وأنتَ الأجملُ الذي لم تَرَ عيني
- أَنتَ الأَحسَنُ الذي لم يَخْطرْ على بال عيني
وَأَجْمَلُ منكَ لم تَلد النِساءُ
خُلِقت مُبَرَّأً مِن كُل عَيبٍ
كَأَنَّكَ صُنعتَ كما تُريدُ
شُقَّ له من اسمه ليتجلّى
- شَقَّ له من اسمه ليجلّه
فَذو العَرش مَحمودٌ وهذا مُحَمَّدُ
نَبيٌ جاءنا بَعد يَأس وفَترةٍ
مِن رُسُل وآلهة تُعَبَد على الأرض
فأصبحَ سِراجاً مُستَضيئاً وهادياً
يَضيء كما يضيء السيف المُهَندُ
وأنذَرَنا ناراً وبشّرَ بجنةٍ
عليمنا الإسلامَ فَلله نحمد
وَأنتَ إله الحقِّ ربي وخالقي
بذلك ما عُمِّرت في الناس أشهد
تعاليتَ ربَّ الناسِ عن قول من دعا
سواكَ إلهًا أنتَ أعلى وأعظمُ
لك الخَلقُ والنعماء والأمرُ كُلُّهُ
فَإيّاك نَستهدِيكَ وإيّاك نعبُدُ
لأنَّ ثوابَ الله كُل مؤمنٍ
في جنات الفردوس يُخلدُ.
من يُبلِغ الصديق قَولاً كأنّه
- مَن يُبلِغُ الصِديقَ قَولاً كأنَّهُ
إذا قُسّمَ بين المسلمِينَ المُبارَدُ
أتَرضى بأنّا لم تَجفَ دماؤُنا
وهذا عروسٌ في اليمامة خالِدُ
يبيت يُناغي عِرسه ويضمُّها
وهيامٌ لنا مَطروحَةً وسَواعدُ
إذا جئنا صَدَّ عَنّا بوجهِهِ
وتُلقى لأعمام العروس الوسائدُ
وما كان في صهر اليمامي رغبةٌ
ولو لم يُصِب إلا مِن النّاس واحدُ
فكيف بألفٍ قد أُصيبُ كأنّما
دماؤهم بين السيوف تجري.
فإن رضيتَ هذا فارضَ ما رَضيتَهُ
وإلّا فغيِّر إنَّ أمركَ راشدُ.
قومي الذين آووا نبيّهم
كُنّا مُلوكَ الناسِ قبل مُحَمَّدٍ
فلما أتى الإسلامُ كانَ لنا الفَضلُ
وأكرمَنا الله الذي ليس غيرهُ
إلهٌ بأيام مضت ما لها شكلُ
بنصر الإلهِ والنبيِّ ودينهِ
وأكرمَنا باسمٍ مضى ما له مثلُ
هُم قَوْمِي خيرُ قَوْمٍ بأسرهم
فما عُدَّ مِن خيرٍ فقومي له أهلُ
يربّون بالمعروفِ معروفَ من مضى
وليس على معروفهم أبداً قفلُ
إذا اختلطوا لم يُفحِشوا في ندينِهِم
وليس على سُؤالهم عندهم بخلُ
وحاملُهم وافٍ بكل حماسةٍ
تَحَمَّلُ لا غُرمٌ عليه ولا خَذلُ
وجارُهم فيهم بعِلياءَ بيتهُ
له ما ثوى فينا الكرامةُ والبذلُ
وقائلُهم بالحق أوّل قائِلٍ
فحُكمُهم عدلٌ وقولهم فصلُ
إذا حارَبوا أو سالموا لم يُشَبِّهوا
فحربُهم خوفٌ وسلْمُهم سَهلُ
ومنّا أمنيُ المسلمين حَياتهُ
ومَن غسلته مِن جَنابَتِهِ الرُسلُ.
شهدت بحمد الله أن محمداً
شَهِدتُ بفضل الله أن مُحَمَّداً
رسولُ الذي فوقَ السَماواتِ مِن عُلُو
وأن أبا يَحيى ويَحيى كِلَيهِما
له عملٌ في دينهِ مُتقبَلُ
وأن التي بالسُدِّ من بطن نخلةٍ
ومَن دانَها فِلٌّ مِنَ الخير مُعزّلُ
وأن الذي عادى اليهودَ ابنَ مريمَ
رسولٌ جاء مِن عند ذي العرش مُرسَلُ
وأن أخا الأحقافِ إذ يعذّلونَهُ
يجاهد في ذات الإله يعدلُ.
