امرؤ القيس
هو حندج بن حجر بن الحارث بن عمرو بن حجر (آكل المرار) الكندي، ويعرف بكنيته أبو وهب، وأبو الحارث، وأبو زيد. تُشير التواريخ إلى أنه وُلد في عام 500 ميلادي في نجد، وتوفي عام 540 ميلادي في أنقرة متأثراً بمرض الجدري. يُعرف بلقب “امرؤ القيس”، الذي يعني (رجل الشدة)، وهو أيضاً معروف بلقب الملك الضليل. يندرج ضمن أبرز شعراء العرب، حيث كان يميل إلى الغزل الصريح وسرد رواياته العاطفية. عاش في البداية حياة مليئة باللهو والتسكع وتناول الخمر، ولكنه كان فارساً شجاعاً خاض عدة معارك، كما يتجه شعره إلى توثيق بطولاته.
أقوال امرؤ القيس في الغزل
- قصيدة: قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل
مُهَفْهَفَةٌ بَيْضَاءُ غَيْرُ مُفَاضَةٍ
تَرَائِبُها مَصْقُولَةٌ كَالسَّجَنْجَلِ
كَبِكْرِ المُقَانَاةِ البَيَاضَ بِصُفْـرَةٍ
غَذَاهَا نَمِيْرُ المَاءِ غَيْرُ المُحَلَّلِ
تَصُدُّ وتُبْدِي عَنْ أسِيْلٍ وَتَتَّقـِي
بِنَاظِرَةٍ مِنْ وَحْشِ وَجْرَةَ مُطْفِـلِ
وجِـيْدٍ كَجِيْدِ الرِّئْمِ لَيْسَ بِفَاحِــشٍ
إِذَا هِـيَ نَصَّتْهُ وَلاَ بِمُعَطَّلِ
وفَرْعٍ يَزِيْنُ المَتْنَ أسْوَدَ فَاحِــمٍ
أثِيْـثٍ كَقِنْوِ النَّخْلَةِ المُتَعَثْكِلِ
غَدَائِرُهُ مُسْتَشْزِرَاتٌ إلَى العُلاَ
تَضِلُّ العِقَاصُ فِي مُثَنَّى وَمُرْسَـلِ
وكَشْحٍ لَطِيفٍ كَالجَدِيْلِ مُخَصرٍ
وسَاقٍ كَأُنْبُوبِ السَّقِيِّ المُذَلَّلِ
- قصيدة: تعلق قلبي طفلة عربية
تَعَلَّقَ قَلبي طَفلَةً عَرَبِيَّةً
تَنَعمُ في الدِّيبَاجِ والحَلى والحُلَل
لَهَا مُقلَةٌ لَو أَنَّهَا نَظَرَت بِهَ
إلى رَاهِبٍ قَد صَامَ لِلّهِ وابتَهَل
لَأَصبَحَ مَفتُونًا مُعَنَّى بِحُبِّهَ
كأَن لَم يَصُم لِلّهِ يَومًا ولَم يُصَل
زهير بن أبي سلمى
هو زهير بن أبي سلمى ربيعة بن رباح المزني، وُلد في المدينة المنورة عام 502م، وتوفي في نجد عام 609م. تشير المصادر إلى أن الرسول قد قابله عندما كان في عمر 100 عام. عُرف زهير بكتابته للحوليات، حيث كان ينظمها في شهر ويهذّبها على مدار عام كامل. نشأ في أسرة مشهورة بالشعر، وأنجب ولدين هما كعب وبجير، وكلاهما شاعران. يُلقب في بعض الأحيان بحكيم الشعراء، ويعتبر من أبرز الشعراء في العصر الجاهلي، وله معلقة مشهورة تُدعى “أمن أمّ أوْفى دمنةٌ لم تكلّم” which نظمها بمناسبة معركة داحس والغبراء.
