أنواع وأعراض المس الشيطاني

ما هو المس؟

ما هو المس؟
ما هو المس؟

المس في اللغة يعني الجنون، حيث يُقال “بالشاب مسٌ” للدلالة على جنونه، و”شخص ممسوس” للإشارة إلى تأثره بالسحر أو الجنون. وتعني “مسّه” أنه تعرض لشيء ما، كما يُقال “مسّه الكِبَر” أو “مسّه العذاب”. والجن هم مخلوقات خلقها الله تعالى لغرض عبادته، كما ورد في قوله: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ). فهم مكلفون بأوامر ونواهٍ، ويُنقسمون إلى مؤمنين وكافرين، وصالحين وطالحين، كما قال تعالى: (وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا). من أطاع الله سيكون مصيره الجنة، أما من عصاه فمأواه جهنم. وفيما يتعلق بحياتهم، فهم يعيشون كغيرهم من المخلوقات، حيث يتزوجون ويتناسلون، وغالبًا ما يتواجدون في أماكن النجاسات وأماكن قضاء الحاجة. كما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنَّ هذه الحُشوشَ مُحتضَرةٌ فإذا أراد أحدُكم أنْ يدخُلَ فلْيقُلْ: أعوذُ باللهِ مِن الخُبُثِ والخبائثِ).

كما أن الله قد خلق الجن وأحياهم، فإنه يميتهم كذلك، فهم يموتون مثل سائر المخلوقات. ومن المهم أن نأخذ في الاعتبار أن عالم الجن ينتمي إلى عالم الغيب، لذا لا يمكننا معرفة شيء عنهم إلا من خلال ما أخبرنا الله تعالى أو رسوله صلى الله عليه وسلم. ما أخبر به الله أو رسوله يعد نافعًا لنا، أما ما خُفي عنّا فلا حاجة لنا بمعرفته. بالتالي، يجب على المؤمن ألا يتكلم عنهم إلا بما ورد في النصوص الشرعية.

العلامات التي تدل على المس

العلامات التي تدل على المس
العلامات التي تدل على المس

لا يوجد دليل واضح في القرآن يثبت حدوث مسّ الجن للإنسان أو ظهور أعراض معينة نتيجة لذلك. يجب على المسلم أن يثق في قدرة الله عز وجل وبقوته التي تفوق كل قوة. ويتعين عليه أن يحسن الظن بالله وأن يتوكل عليه توكلًا صحيحًا، وأن يعلم أنه إذا اجتمع كل العالم لإلحاق الضرر أو الأذى به بشيء لم يقدره الله، فلن يستطيعوا. لذا، ينبغي للإنسان أن لا ينسب كل متاعب حياته أو الأمراض التي يُعاني منها إلى الحسد أو الجن، لأن هذا النوع من الخلط قد يؤدي إلى أضرار جسيمة. قد يواجه الإنسان مرضًا حقيقيًا يحتاج لتدخل الأطباء وعلاجهم، وعلينا أن نتذكر أن الله تعالى أمرنا بالاستعانة بالأسباب والدواء. لم ينزل الله مرضًا إلا وجعل له دواء. ومع ذلك، يجب على المسلم أن يداوم على الأذكار والرقية، فهي تحوي الخير والنفع في جميع الأحوال.

أساليب الشيطان في إغواء الإنسان

أساليب الشيطان في إغواء الإنسان
أساليب الشيطان في إغواء الإنسان

لا يأتي الشيطان إلى الإنسان بشكل مباشر ليمنعه عن الخير أو ليحثه على المحرمات، لأن ذلك لن يجذب أحدًا له. بل إنه يتدرج في إغواء الإنسان عبر أساليب متعددة، ومن أهمها:

  • التدرج في الضلال: فالشيطان لا يكل أو يهدأ، يتدرج في إدخال الإنسان في المعاصي خطوة بخطوة، حتى يصل به إلى الكبائر والمعاصي الجسيمة.
  • نسيان أوامر الله: حيث وسوس للإنسان، مما ينساه ما أمره الله به. وبالتالي، يجب على المسلم الابتعاد عن المجالس التي يُستهزأ فيها بآيات الله.
  • دخول الشيطان من الأبواب التي يجذب إليها الإنسان: حيث يوحي الشيطان للإنسان بما يحب، مما يجعله يستجيب له.
  • إلقاء الشبهات: حيث يحاول زعزعة إيمان المؤمن من خلال الشكوك التي يزرعها في نفسه.
  • الحث على الأمور الأربعة: حيث يأمرهم بالخمور، والميسر، والأنصاب، والأزلام، والتي جميعها تدل على الضلال وحرمتها شرعًا.

كما يجب أن نتذكر أن الأمور المستقبلية هي في علم الله، وعلينا أن ندعو الله ونتوكل عليه، حيث أن عبادة الأنصاب والأصنام وغير ذلك يُعتبر من الأسباب الضارة للإنسان.

أذكار وأدعية لتحصين النفس

أذكار وأدعية لتحصين النفس
أذكار وأدعية لتحصين النفس

من الضروري أن يستمر المسلم في التحصن بالأذكار والأدعية ويتقرب إلى الله ويطلب العون منه في كل الأمور. هذه الوسائل تعززه ضد كل أنواع الأذى بإذن الله. ومن الأذكار والأدعية المستحبة:

  • قراءة سورة الفاتحة.
  • المحافظة على قراءة آية الكرسي.
  • قراءة سورة الكافرون.
  • الحرص على قراءة سورة الإخلاص والمعوذتين مع تكرارهم.
  • التوكل على الله بإخلاص والتوجه إليه بالدعاء.
  • القيام بالرقية الشرعية.
  • الإكثار من الدعاء.
  • قراءة الأدعية المأثورة مثل: (أَذْهِبِ البَاسَ، رَبَّ النَّاسِ، وَاشْفِ أَنْتَ الشَّافِي، لا شِفَاءَ إلَّا شِفَاؤُكَ، شِفَاءً لا يُغَادِرُ سَقَمًا).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *