يُعدّ حفظ العبد لربّه من خلال أقواله وأفعاله وتصرفاته اليومية مع الناس من الأمور الهامة. فقد علم النبي صلى الله عليه وسلم عبد الله بن عباس رضي الله عنه كلمات رائعة تتعلق بكيفية حفظ الله للإنسان، حيث قال له: (يا غلام احفظ الله يحفظك). فحفظ الله ينطوي على عدة جوانب؛ إذ يحرص العبد على مراعاة الحلال والحرام في أقواله وأفعاله، ويعمل على أداء ما يرضي الله تعالى ويتجنب ما نهى الله عنه. بالإضافة إلى ذلك، يُظهر العبد حفظه لله من خلال استشعار رقابته سبحانه وتعالى في السر والعلن، ومن مظاهر ذلك أن يلجأ العبد لله وحده في الدعاء والاستعانة، مجسدًا معاني التوحيد الخالص بعيدًا عن أي شرك.
يسعى العبد الذي يرجو رضا الله تعالى إلى أداء النوافل من الطاعات والعبادات. فكلما زاد العبد في العبادات والنوافل، اقترب من الله تعالى، مما يعزز أسباب حفظ الله له. وهكذا، فإن القرب من الله يزيد من الحماية الربانية.
يجب على العبد المسلم أن يلتزم بالأدعية والأذكار المذكورة في القرآن الكريم والسنة النبوية؛ فالدعاء والذكر عمود الحياة وسبب للحفظ. فمن يداوم على الذكر يُحصن نفسه، حيث يُعتبر حصنًا متينًا يدرك أهميته ذوي البصائر. تتوزع الأذكار بين ما يُقال في الصباح والمساء، وما يُؤدى أثناء السفر، إضافة إلى ما يُذكر عند الخوف أو في حالات الشكر والامتنان.
يجب أن يكون لدى العبد إيمان قوي باللہ یملأ قلبه. حيث أن ضعف الإيمان وعدم حسن الظن بالله قد يحولان دون إدراك معاني الحفظ الرباني. بينما اليقين بالله وحسن الظن به يُعتبَر من أهم أسباب استجابة الدعوات وحفظ الله للعباد في كل الأحوال.
ينبغي للعبد أن يتقدم بالشكر لله على نعمه وفضله، فحفظ الله لعباده هو من كرم الله عليهم. إن الحمد والشكر لله يُستدام معه الحفظ وتتواصل النعم في حياة العبد.