أقوال زهير بن أبي سلمى في الغزل
- قصيدة: صحا القلب عن سلمى وقد كاد لا يسلو
صَحَا القَلبُ عَن سَلمى وَقَد كادَ لا يَسلو
وَأَقفَرَ مِن سَلمى التَعانيقُ فَالثِقلُ
وَقَد كُنتُ مِن سَلمى سِنينَ ثَمانِيًا
عَلى صيرِ أَمرٍ ما يَمُرُّ وَما يَحلو
وَكُنتُ إِذا ما جِئتُ يَومًا لِحاجَةٍ
مَضَت وَأَجَمَّت حاجَةُ الغَدِ ما تَخلو
وَكُلُّ مُحِبٍّ أَحدَثَ النَأيُ عِندَهُ
سَلُوَّ فُؤادٍ غَيرَ حُبِّكِ ما يَسلو
- قصيدة: عفا من آل فاطمة الجواء
تَنازَعَها المَها شَبَهًا وَدُرُّ ال
نُحورِ وَشاكَهَت فيها الظِباءُ
فَأَمّا ما فُوَيقَ العِقدِ مِنها
فَمِن أَدماءَ مَرتَعُها الخَلاءُ
وَأَمّا المُقلَتانِ فَمِن مَهاةٍ
وَلِلدُرِّ المَلاحَةُ وَالصَفاءُ
فَصَرِّم حَبلَها إِذ صَرَّمَتهُ
وَعادى أَن تُلاقيها العَداءُ
بِآرِزَةِ الفَقارَةِ لَم يَخُنها
قِطافٌ في الرِكابِ وَلا خَلاءُ
عنترة بن شداد
هو عنترة بن عمرو بن شداد العبسي، وُلد في نجد عام 525 ميلادي، وتوفي عام 600 ميلادي قرب قرية النعي. يُعرف بكنيته أبي المغلس، ويتميز بشعر الفخر والحماسة، ويعتبر أحد فرسان العرب. نشأ وترعرع بالرغم من أن والده كان من سادات قريش، بينما كانت والدته أمة حبشية. عُرف عنترة بمحبته الشديدة لابنة عمه عبلة بنت مالك، لكنه واجه معارضة أهلها لزواجه منها، وكتب عدة قصائد غزلية في عبلة، تعكس أخلاقه الرفيعة.
أقوال عنترة بن شداد في الغزل
- قصيدة: أتاني طيف عبلة في المنام
أَتاني طَيفُ عَبلَةَ في المَنامِ
فَقَبَّلَني ثَلاثًا في اللَثامِ
وَوَدَّعَني فَأَودَعَني لَهيب
أُسَتِّرُهُ وَيَشعُلُ في عِظامي
وَلَولا أَنَّني أَخلو بِنَفسي
وَأُطفِئُ بِالدُموعِ جَوى غَرامي
لَمُتُ أَسىً وَكَم أَشكو لِأَنّي
أَغارُ عَلَيكِ يا بَدرَ التَمامِ
أَيا اِبنَةَ مالِكٍ كَيفَ التَسَلّي
وَعَهدُ هَواكِ مِن عَهدِ الفِطامِ
وَكَيفَ أَرومُ مِنكِ القُربَ يَوم
وَحَولَ خِباكِ آسادُ الأَجامِ
- قصيدة: جفون العذارى من خلال البراقع
جُفونُ العَذارى مِن خِلالِ البَراقِعِ
أَحَدُّ مِنَ البيضِ الرِقاقِ القَواطِعِ
إِذا جُرِّدَت ذَلَّ الشُجاعُ وَأَصبَحَت
Mَحاجِرُهُ قَرحى بِفَيضِ المَدامِعِ
- قصيدة: رمتِ الفؤادَ مليحةٌ عذراءُ
رمتِ الفؤادَ مليحةٌ عذراءُ
بسهامِ لحظٍ ما لهنَّ دواءُ
مَرَّتْ أوَانَ العِيدِ بَيْنَ نَوَاهِدٍ
مِثْلِ الشُّمُوسِ لِحَاظُهُنَّ ظِبَاءُ
فاغتالني سقمِيْ الَّذي في باطني
أخفيتهُ فأذاعهُ الإخفاءُ
خطرتْ فقلتُ قضيبُ بانٍ حرَّكتْ
أعْطَافَهُ بَعْدَ الجَنُوبِ صَبَاءُ
ورنتْ فقلتُ: غزالةٌ مذعورةٌ
قدْ راعهَا وسطَ الفلاةِ بلاءُ
وَبَدَتْ فَقُلْتُ البَدْرُ ليْلَةَ تِمِّهِ
قدْ قلَّدَتْهُ نُجُومَهَا الجَوْزَاءُ
بسمتْ فلاحَ ضياءُ لؤلؤ ثغرِها
فِيهِ لِدَاءِ العَاشِقِينَ شِفَاءُ
سَجَدَتْ تُعَظِّمُ رَبَّها
فَتَمايلَتْ لجلالهِا أربابنا العظماءُ
يَا عَبْلَ مِثْلُ هَواكِ أَوْ أَضْعَافُهُ عندي
إذا وقعَ الإياسُ رجاءُ
إن كَانَ يُسْعِدُنِي الزَّمَانُ فإنَّني
في همِّتي لصروفهِ أرزاءُ
عروة بن حزام
هو عروة بن حِزام بن مالك بن ضبة بن عبد بن عّرة، ينتمي إلى بني عذرة. وُلد في وادي القرى واشتهر بالغزل العذري. كان يحب ابنة عمه عفراء، وطلب يدها للزواج، ووعده عمّه بذلك. ولكن عندما خرج إلى الشام، خطبها ابن عم له يُدعى أثالة بن سعيد، وتزوجها من والدها. مما أثر بشدة على عروة، الذي نظم في عفراء العديد من القصائد. بعد ذلك، اشتد عليه المرض وتوفي في وادي القرى عام 650 ميلادي، وحزنت عفراء بشدة وألقت شعراً على قبره.
