أشعار بدوية معبرة عن الحزن
الصمت يكفي لشفاء جراح الراعي
لا قيمة لكلمات لا تحمل معاني،
وقلبي لم يعد يهتم بالمسافات،
وعيني لم تعد تعقد أمانيها.
ياليت حزني كان مجرد دمعة،
وحينها أبكي وأغسل ما في قلبي،
لكنه أصبح صديقي في كل مكان،
ولا يظهر ولكنه يحاول أن يختفي.
نظرات حزني أصبحت لغة تعبر عما في داخلي.
أتذكر تلك الأوقات التي كنت أنساها،
وأسترجع ذكريات الماضي من خلال هاتفي،
أقرأ الرسائل وأمسح ما تبقى.
وجدت رسالة تحمل الذكرى والرقم الغالي،
مكتوب فيها “إذا مت فامسحها”.
فكرت بك ووجدتك لا تزال حياً،
فلا تتوقع مني أن أنساها يوماً.
ما أشبه الموت بغيابك الأليم،
واليوم أستأذنك وأطلب منك يمسحها.
شعر بدوي في الغزل والرومانسية
ذوت مرباع الغضى سيدة الأحبة،
قصدي أن الجرح لن يزول بل يتأجج،
فجيت وبقايل نارهم حام حول الكلام.
بيت الشعر مطوي وما زال في حضارته،
ركايبهم وقفت ومني الهُدب ذاب.
أخلو القلب بالدموع على غزيرها،
وضممت الأهداب حتى يقف الدمع.
بعض الآلام قد تداوى بالأعشاب،
ولكن هناك آلامٌ مؤلمة تقض مضجع المحبين.
عشق بدوي لا يعرف الخداع،
وإن جُرحه تجدد وكأنه بداية جديدة.
اليوم صارت بيننا مسافات مثل الأجناب،
بعدما كنا قريبين كالأهل والأقارب.
الأمر لله، كل شيء له أسباب،
فلا يكون الهوى هو ما أرتجى،
كيف لا يداهمني الحزن عند فراقك.
مشيت وكأنني على سهول وهضاب،
يلقتني الفراق ولا أعلم بمصيره.
يرتجف قلبي من الافتراق،
وقد صرت صديق الألم،
حزني عليه أنه سبب للفرقة،
ولا طبيب يقدر على علاجه،
عطر الخزامى والنفل ينشر جمال الروائح،
وفاح عبير السمرة في ثيابي.
فهل أستطيع استنشاق الحياة،
مع شروق الشمس في مشهد مهيب.
شعر عن الشوق والغزل البدوي
حقيقة الشوق وخيالك سكن قلبي،
نصبت له روحي وصدري هو مسكنه.
أقرب من أنفاسي ورسم ظلالي،
الترفه في قلبي وحدها من تدركني.
تشعر بلذة عمرها من تفاصيل حبي،
وأشعر بلذتي بلمس يديها.
قلبي يحبها فكما تحبني،
وأدعو في كل سجود سجدتها.
أنيقة بأسلوبها الراقي والمثالي،
نعمة من الله، ومن يدركها يحمدها.
شعر بدوي في العتاب
أدرك أنني مقصر، وأنتِ لا تعرفين أسباب تقصري،
فإذا كان حبنا رابطه،
أنا غيرتي وأنتِ لغيري.
لابد من أن نقلل من الفراق،
حتى لو كان بعدها خراب،
عجزت أن أهيئ الظروف التي تحد من الفراق.
ما زال حظي في تأزم،
وإن كان قربك خطأ، فلن ينقص من قدرك،
بل يزيد من تقديري لك.
يا غايتي، كيف تحققين النهاية معنا،
قومي بأخذ تعبي من وجعي.
لقد قادني شعري إلى أقصى حدود طاقتنا،
فحزني محبب للجماهير،
واليوم نحاول دفن بقايا حياتنا الميتة.
شعر بدوي في المدح
للطيب مواقف وللرجولة رجال،
وللخيول فرسانها في ساعة الشدة،
وللبيوت عراقى وللقهوة فناجيل،
في مضائف نشامة ولها رجال يحافظون عليها.
نحن أهل المواقف الشهمة الأصيلة،
يشهد لنا السيف وتُشهد لنا الكبرياء.
نحن نخاوي الدنيا كنجوم الليل،
عدد الناظرين، وما طاوعتنا بعدها.
نحن نشامة يشهد لنا دمٌ يسيل،
نحر الذبائح دوما في ساعة اللين والشدة.
نحن نشامة، تُشهد لنا سروج الخيل،
سروج الركايب فزعة لمن يحتاج.
نحن نشامة تُشهد لنا الفناجيل،
نسهر لها ما نحن بمكبرين المخدة.
نحن النشامة، وتُشهد لنا التعاليل،
على الخوة تربينا، وعلى الحب والمودة.
نحن النشامة عند الرجولة فزعة الرجال،
نحن على الميدان سيل صعب يهدأ.
نحن النشامة، أهل المعاين المثقال،
هل دلال عامرة لا تنطفئ نارها.
نحن نشامة كرام، نعد ما ينقص الشات الهزيل،
نقدم الميسور حتى لو طال الزمن.
لا ينفع زمن الردي بما لا يساوي،
ولا تنفع فيه ثروة الأجداد أو نقودهم.