أشعار رائعة عن العشق
- يقول الشاعر أبو نواس:
أشعلتَ نار الحب في قلبي
ثم تبرأتَ من اللوم
حتى إذا ولجتُ بحر الهوى
وتلاطمت الأمواج في قلبي
أفشيت سري وتناسيتني
ما هكذا يكون الإنصاف يا حبيبي
قلبي لا يستطيع دفع الهوى
عني، أما تخاف من الرب؟
- يقول الشاعر ابن الفارض:
نسختُ بحبي آية العشق من قبلي
فأهل الهوى جنودي، وحكمي على الكل
وكل فتى يحب، فإنّي إمامه
ولدي في الهوى علمٌ تجل صفاته
ومن لم تُفقهّه الهوى فهو في جهل
ومن لم يكن في عزّة الحب تائهاً
بحب الذي يهوى فبشره بالذل
إذا جادَ قوم بمال، رأيتهم
يقدمون الأرواح عنهم بلا بخل
وإن أُودعوا سراً، رأيت صدورهم
قبوراً لأسرار تنزّه عن النقل
وإن هُددوا بالهجر، ماتوا خوفاً
وإن أُوعدوا بالقتل، حنّوا إلى القتل
لعمري، هم العشاق عندي بحق
وعلى الجِدّ، والباقون منهم على الهزل
أشعار ملهمة عن الصبر
- يقول الشاعر أحمد شوقي:
شأنك والدمع والبكاء
لا تدخر في الشؤون ماء
لا تذكر الصبر في مصاب
تجاوز الصبر والعزاء
لا خير في الصبر والتأسّي
إذا عارضا الوفاء
أبكى الأخلاء في ديار
من أنسهم أصبحت خلاء
من حق إخوانك القدامى
أن تسقى العهد والإخاء
إن بكيت، فاسترح إليه
يُمكنك تقليل العناء
من خلق الحزن كان أحرى
أن يُخلق الدمع والبكاء
تبارك الله من طبيب
قد خلق الداء والدواء
رب خليل بكيت أرجو
يلحقه بالبكى قضاء
ولو كانت الدموع ترد القضاء
لحوّلت أدمعي القضاء
ومثل عبد اللطيف يُبكى
ويتبع الذكر والثناء
هو فتى كلدن القنا اهتزازا
ومرهفات الظبى مضاء
صوّره الله صالحات
وصاغ أجزاءه حياء
وزاده ما حبا أباه
متانة الدين والإباء
وأضلعا لا تقاس طهرا
بها الغوادي ولا نقاء
ما كان قسّا ولا زيادا
ولا بسحر البيان جاء
لكن إذا قام قال صدقا
وجانب الزور والرياء
سبحان من قاته غدوا
وكف عن قوته عشاء
ومن أتانا بالشمس صبحا
ومن تولّى بها مساء
يا لكِ دنيا لذّت نعيماً
للقوم واستعذبت بلاء
إذا انتهينا منها تساوى
ما سرّ من حالها وساء
الطفل يحبو إليك حبا
والشيخ يمشي لك انحناء
إليك عبداللطيف دمعاً
ألّفت منثوره رثاء
قوافٍ كنتَ تشتهيها
واليوم تبدى لها جفاء
كم قمت من موقف لمصر
وكنت من دونها وقاء
ونبت عنها في مجلسينا
نيابة كانت الغناء
ألست من فتية شِهام
سنّوا المحاماة والرماء
فتاهم بالشباب ضحى
ما أعظم الذبح والفداء
ومات أبطالهم جياعا
في غير أوطانهم ظماء
ولو أرادوا متاع دنيا
لأدركوا الحكم والثراء
قضية الحق منذ قامت
لم تأل أركانها بناء
تحذو على مصطفى وتبني
جيلاً من الحق أقوياء
شرعتم للشباب دينا
كدينهم بيِّنا سواء
لما أتممت به جعلتم
رأس تعاليمه الجلاء
جمعتم مصر ثم سرتم
فكنتم الجمع واللواء
وما عرفتم لغير مصر
وغير أحبابها ولاء
لم تمسحوا للعميد رأساً
