الأدباء الأتراك البارزون
يُعتبر الأدب جزءًا أساسيًا من الثقافة التركية، حيث يجسد تاريخ الشعب التركي، بما في ذلك أساطيرهم وتوجهاتهم الصوفية والتغيرات السياسية والاجتماعية. وقد أُدرجت تركيا بين أبرز الأدباء الذين أثروا في الأدب العالمي من خلال شعرهم ورواياتهم وكتبهم الثقافية. نستعرض في هذا المقال بعضًا من أشهر الكتاب الأتراك:
جمال ثريا (Cemal Süreya)
وُلد جمال الدين سيبر ثريا، المعروف بجمال ثريا، في عام 1931م في أرزنجان. ينتمي إلى أصول زازا العلوي، وهو شاعر وكاتب معروف بلقب “شاعر الحب”. استمر في اعتناق هذا المبدأ حتى آخر أيام حياته، على الرغم من الصعوبات التي واجهها في علاقته العاطفية. تُعد أشعاره تجسيدًا لتجاربه الشخصية وقد أثرت بشكل عميق في قرائه.
بدأ جمال كتابة الأشعار منذ طفولته، حيث كانت تجربته في الحياة مختلفة تمامًا عن تلك التي عاشها الأطفال الآخرون، إذ كان يسعى دائمًا إلى إيجاد كلمات تعبر عن مشاعره الخاصة بينما كان الأطفال الآخرون مشغولين باللعب.
خالدة أديب أديوار (Halide Edib Adıvar)
الكاتبة خالدة أديب أديوار وُلدت في عام 1884م، وأسُميت بـ”شاعرة الحرية”. نالت شهرتها من خلال خطابها الشهير الذي ألقته في ميدان آيا صوفيا في عام 1919م. تلقت تعليمها الابتدائي من خلال دروس خاصة في المنزل وتوفيت في إسطنبول عام 1964م إثر مرض الفشل الكلوي، وتم دفنها في مقبرة مركز أفندي في منطقة توب كابي.
التحقت خالدة بدراسة الثانوية في مدرسة روبرت الأمريكية، لكنها كانت مضطرة لمغادرتها بعد قرار السلطان عبد الحميد الثاني بشأن منع دخول الطلاب المسلمين إلى المدارس المسيحية، وعادت للتعليم في المنزل.
بدأت خالدة أديب الكتابة بعد إعلان الملكية الدستورية الثانية، وأسهمت في الأدب بعشر روايات وأربع قصص وعدد لا يحصى من الأعمال النقدية، ومن أبرز أعمالها رواية “البقالة المليئة بالذباب” التي تناولت أوضاع النساء في المجتمع ودافعت عن حقوقهن، وترجمت إلى الإنجليزية، وقد استلهمت منها العديد من الأفلام والمسلسلات.
نامق كمال (Namık Kemal)
محمد كمال وُلد في عام 1840م، وكان أديبًا وشاعرًا وطنيًا ومترجمًا وصحفيًا ومصلحًا اجتماعيًا. يُعتبر من رواد تقديم الأدب الأوروبي إلى تركيا، حيث أدخل أنواع الأدب كالدراما والرواية والنقد الأدبي.
بدأ مسيرته المهنية ككاتب في غرفة الترجمة في إسطنبول وهو في سن الثامنة عشرة. نشر مقالته الأولى في جريدة انتقد فيها الحكومة، مما أدى إلى توقف الجريدة عن الصدور. اهتم نامق كمال بشكل خاص بالأدب المسرحي والروايات، ومن أهم أعماله المسرحيتان “عاكف بيك” و”جلال الدين هرزم شاه”، بالإضافة إلى روايتين هما “الانتباه” و”جزمي”.
أيضًا، كتب مؤلفات في النقد الأدبي مثل “تخريب الخراب” و”رسالة إلى عرفان باشا”، وكتب أكثر من خمسمائة مقال نشرت في الصحف تغطي مواضيع تتراوح بين السياسة والمجتمع والأدب والفن. توفي نامق كمال في عام 1888م.
محمد عاكف أرسوي (Mehmet Âkif Ersoy)
وُلد محمد عاكف أرسوي عام 1878م في إسطنبول. اختار والده اسمه “راغيف” بناءً على أحد الأنظمة الأبجدية، لكن صعوبة اللفظ جعلت الناس ينادونه باسم “عاكف”، وهو الاسم الذي أصبح متداولًا.
بدأ تعليمه في حي الفاتح واستكمل دراسته الابتدائية، حيث تعلم اللغة العربية من والده. ثم انتقل إلى المرحلة الإعدادية في إعدادية الفاتح المركزية، وسجل في المدرسة الثانوية الملكية التي كانت تُعتبر من أفضل المؤسسات التعليمية في تلك الفترة.
شغل عاكف منصب كاتب في مجلة “الصراط” التي أسسها أصدقاؤه أشرف أديب وأبو العلا ماردين. في هذه الأثناء، أُعلنت مسابقة لاختيار نشيد الاستقلال، شارك عاكف فيها بعد تشجيع وزير التعليم وقُبل نشيده كنشيد وطني. توفي محمد عاكف أرسوي في بيه أوغلو، ودفن في مقبرة شهداء أدرنه كابي. من أبرز أعماله النشيد الوطني وأشعاره التي جمعها في مجموعة بعنوان “صفحات” التي تتألف من سبعة مجلدات.