أقوال عروة بن حزام في الغزل
- قصيدة: إِليكَ أشكو عَرْقَ دهرٍ ذي خَبَلْ
إِليكَ أشكو عَرْقَ دهرٍ ذي خَبَلْ
وعَيَلاَ شُعْثًا صِغارًا كالحَجَلْ
وأُمَّهمْ تهتِفُ تستكسي الحُلَلْ
قد طارَ عنها دِرْعُها ما لم يُخَلْ
يا ربُّ يا ربّاهُ إِيّاكَ أَسَلْ
عفراءُ يا ربّاهُ من قبلِ الأَجَلْ
فإِنَّ عفراءَ مِنَ الدْنيا الأَمَلْ
لو كَلَّمَتْ رهبانَ دَيْرِ في قَلَلْ
لَزَحَفَ الرهبانُ يمشي وَزَحَلْ
- قصيدة: متى تكشفا عني القميص تبينا
فيا لَيْتَ كلَّ اثنينِ بينهما هوىً
مِنَ النّاس والأَنْعامِ يَلْتَقِيانِ
فَيَقْضي مُحِبٌّ من حبيبٍ لُبانةً
ويَرْعاهما رَبّي فلا يُرَيانِ
أَمامي هوىً لا نومَ دونَ لِقائِهِ
وخَلْفي هوىً قد شفّني وبرَاني
فَمَنْ يَكُ لم يغرضْ فإِنّي وناقتي
BHI حَجْرٍ إلى أهلِ الحِمى غَرَضانِ
تَحِنُّ فتُبْدي ما بها مِنْ صَبابَةٍ
وأُخْفي الذي لولا الأَسى لَقَضاني
هوى ناقتي خَلْفي وقُدّامي الهوى
وإِنِّي وإِيّاها لَمُخْتَلِفانِ
هوايَ عراقيٌّ وتَثْني زِمامَها
لِبَرْقٍ إذا لاحَ النجومُ yamanِ
هوايَ أمامي ليس خلفي مُعَرِّجٌ
وشَوْقُ قَلوصي في الغُدُوِّ يَمانِ
طرفة بن العبد
هو عمرو بن العبد، ينتمي لبني عدنان ويُعرف بلقب طرفة. وُلد في البحرين عام 543 ميلادي وتوفي هناك عام 569 ميلادي. اشتهر بلقب “الغلام القتيل” لأنه قُتل في عهد عمرو بن هند وهو في سن الـ 26. نشأ في عائلة تُعرف بالشعر، وعاش فترة شبابه في اللهو وشرب الخمر. عانى من ظلم أعمامه بعد وفاة والده في صغره، حيث تقاسموا إرثه. تجمعه قصة حب مع فتاة تُدعى خولة، حيث تغزل بها في معلقته الشعرية “لخولة أطلالٌ ببرقة ثهمد تلوح”، كما يتميز بشعر الهجاء.
