أسباب مرض الصدفية
تجدر الإشارة إلى أن مرض الصدفية (بالإنجليزية: Psoriasis) هو حالة غير معدية، مما يعني أنه لا يمكن أن ينتقل من شخص إلى آخر عبر اللمس أو السباحة في نفس الماء أو حتى عبر العلاقات الزوجية. وعند تناول الجوانب المرتبطة بظهور مرض الصدفية، فإن الدراسات العلمية تشير إلى أن للعوامل المناعية والجينية تأثيراً كبيراً في تطور هذا المرض. وفيما يلي توضيح لذلك.
العوامل المناعية
على الرغم من عدم فهم السبب الدقيق لظهور الصدفية بشكل كامل، إلا أن هناك دلائل تشير إلى وجود اضطراب في الجهاز المناعي (بالإنجليزية: Immune System)، وخاصة في الخلايا التائية (بالإنجليزية: T cell) وبعض أنواع خلايا الدم البيضاء، مثل العدلات (بالإنجليزية: Neutrophils). تكتسب الخلايا التائية أهمية كبيرة في محاربة المواد والكائنات الغريبة التي تدخل الجسم، بما في ذلك الفيروسات والبكتيريا. وفي سياق الصدفية، تهاجم هذه الخلايا خلايا الجلد السليمة بصورة خاطئة وكأنها تقوم بدور في التئام الجروح أو مكافحة العدوى. كما يؤدي زيادة نشاط الخلايا التائية إلى حدوث استجابات مناعية معينة، مما يحفز إنتاج المزيد من خلايا الجلد السليمة وخلايا الدم البيضاء، إلى جانب العدلات، مما ينتج عنه احمرار الجلد، وأحياناً ظهور القيح (بالإنجليزية: Pus)، مصحوباً بإحساس بالحرارة في المناطق المتأثرة، بسبب توسع الأوعية الدموية فيها. يستمر هذا النشاط في هيئة دورة تتسبب في انتقال الخلايا الجديدة إلى الطبقة السطحية من الجلد بسرعة كبيرة، حيث تتراكم تلك الخلايا مؤديةً إلى تكوّن طبقة سميكة من القشور. ورغم أن العلماء لم يتوصلوا بعد إلى السبب الدقيق لهذه الاضطرابات في الخلايا التائية، إلا أن العوامل الوراثية والبيئية تُعتبر ذات تأثير كبير.
العوامل الجينية
تلعب العوامل الجينية والوراثية دوراً مهماً في تطور مرض الصدفية. وتشير الدراسات إلى أن وجود تاريخ عائلي للمرض، سواء كان لدى الأجداد أو الوالدين أو الأخوة، يزيد من احتمالية إصابة الشخص بالصدفية. ومع ذلك، تبقى الآلية الدقيقة لتأثير العوامل الجينية على مرض الصدفية غير واضحة. وقد أظهرت الدراسات أن بعض الجينات تلعب دوراً في ظهور المرض، إذ أن وجود مجموعات خاصة من الجينات يمكن أن تجعل الشخص أكثر عرضة للإصابة. ولكن، يجدر بالذكر أن وجود هذه الجينات لا يعني بالضرورة أن الشخص سيُصاب بالصدفية. وقد حُدد نحو 25 نوعاً من الجينات التي قد ترتبط بزيادة خطر الإصابة بالمرض.
محفزات مرض الصدفية
توجد العديد من المحفزات التي يمكن أن تزيد من فرص تطوير مرض الصدفية أو تفاقم أعراضه. ورغم ذلك، لا يعني حضورها بالضرورة ظهور الصدفية، حيث يتباين تأثير هذه المحفزات من شخص لآخر. يمكن أن تؤدي بعض العوامل إلى تفاقم الحالة لدى شخص واحد بينما لا تؤثر على شخص آخر. وفيما يلي أبرز هذه المحفزات.
الأدوية
قد تلعب بعض الأدوية دوراً في تحفيز تطور مرض الصدفية أو تفاقم أعراضها كأثر جانبي. ومن المهم عدم التوقف عن تناول أي من هذه الأدوية دون استشارة الطبيب. تشمل بعض هذه الأدوية ما يلي:
- البروبرانولول (بالإنجليزية: Propranolol): يُستخدم لعلاج ضغط الدم المرتفع والذبحة الصدرية لكنه قد يؤدي إلى تفاقم أعراض الصدفية لدى بعض المرضى.
- الليثيوم (بالإنجليزية: Lithium): يُستخدم لعلاج الاضطرابات النفسية وقد يُفاقم من أعراض الصدفية في بعض الحالات.
- الأدوية المضادة للملاريا (بالإنجليزية: Anti-Malarials): قد تساهم في تطور الصدفية بعد عدة أسابيع من الاستخدام.
- الكوينيدين (بالإنجليزية: Quinidine): يساعد على تنظيم ضربات القلب، ولكن قد يؤدي إلى تفاقم الأعراض.
