هل من الطبيعي تسرب ماء الجنين بكميات قليلة؟
يمكن أن يحدث تسرب ماء الجنين، المعروف أيضًا بالسائل الأمينوسي، في حالة تمزق الكيس الأمينوسي المحيط بالجنين في الرحم. وهذا الأمر يعتبر طبيعيًا أثناء الولادة بعد إتمام 39 أسبوعًا من الحمل، وغالبًا ما يحدث ذلك بعد بداية التقلصات وآلام المخاض. وتختلف كمية تسرب ماء الجنين من امرأة لأخرى؛ إذ قد يحصل التسرب دفعة واحدة مما يؤدي إلى بلل ملابس الأم، أو قد يتسرب بشكل بطيء على شكل قطرات مستمرة.
ما هي الأسباب المحتملة لتسرب ماء الجنين بكميات قليلة قبل موعد الولادة؟
تعتبر الولادة السبب الرئيسي لهذا التسرب، بينما يعد تسرب ماء الجنين بكميات قليلة قبل موعد الولادة من الحالات التي تستدعي استشارة الطبيب على الفور. قد يشير ذلك إلى الإصابة بتمزق الأغشية المبكر، المعروف ب (PPROM) إذا حدث قبل الأسبوع 37 من الحمل، وب (PROM) إذا وقع بين الأسبوعين 37 و38. ليس هناك سبب واضح لحدوث هذا الأمر، ولكن هناك بعض العوامل التي قد تؤدي لزيادة مخاطره، ومنها:
- الحمل بعد ولادة الطفل بفترة قصيرة تصل إلى 6 أشهر.
- انفصال المشيمة عن الرحم.
- وجود زيادة أو نقص في كمية السائل الأمينوسي حول الجنين.
- تعرض الأم لمواد ضارة ناتجة عن التدخين أو شرب الكحول.
- إصابة الأم بتقلصات تؤدي إلى ضغط على السائل مما يسبب تمزقه.
- وجود حالات صحية لدى الأم مثل الأمراض المنقولة جنسيًا، عدوى المسالك البولية، أو أمراض الرئة.
- إجراء الأم لفحص بزل السائل الأمينوسي وعدم شفاء الجرح تمامًا.
هل ينبغي مراجعة الطبيب عند تسرب ماء الجنين بكميات قليلة؟
يجب على الحامل زيارة الطبيب فورًا في حال تسرب ماء الجنين، سواء حدث ذلك مبكرًا، أي قبل الأسبوع 37 من الحمل، أو قبل الموعد المتوقع للولادة. حتى إذا لم تكن متأكدة من كون السائل هو السائل الأمينوسي، يُفضل استشارة الطبيب في الحالات التالية:
- إذا كان لون السائل المتسرب بنيًا أو أخضر، فقد يدل ذلك على تبرز الجنين في السائل الأمينوسي.
- ارتفاع درجة حرارة الحامل أو إصابتها بالحمى.
- إذا كان السائل المتسرب ذو رائحة.
- رؤية الحبل السري أو نزوله من المهبل، والذي قد يحدث غالبًا في حالات الولادة المبكرة نتيجة تمزق الأغشية.
- شعور بالألم أو انقباضات في الرحم.
- تسارع في نبضات القلب.
- حدوث نزيف.
أعراض تسرب ماء الجنين بكميات قليلة
فيما يلي بعض الأعراض التي قد تشير إلى تسرب ماء الجنين بكميات قليلة:
- تسرب سائل شفاف أو أصفر بشكل مستمر، وعادة ما يكون عديم الرائحة، لكنه قد يُوصف من قبل بعض النساء بأنه ذو رائحة لطيفة.
- ظهور أثر بسيط من الدم أو المخاط في السائل المتسرب.
- تبلل الملابس الداخلية بسائل لا يشبه رائحة البول.
- عدم القدرة على التحكم في تدفق السائل المستمر.
علاج تسرب ماء الجنين بكميات قليلة
يُعتمد علاج تسرب ماء الجنين على مرحلة الحمل. عموماً، يقوم الطبيب بفحص السائل المتسرب للتأكد من أنه السائل الأمينوسي، ثم يقترح العلاج المناسب بناءً على ذلك. إذا كان الجنين مكتملًا، فقد يقوم الطبيب بتحفيز المخاض. وفيما يلي بعض النقاط المتعلقة بعلاج تسرب ماء الجنين:
تمزق الأغشية المبكر
يعتمد العلاج في هذه الحالة على عمر الجنين ومدى اكتمال نموه كما يلي:
- قبل الأسبوع 24 من الحمل: يجب مراقبة الأم والجنين في المستشفى، حيث أن هذه المرحلة مبكرة جدًا لتحفيز الولادة، وتتعرض الأم لخطر الإجهاض.
- بين الأسبوع 24-31: قد يصف الطبيب الستيرويدات لتعزيز نمو رئتي الجنين، بالإضافة لمضادات حيوية لتقليل خطر العدوى.
- بين الأسبوع 32-33: ستُفحص رئتا الطفل لمعرفة مدى نضجهما، وقد يتم صرف الكورتيزون والمضادات الحيوية المناسبة، وقد يوصي الطبيب بتحفيز الولادة.
- بعد الأسبوع 34: ستُراقب حالة الجنين، ويمكن أن تُعطى الأم مضادات حيوية، مع إمكانية تحفيز الولادة.
قلة السائل الأمنيوسي حول الجنين
إذا كان هناك نقص في السائل الأمنيوسي حول الجنين، قد يوصي الطبيب ببعض الإجراءات التالية:
- النقل السلوي: قد ينصح الطبيب بإجراء النقل السلوي، والذي يتضمن إضافة السائل الأمينوسي إلى الرحم عبر القسطرة، مما يزيد من كمية السائل المحيط بالجنين.
- السوائل: يمكن إعطاء الحامل سوائل وريدية أو فموية لتعويض نقص السائل الأمنيوسي.
ملخص المقال
يُعتبر تسرب ماء الجنين من أبرز مظاهر الولادة، وقد يتسرب بشكل تدريجي لدى بعض النساء بكميات بسيطة. إذا حدث تسرب ماء الجنين في وقت مبكر، أي قبل الأسبوع 37، فقد يشير إلى تمزق الأغشية المبكر، وهو حالة تحمل بعض المخاطر مثل الولادة المبكرة. لذلك، يُنصح الأم الحامل باستشارة الطبيب عند ملاحظتها أي تسرب لماء الجنين، حيث يمكن للطبيب اتخاذ إجراءات مناسبة بناءً على عمر الحمل وصحة الجنين.