أقوال طرفة بن العبد في الغزل
- قصيدة: لخولةَ أطلالٌ ببرقةِ ثهمدِ
وَخَدٌّ كَقِرْطَاسِ الشَّآمِي ومِشْفَرٌ
كَسِبْتِ اليَمَانِي قَدُّهُ لَمْ يُجَرَّدِ
وعَيْنَانِ كَالمَاوِيَّتَيْنِ اسْتَكَنَّتَا
بِكَهْفَيْ حِجَاجَيْ صَخْرَةٍ قَلْتِ مَوْرِدِ
- قصيدة: أصحوتَ اليومَ أم شاقتكَ هِر
أَصَحَوتَ اليَومَ أَم شاقَتكَ هِر
وَمِنَ الحُبِّ جُنونٌ مُستَعِر
لا يَكُن حُبُّكِ داءً قاتِلًا
لَيسَ هَذا مِنكِ ماوِيَّ بِحُر
كَيفَ أَرجو حُبَّها مِن بَعدِ ما
عَلِقَ القَلبُ بِنُصبٍ مُستَسِر
أَرَّقَ العَينَ خَيالٌ لَم يَقِر
طافَ وَالرَكبُ بِصَحراءِ يُسُر
جازَتِ البيدَ إِلى أَرحُلِنا
آخِرَ اللَيلِ بِيَعفورٍ خَدِر
ثُمَّ زارَتني وَصَحبي هُجَّعٌ
في خَليطٍ بَينَ بُردٍ وَنَمِر
تَخلِسُ الطَرفَ بِعَينَي بَرغَزٍ
وَبِخَدَّي رَشَإٍ آدَمَ غِر
وَلَها كَشحا مَهاةٍ مُطفِلٍ
تَقتَري بِالرَملِ أَفنانَ الزَهَر
وَعَلى المَتنينِ مِنها وارِدٌ
حَسَنُ النَبتِ أَثيثٌ مُسبَطِرّ
المنخل اليشكري
هو المنخل بن عبيد بن عامر بن ربيعة بن عمرو اليشكري. وُلد في مكة المكرمة عام 580 ميلادي وتوفي في بحر القلزم قرب الحبشة عام 607 ميلادي. لُقب “المنخل” لأنه كان معروفاً بنخل الشعر. كتب قصيدته الشهيرة “إن كنتِ عاذلتي فسيري” في ابنة هند بنت عمرو، ويُقال بأنها كانت سبب مقتله. تغزل بالقصيدة الشهيرة التي ألقاها عند رؤية زوجة النعمان، وكان يغار عليها كثيرًا، مما دفع النعمان لطلب رأسه. فرّ إلى years (سنوات) عدة حتى استجدى العفو من النعمان ثم عاد ليصبح من أصدقائه.
أقوال المنخل اليشكري في الغزل
- قصيدة: إن كنتي عاذلتي فسيري
وَعَلى الجِيادِ المُضمَرا
تِ فَوارِسٌ مِثلُ الصُقورِ
يَعكُفنَ مِثلَ أَساوِدِ الـ
ـتَنّومِ لَم تَعكَف بِزورِ
يَخرُجنَ مِن خَلَلِ الـ
ـغُبارِ يَجِفنَ بِالنَعَمِ الكَثيرِ
أَقَرَرتُ عَيني مِن أُلَـ
ـئِكَ فَوائِحِ بِالعَبيرِ
وَإِذا الرِياحُ تَناوَجَت
بِجَوانِبِ البَيتِ الكَسيرِ
الفَيتَني هَشَّ اليَدَينِ
بِمَريِ قِدحي أَو شَحيري
المرقش الأكبر
هو عمرو بن سعد بن مالك بن ضبيعة بن قيس ابن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن وائل، وُلِد في اليمن عام 500 م، ونشأ في العراق. لُقّب بالمرقش لأنه تعلّم الكتابة والخط، وقد شارك في حرب البسوس، واشتهر بعشقه لابنة عمه أسماء بنت عوف بن مالك. كان متيمًا بها وأراد الزواج منها لكن والدها رفض حتى يُصبح المرقش غنيا. سافر لتحقيق ذلك، ولكن أثناء غيابه تفاجأ بتزويج أسماء لرجل قدم مالاً كبيرًا. بعد ذلك، أصيب المرقش بمرض وتوفي في نجران عام 552 ميلادي.