- الإندوميثاسين (بالإنجليزية: Indomethacin): مُضاد التهاب غير ستيرويدي، يمكن أن يؤدي أيضاً إلى زيادة الأعراض.
- الإنترفيرون الفاكون 1 (بالإنجليزية: Interferon alfacon-1): يُستخدم لعلاج التهاب الكبد الوبائي “سي”، ولكن قد يزيد من شدة أعراض الصدفية.
التغيرات الهرمونية
وقد تلعب الاضطرابات الهرمونية خلال مراحل عمرية محددة، وخصوصًا بين سن 20-30 عاماً وبعد تجاوز الخمسين، دوراً في تطور الصدفية. تؤثر مجموعة من الهرمونات مثل الإستروجين (بالإنجليزية: Estrogen) والبروجستيرون (بالإنجليزية: Progesterone) والكورتيزول على تطور المرض. فيما يتعلق بتأثير هذه الهرمونات على النساء في مراحل الحمل وانقطاع الطمث:
- فترة الحمل: أظهرت بعض الدراسات تحسن الأعراض لدى النساء الحوامل نتيجة زيادة مستويات الإستروجين، ولكن يمكن أن تسوء الحالة بعد الولادة.
- فترة انقطاع الطمث: قد يؤدي انخفاض الإستروجين المصاحب لانقطاع الطمث إلى تفاقم أعراض الصدفية، حيث تلعب الضغوط النفسية أيضاً دوراً في ذلك.
الإجهاد والضغوط النفسية
يعتبر الإجهاد والضغوط النفسية من العوامل الرئيسية التي قد تؤدي إلى تطور الصدفية؛ حيث يمكن أن تسبب هذه العوامل التهابات في الجسم. وغالباً ما يعاني المصابون بنوبات الصدفية من الضغوط النفسية، وتكون النساء أكثر عرضة لهذه النوبات بسبب التوتر.
العدوى
يمكن أن تؤثر العدوى على تطور الصدفية، على سبيل المثال، عدوى المكورات العقدية (بالإنجليزية: Streptococcus) المرتبطة بالتهاب الحلق قد يكون لها علاقة بأنماط معينة من الصدفية. يتبع ذلك العديد من أشكال العدوى الأخرى مثل التهاب الشعب الهوائية ونزلات البرد والإنفلونزا.
إصابة الجلد
تزداد احتمالية ظهور الصدفية في مناطق الجلد التي تعرضت لإصابات سابقة تعرف بظاهرة كوبنر (بالإنجليزية: Koebner phenomenon)، حيث يتم تحفيز ظهور الصدفية بعد التعرض للعديد من المحفزات مثل الحكة، والطعوم، والتعرض للشمس. قد تظهر الأعراض خلال فترة قصيرة تصل إلى سنتين من التعرض للإصابة.
الطقس البارد
يزداد خطر ظهور الصدفية خلال فصل الشتاء، وذلك بفعل عوامل متعددة تشمل التعرض للهواء البارد وأجواء الجفاف.
التدخين
يُعتقد أن التدخين يمكن أن ينشط الجينات المرتبطة بالإصابة بالصدفية، حيث تسهم المواد الكيميائية الموجودة في السجائر في تلف الخلايا وتعزيز الضغوط النفسية، مما يزيد من فرص الإصابة.
الكحول
يساهم تناول الكحول في زيادة شدة أعراض الصدفية، وقد يعرقل فاعلية بعض الأدوية المستخدمة لعلاج هذا المرض.
النظام الغذائي
تشير الدراسات إلى أن بعض الأطعمة يمكن أن تؤثر على أعراض مرض الصدفية. وقد ساعد الامتناع عن تناول الغلوتين وبعض الخضروات مثل الطماطم والبطاطا العديد من المرضى في تحسين حالتهم.
السمنة
أشارت الدراسات إلى أن السمنة قد تزيد من تدهور الصدفية، وتأثيراتها مرتبطة بمسارات الالتهابات في الجسم، مما يقلل من فعالية العلاجات.
نظرة عامة عن الصدفية
تعرف الصدفية بأنها اضطراب جلدي يسبب ظهور بقع حمراء مغطاة بقشور بيضاء على الجلد، وغالباً ما يصاحبها شعور بالحكة. تختلف أعراض الصدفية بناءً على النوع والموقع والمساحة المتأثرة، وعادةً ما تبدأ الأعراض في مرحلة المراهقة حيث تزيد نسبة نمو خلايا الجلد بمعدل يتجاوز عشرة أضعاف المعتاد. تظهر الصدفية غالباً في فروة الرأس، والمرفقين، والركبتين، وأسفل الظهر، ويمكن أن تعود البقع للظهور مجدداً بعد الشفاء. يجدر التنويه إلى أن الصدفية ليست معدية، لكنها قد تظهر في بعض العائلات بسبب العوامل الوراثية.
للحصول على مزيد من المعلومات حول الصدفية، يمكن قراءة المقال التالي: (ما هي الصدفية وما علاجها).