دوالي الساقين
دوالي الساقين، المعروفة باللغة الإنجليزية بـ Varicose veins، هي عبارة عن أوردة متضخمة وبارزة باللون الأزرق تظهر تحت سطح الجلد، وتعد المنطقة الأكثر تعرضًا لهذه الحالة هي الساقان والقدمين. تُعتبر دوالي الساقين من المشاكل الصحية الشائعة التي تؤثر على حوالي 23% من البالغين في الولايات المتحدة الأمريكية. ومن المهم الإشارة إلى أن دوالي الساقين غالبًا ما تكون غير ضارة حتى وإن كانت تسبب بعض الألم في حالات معينة. تتأثر عادة الأوردة السطحية، حيث يسهل حدوث هذا التمدد نتيجة ضعف عضلات جدرانها مقارنة بالأوردة العميقة، ولكن من الممكن أن تؤثر أيضًا على الأوردة العميقة. عند حدوث ذلك، قد لا تكون الدوالي مرئية للعين المجردة، رغم إمكانية أن تؤدي إلى انتفاخ وألم في الساق. يمكن اعتبار دوالي الساقين نتيجة لاضطراب في صمامات الأوردة، مما يؤدي إلى تجمع الدم داخل الوريد وفقدان الجدران القدرة على دفع الدم، مما يزيد من الضغط داخل الوريد ويؤدي إلى نتوءه.
أعراض دوالي الساقين
تظهر بعض الأعراض والعلامات لدى الأفراد المصابين بدوالي الساقين، ومن أبرزها:
- انتفاخ الوريد وظهوره باللون الأزرق كما ذكر سابقًا.
- الإحساس بثقل الساق، خاصة بعد ممارسة النشاط البدني وفي أوقات المساء.
- نزيف أطول من المعتاد في حالة تعرض المنطقة للجروح أو الإصابات.
- التصلب الجلدي الشحمي، والذي يتمثل في تصلب الأنسجة الدهنية تحت الجلد بالقرب من الكاحل، مما يؤدي إلى ضمور الجلد.
- انتشار الشعيرات الدموية في الساق المصابة، مما يتسبب في ظهور ما يعرف بالأوردة العنكبوتية.
- انتفاخ الكاحلين.
- تغير لون الجلد المحيط بالمنطقة المصابة إلى اللون البني أو الأزرق.
- الشعور بتقلصات في الساق عند الوقوف المفاجئ.
- التهاب الجلد الركودي، الذي يظهر في شكل احمرار وجفاف وحكة في المنطقة المصابة.
- متلازمة تململ الساقين.
- الضمور الأبيض، حيث تظهر بقع بيضاء تشبه الندب على الكاحل.
أسباب الإصابة بدوالي الساقين
هناك عدة عوامل تؤدي إلى الإصابة بدوالي الساقين، والتي يمكن تلخيصها كما يلي:
- العمر: حيث تفقد الأوردة مرونتها مع تقدم العمر، مما يؤدي إلى تمددها واتساعها، مما يزيد من احتمال ضعف صمامات الأوردة وبالتالي تجمع الدم في الوريد.
- الحمل: يزداد حجم الدم خلال فترة الحمل، بينما يقل تدفق الدم من الرئتين إلى الحوض، مما قد يسهم في ظهور دوالي الساقين، بالإضافة إلى التأثيرات الهرمونية. وتجدر الإشارة إلى أن معظم حالات دوالي الساقين تميل إلى الشفاء تلقائيًا خلال فترة تتراوح بين ثلاثة إلى اثني عشر شهرًا بعد الولادة.
عوامل الخطورة
توجد مجموعة من العوامل التي تسهم في زيادة خطر الإصابة بدوالي الساقين، ومنها:
- الجنس: تُعتبر النساء أكثر عرضة للإصابة بدوالي الساقين مقارنة بالرجال، وذلك بسبب تقلبات مستويات الهرمونات خلال مراحل مختلفة من الحياة مثل الحمل والحيض وسن اليأس.
- التاريخ العائلي: إذ أن وجود حالات سابقة من دوالي الساقين في الأسرة يزيد من مخاطر الإصابة.
- السمنة: تؤدي زيادة الوزن إلى ضغط إضافي على الأوردة، مما يعزز من احتمالية الإصابة.
- الجلوس أو الوقوف لفترات طويلة: حيث أن عدم تغيير وضعية الجسم لفترات طويلة يؤثر سلبًا على تدفق الدم.
علاج دوالي الساقين
في العديد من الحالات، لا تتطلب دوالي الساقين علاجًا. ومع ذلك، إذا كانت تسبب انزعاجًا أو ألمًا، فيمكن اللجوء لعلاجات لتخفيف الأعراض والسيطرة على المضاعفات. تشمل خيارات العلاج:
- الرعاية الذاتية: يُنصح غالبًا باتباع نصائح العلاج الذاتي لمدة تصل إلى ستة أشهر، ومنها:
- ممارسة النشاط البدني بانتظام.
- تجنب الوقوف لفترات طويلة.
- رفع الساق المصابة عند الاستلقاء.
- استخدام الجوارب الضاغطة بعد استشارة الطبيب، حيث يجب التأكد من ملاءمتها للمصاب. تُساعد هذه الجوارب في تخفيف الأعراض، ولكن فعاليتها في منع تفاقم الحالة غير مؤكدة؛ ويجب استبدالها كل ثلاثة إلى ستة أشهر، بالإضافة إلى غسلها بالماء الدافئ بعيدًا عن الحرارة المباشرة، ويفضل ارتداؤها في الصباح.
- الرعاية الطبية: إذا لم تُجدي الرعاية الذاتية نفعًا، فهناك خيارات علاجية أخرى، مثل:
- المعالجة بالتصليب، التي يتم فيها حقن المادة في الوريد المصاب دون الحاجة للتخدير، وغالبًا ما يحتاج الوريد إلى عدة جلسات.
- جراحة الليزر، حيث يستخدم الأطباء موجات ضوئية قوية دون الحاجة لعمل شقوق أو فتحات.