أقوال المرقش الأكبر في الغزل
- قصيدة: سَرَى ليلاً خَيالٌ مِن سُلَيمَى
سَرَى ليلًا خَيالٌ مِن سُلَيمَى
فَأَرَّقَنِي وأَصحَابِي هُجُودُ
فَبِتُ أَديرُ أَمرِي كُلَّ حالٍ
وَأَرقُبُ أَهلَها وَهُمُ بَعيدُ
عَلى أَن قَد سَما طَرفِي لِنارٍ
يُشَبُّ لها بِذي الأَرطَي وَقُودُ
حَواليهَا مَهًا جُمُّ التَّراقِي
وَآرامٌ وَغِزلانٌ رُقُودُ
نَواعمُ لا تُعالج بُؤسَ عَيشٍ
أَوانسُ لا تَروحُ لا تَرودُ
يَرُحنَ مَعًا بِطاءَ المَشي بُدّاً
عَلَيهِنَّ المجاسِدُ والبُرودُ
سَكَنَّ بِبَلدةٍ وَسَكَنت أُخرى
وَقُطِّعَتِ المَواثِقُ والعُهودُ
فَما بالي أَفِي وَيُخانُ عَهدِي
وَما بالي أُصادُ ولا أَصيدُ
وَرُبَّ أَسيلَةِ الخَدينِ بِكرٍ
منَعَّمةٍ لَها فِرعٌ وَجيدُ
النابغة الذبياني
هو زياد بن معاوية بن ضباب بن جابر بن يربوع بن مرة بن عوف بن سعد الذبياني. يُكنّى بأبي أمامة. وُلِد في ديار غطفان عام 535 ميلادي، وتُوفي في نجد عام 604 ميلادي. يشتهر بلقب النابغة بسبب براعته في نظم الشعر ويعتبر من أفضل الشعراء العرب. كان الشعراء يأتون إلى سوق عكاظ لعرض قصائدهم عليه مثل الخنساء وحسان بن ثابت. كما كانت له علاقات جيدة مع الحكام مثل المنذر بن ماء السماء وعمرو بن هند والملك النعمان.
أقوال النابغة الذبياني في الغزل
- قصيدة: أمن آل مية رائح أو مغتد
نظَرَت بِمُقلَةِ شادِنٍ مُتَرَبِّبٍ
أَحوى أَحَمِّ المُقلَتَينِ مُقَلَّدِ
وَالنَظمُ في سِلكٍ يُزَيَّنُ نَحرَها
ذَهَبٌ تَوَقَّدُ كَالشِهابِ الموقَدِ
صَفراءُ كَالسِيَراءِ أُكمِلَ خَلقُها
كَالغُصنِ في غُلَوائِهِ المُتَأَوِّدِ
وَالبَطنُ ذو عُكَنٍ لَطيفٌ طَيُّهُ
وَالإِتبُ تَنفُجُهُ بِثَديٍ مُقعَدِ
مَحطوطَةُ المَتنَينِ غَيرُ مُفاضَةٍ
رَيّا الرَوادِفِ بَضَّةُ المُتَجَرَّدِ
قامَت تَراءى بَينَ سَجفَي كِلَّةٍ
كَالشَمسِ يَومَ طُلوعِها بِالأَسعُدِ
أَو دُرَّةٍ صَدَفِيَّةٍ غَوّاصُها
بَهِجٌ مَتى يَرَها يُهِلَّ وَيَسجُدِ
أَو دُميَةٍ مِن مَرمَرٍ مَرفوعَةٍ
بُنِيَت بِآجُرٍّ تُشادُ وَقَرمَدِ
سَقَطَ النَصيفُ وَلَم تُرِد إِسقاطَهُ
فَتَناوَلَتهُ وَاِتَّقَتنا بِاليَدِ
بِمُخَضَّبٍ رَخصٍ كَأَنَّ بَنانَهُ
عَنَمٌ يَكادُ مِنَ اللَطافَةِ يُعقَدِ
نَظَرَت إِلَيكَ بِحاجَةٍ لَم تَقضِها
نَظَرَ السَقيمِ إِلى وُجوهِ العُوَّدِ
تَجلو بِقادِمَتَي حَمامَةِ أَيكَةٍ
بَرَداً أُسِفَّ لِثاتُهُ بِالإِثمِدِ
كَالأُقحُوانِ غَداةَ غِبَّ سَمائِهِ
جَفَّت أَعاليهِ وَأَسفَلُهُ نَدي
زَعَمَ الهُمامُ بِأَنَّ فاها بارِدٌ