هل رسم دارسة المقام يباب؟
هل رسمُ دارِسَةِ المَقام يَباب؟
مُتكَلِّمٌ لمُسائِلٍ بجوابِ
قَفرٌ عفا رَهَمُ السحابِ رسومهُ
وهُبوب كل مُطلَّةٍ مِربابِ
ولقد رأيتُ بها الحلول يزينُهُم
بيضُ الوجوهِ ثاقبة الأَحسابِ
فادعُ الديارَ واذكر كل خَريدةٍ
بيضاء آنِسَةِ الحَديث كعابِ
واشكو الهمومَ إلى الإله وما ترى
مِن مَعشَرٍ مُتَأَلَّبينَ غِضابِ
أموا بغزوهم الرسول وألَّبوا
أهلَ القرى وبوادي الأعرابِ
جيشٌ عُيَينة وابنُ حربٍ فيهِمِ
مُتَخمِّطين بحلبةِ الأحزابِ
حتى إذا وردوا المدينة وارتهجوا
قتلَ النبيَّ ومغنمَ الأَسلابِ
وغلَبوا علينا قادرينَ بأيديهم
ردّوا بغَيْظهم على الأعقابِ
بِهُبوبِ مُعصِفةٍ تُفَرِّقُ جمعَهُم
وجنودِ ربك سَيِّد الأَربابِ
وكفى الإلهُ المؤمنين قتالَهُم
وأثابَهُم في الأجر خيرَ ثوابِ
من بعد ما قنطوا ففَرَّجَ عنهمُ
تَنزيلُ نَصِّ مَليكِنا الوَهّابِ
وأقرَّ عينَ مُحَمَّدٍ وصحابَهُ
وأذَلَّ كُلَّ مُكَذِّبٍ مُرتابِ
مستشعرٍ للكفرِ دونَ ثيابِهِ
والكفرُ ليس بطاهِرِ الأثوابِ
عَلِقَ الشقاءُ بقلبهِ فأظهرَهُ
في الكفرِ آخِرَ هذه الأحقابِ
هل المجد إلا السؤدد العود والندى؟
هل المجد إلا السؤدد العود والندى؟
وجاهُ الملوكِ واحتمالُ العظائمِ
نصرنا وآوَينا النبي مُحَمَّدًا
عَلى أنفٍ راضٍ مِن مَعَدٍّ وراغمِ
بحيٍ حَريدٍ أصله وذمارهُ
بجابيةِ الجولانِ وسطَ الأَعاجِمِ
نصرناهُ لمّا حَلَّ وسطَ رِحالِنا
بأَسيافِنا من كل باغٍ وظالمِ
جعلنا بَنينا دونهُ وبناتِنا
وطبنا له نفساً بفَيْءِ المَغانمِ
ونحن ضربنا الناسَ حتى تتابعوا
على دينهِ بالمُرهَفاتِ الصَوارمِ
ونحن وُلِدنا من قُريشٍ عظيمَها
وَلَدنا نبيَّ الخيرِ من آل هاشمِ
لنا المُلكُ في الإشراكِ والسَبقُ في الهُدى
ونصر النبي وابتناء المكارمِ
بني دارمٍ لا تَفخَروا إن فخرَكم
يعود وبالاً عند ذكر المكارمِ
هَبِلتُم علينا تفخرون وأنتمُ
لنا خَوَلٌ ما بين ظير وخادِمِ
فإن كُنتُم جِئتم لحِقنَ دِمائِكُم
وأموالِكُم أن تُقسَموا في المَقاسِمِ
فلا تجعلوا لله نِدّاً وأسلموا
ولا تلبسوا زياً كزيِّ الأَعاجِمِ
وإن لم نفَحكم وسُقنا نساءَكُم
بصُمِّ القَنا والمُقرَبات الصَلادِمِ
وأفضلُ ما نِلتم من المجد والعُلى
ردافَتنا عند احتضارِ المَواسِمِ.
ابكِ مُستهلِكَ عيناك ثم تبادرت
ابكِ بكت عيناكَ ثم تبادَرَت
بدمٍ يعلُّ غروبَها بسجامِ
ماذا بكيتَ على الذينَ تَتابَعوا
هَلّا ذَكَرتَ مَكارِمَ الأَقوامِ
وذكرتَ مِنا ماجداً ذا هِمّةٍ
سمحَ الخَلائقِ ماجِدَ الإقدامِ
أَعني النبيَّ أَخا التَكَرُّمِ والعُلى
وأبرَّ مَن يولي على الأَقسامِ
فلِمِثلُهُ ولِمِثلُ ما يدعو لهُ
كانَ المُمَدَّحَ ثُمَّ غَيرَ كَهامِ.
أظن عيينة إذ زارها
أَظَنَّ عُيَينَةُ إذ زارَها
بأن سَوفَ يهدمُ فيها قُصُوراً
ومَنَّيتَ جَمعَكَ ما لم يكن
فقُلْتَ سنَغنَمُ شيئاً كثيراً
فعِفتَ المدينةَ إذ جِئتَها
وأَلفَيتَ للأسدِ فيها زَئيراً
فَوَلَّوا سِراعاً كَوَخِدِ النَعا
مِ لم يَكشفوا عن مَلَطٍّ حَصيراً
أميرٌ علينا رسولُ الملي
أحبِب بهذا إِلَينا أميراً
رسولٌ نُصدِقُ ما جاء به
منَ الوحيِ كانَ سِراجاً مُنيراً.