تعريف سوء الخلق
يُعرف سوء الخلق في المصطلحات الشرعية بأنه مجموعة من الصفات الأخلاقية غير المقبولة، حيث تشير مساوئ الأخلاق إلى الأفعال القبيحة ورفض الفضائل. إنه تجسيد للخصال السلبية التي تُعتبر غير مستحبة سواءً من قبل الله سبحانه وتعالى أو من البشر. كما يُمكن تصنيف سوء الخلق على أنه الإخفاق في التحلي بالخصال الحميدة وبدلًا من ذلك، الاعتماد على الصفات الذميمة.
أسباب سوء الخلق
تتعدد الأسباب التي قد تدفع الشخص إلى التمتع بأخلاق سيئة، ومن أبرز هذه الأسباب:
- الفطرة الإنسانية؛ حيث يمكن أن يُولد الشخص بميل خاص للشر، أو أن تسود فيه طبائع السوء على الخير، مما يؤدي إلى توجيه تصرفاته وفقاً لذلك، وتزداد الأمور سوءًا إذا لم يسع الفرد إلى تصحيح ذاتيته.
- تأثير التربية؛ فالأسرة تعد المحور الأساسي الذي يتعلم منه الفرد القيم عموماً، فإذا كانت التربية مبنية على الأخلاق السيئة، فمن البديهي أن يتبنى الفرد تلك الصفات في سلوكه. كما يعتبر الوالدان من القواعد الأساسية لتشكيل أخلاق الأبناء، فقد يكونان من ذوي الأخلاق السيئة أو أن تكون طريقة التربية مشوبة بالقصور.
- البيئة الاجتماعية؛ إذ أن الطفل الذي ينشأ في مجتمع يتسم بالأخلاق الحسنة يكون أكثر عرضة لاكتسابها، بينما من ينمو في بيئة مليئة بالسلوكيات السيئة يميل إلى استيعابها وتطبيقها. كما قال الله تعالى: (وَالبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخرُجُ نَباتُهُ بِإِذنِ رَبِّهِ وَالَّذي خَبُثَ لا يَخرُجُ إِلّا نَكِدًا كَذلِكَ نُصَرِّفُ الآياتِ لِقَومٍ يَشكُرونَ).
- الظلم؛ فالشخص الذي يتعرض للظلم قد يتصرف بشكل غير سليم في مختلف المواقف، فيظهر الغضب في الوقت الذي يتطلب الهدوء، ويتجلى التكبر في حين يجب أن يتحلى بالتواضع.
- الشهوات؛ إذ تؤدي إلى سلوكيات مثل البخل والسعي وراء الأمور التافهة.
- الغضب؛ حيث يقود الفرد إلى الكبرياء والحقد وسلوك العدوان تجاه الآخرين، وهذه مؤشرات على سوء الخلق.
- الجهل؛ الذي قد يمنع الشخص من إدراك أثر الأخلاق الحميدة في الحياة، مما يؤدي به إلى التوجه نحو السيء منها.
- تقلد المناصب؛ حيث إن تولي المسؤوليات قد يُحدِث تحولًا في الأخلاق والسلوكيات.
- العزل من المناصب؛ مما قد يجعل الشخص المُعزول أكثر ضيقا ويميل إلى قلة الصبر وسرعة الانفعال.
تحذيرات الإسلام من سوء الخلق
وردت العديد من الأحاديث النبوية التي تُظهر تحذير الإسلام ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- من الأخلاق السيئة، ومنها الآتي:
- روى قطبة بن مالك -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يدعو: (اللهمَّ إنِّي أعوذُ بك من منكراتِ الأخلاقِ والأعمالِ والأهواءِ والأدواءِ).
- وذكر أبو ثعلبة الخشني -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (إنَّ أحَبَّكم إليَّ وأقرَبَكم منِّي في الآخرةِ أحاسِنُكم أخلاقًا، وإنَّ أبغَضَكم إليَّ وأبعَدَكم منِّي في الآخرةِ أسوَؤُكم أخلاقًا المُتشدِّقونَ المُتفيهقونَ الثَّرثارونَ).