عَذبٌ مُقَبَّلُهُ شَهِيُّ المَورِدِ
زَعَمَ الهُمامُ وَلَم أَذُقهُ أَنَّهُ
عَذبٌ إِذا ما ذُقتَهُ قُلتَ اِزدُدِ
زَعَمَ الهُمامُ وَلَم أَذُقهُ أَنَّهُ
يُشفى بِرَيّا ريقِها العَطِشُ الصَدي
أَخَذَ العَذارى عِقدَها فَنَظَمنَهُ
مِن لُؤلُؤٍ مُتَتابِعٍ مُتَسَرِّدِ
لَو أَنَّها عَرَضَت لِأَشمَطَ راهِبٍ
عَبَدَ الإِلَهِ صَرورَةٍ مُتَعَبِّدِ
لَرَنا لِبَهجَتِها وَحُسنِ حَديثِها
وَلَخالَهُ رُشدًا وَإِن لَم يَرشُدِ
الأعشى
هو ميمون بن قيس بن ثعلبة بن بكر بن وائل، يُكنّى بأبي بصير. وُلِد في قرية منفوحة الحضرية في نجد عام 570 ميلادي وتوفي فيها عام 629 ميلادي. لُقِب بالأعشى بسبب ضعفه في البصر، واشتهر بأنه من فحول الشعراء في الجاهلية. عُرف بشعر المدح لقاء المال، كما نظم شعر الهجاء، وتميّز بوصف الخمر. من أشهر قصائده معلّقة “ودّع هريرة” التي تغزّل فيها بمحبوبته هريرة.
أقوال الأعشى في الغزل
- قصيدة: خالط القلب هموم وحزن
خالَطَ القَلبَ هُمومٌ وَحَزَن
وَاِدِّكارٌ بَعدَما كانَ اِطمَأَنّ
فَهوَ مَشغوفٌ بِهِندٍ هائِمٌ
يَرعَوي حينًا وَأَحيانًا يَحِنّ
بِلَعوبٍ طَيِّبٍ أَردانُها
رَخصَةِ الأَطرافِ كَالرِئمِ الأَغَنِّ
وَهيَ إِن تَقعُد نَقًا مِن عالِجٍ
وَإِذا قامَت نِيافًا كَالشَطَن
يَنتَهي مِنها الوِشاحانِ إِلى
حُبلَةٍ وَهيَ بِمَتنٍ كَالرَسَن
خُلِقَت هِندٌ لِقَلبي فِتنَةً
هَكَذا تَعرِضُ لِلناسِ الفِتَن
- قصيدة: بانت سعاد
بانَت سُعادُ وَأَمسى حَبلُها رابا
وَأَحدَثَ النَأيُ لي شَوقًا وَأَوصابا
وَأَجمَعَت صُرمَنا سُعدى وَهِجرَتَنا
لَمّا رَأَت أَنَّ رَأسي اليَومَ قَد شابا
أَيّامَ تَجلو لَنا عَن بارِدٍ رَتِلٍ
تَخالُ نَكهَتَها بِاللَيلِ سُيّابا
وَجيدِ مُغزِلَةٍ تَقرو نَواجِذُها
مِن يانِعِ المَردِ ما اِحلوَى وَما طابا
وَعَينِ وَحشِيَّةٍ أَغفَت فَأَرَّقَها
صَوتُ الذِئابِ فَأَوفَت نَحوَهُ دابا
هِركَولَةٌ مِثلُ دِعصِ الرَملِ أَسفَلُها
مَكسُوَّةٌ مِن جَمالِ الحُسنِ جِلبابا
تُميلُ جَثلًا عَلى المَتنَينِ ذا خُصَلٍ
يَحبو مَواشِطَهُ مِسكًا وَتَطيابا
رُعبوبَةٌ فُنُقٌ خُمصانَةٌ رَدَحٌ
قَد أُشرِبَت مِثلَ ماءِ الدُرِّ إِشرابا
الخلاصة
برز العديد من الشعراء في العصر الجاهلي في مجال الشعر الغزلي، منهم امرؤ القيس وزهير بن أبي سلمى وعنترة بن شداد وعروة بن حزام وطرفة بن العبد والمنخل اليشكري والمرقش الأكبر والنابغة الذبياني والأعشى. لكل واحد منهم سيرة ذاتية مميزة وامتياز خاص، حيث قدموا العديد من القصائد الغزلية التي تتناول الحب والمحبوبة.