماء الدافئ، تناول المشروبات الساخنة، والعسل مع الليمون في الماء الدافئ، بالإضافة إلى الغرغرة بمحلول الملح. يمكن أيضاً استخدام الزنجبيل مع العسل أو الحليب بالعسل قبل النوم.
- العلاج بالأعشاب: يفيد تناول الأعشاب والنباتات في تخفيف حدة السعال الجاف، وأهمها:
- العرقسوس: يقلل من التهيج في المجرى التنفسي.
- الزعتر: غليه بالماء يخفف احتقان الحلق.
- الزنجبيل: يمكن تناوله طازجًا أو كبديل بالعسل.