ولا نفضتم له حذاء
وعابث بالرفات يبني
حوادث الأمس كيف شاء
يقول كنتم للترك حزبا
وعاهل الترك أولياء
ويشهد الله ما أتيتم
إلا هدى الرأى والدهاء
داريتم في سبيل مصر
سيادة أصبحت هباء
سيروا إلى الله فهو أولى
بكم وأوفى لكم جزاء
لا غبن بالحق إن ذهبتم
فإن للفكرة البقاء
- ويقول الشاعر اللواح:
أحسن عزاك فخير الصبر في الجزع
إذا جرى الصبر مجرى الصبر في الجزع
إياك تحزن فالمحزون يرفل في
ثوب من الذل منشوراً على الهلع
وفوض الأمر للباري بعضك بما
فوضت أجراً وأجر الموت والوجع
فما لحي دوام لو بقي زمناً
بمثل ما قد نعي عند البغاة نعي
فإن مثلك لم يحزن على أحد
لكن عليك فلا تأمن من الصرع
واحذر مفاجأة للموت غائلة
واحذر مقامك بين الهول والفزع
فالموت قنطرة والكل عابرها
والفرق ما بين أهل الجهل والورع
إن السعيد الذي يلقى المصائب في
جيش من الصبر شهم القلب مجتمع
يا أحمد يا وحيد الدهر كن جبلاً
على الحوادث صلداً غير منصدع
فما ضجيعك بدعا في الفراق ولا
هذا التفرق محدود من البدع
هون عليك فهذي حرة نزلت
بمنزل في جوار الله ممتنع
في صرة من صفايا الحور تخدمها
ومن ملائكة الرحمن في جمع
حتى تعانقها في السرمدي غداً
في رأس قصر من الفردوس مرتفع
أروع الأشعار عن الأم
- يقول محمود درويش:
أحن إلى خبز أمي
وقهوة أمي
ولمسة أمي..
وتكبر فيَّ الطفولة
يوماً على صدر يومي
وأعشق عمري لأني
إذا متُّ
أخجل من دمعة أمي
خذيني، إذا عدت يوماً
وشاحاً لهُدْبك
وغطّي عظامي بعشب
تعمَّد من طهر كعبك
وشّدي وثاقي..
بخصلة شعر..
بخيط يلوح في ذيل ثوبك..
عساني أصير إلهاً
إلهاً أصير.
إذا ما لمستُ قرارة قلبك
ضعيني إذا ما رجعتُ
وقوداً بتنور نارك…
وحبل غسيل على سطح دارك
لأني فقدت الوقوف
بدون صلاة نهارك
هرمتُ فردّي نجوم الطفولة
حتى أشارك
صغار العصافير
درب الرجوع …
لعُشِّ انتظارك
- يقول الشاعر كريم معتوق:
أوصى بك الله ما أوصت بك الصحف
والشعر يدنو بخوف ثم ينصرف
ما قلت والله يا أمي بقافية
إلا وكان مقاماً فوق ما أصف
يخضر حقل حروفي حين يحملها
غيم لأمي عليه الطيب يُقتطف
والأم مدرسة قالوا وقلت بها
كل المدارس ساحات لها تقف
ها جئت بالشعر أدنيها لقافيتي
كأنما الأم في اللاوصف تتصف
إن قلت في الأم شعراً قام معتذراً
ها قد أتيت أمام الجمع أعترف
من أجمل الأشعار في العتاب
- يقول الشاعر ابن الساعاتي:
أيا هاجري لا تجعل الهجر سنّة
وإن كنت لا ترجو ثوابي فخف إثمي
يميل الصبا عني بقلبك والصبا
بقدّك من لي لو يثقّف بالضم
فعطفاً على جسمي النحيل فاه
يمتّ إلى أجفان عينيك بالسقم
وما قلت بدر التم مثلك عادلاً
ولكنني قابلت ظلمك بالظلم
- ويقول أيضاً:
لنا صديق نأى وأزورَّ جانبه
قد أوجعتني يدي مما أعاتبه