أهم علماء المسلمين في الدين
أعطى الإسلام أهمية خاصة للعلم، وأبرز دور العلماء من خلال مكانتهم العالية في الدنيا والآخرة، حيث قال الله تعالى: (يَرْفَعِ اللَّـهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّـهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ). وقد برز العديد من العلماء في التاريخ الإسلامي في مختلف مجالات العلوم الدينية مثل التفسير والحديث والفقه وأصوله، ويمتاز بعضهم بالتخصص في أكثر من علم في آن واحد. سنتناول في هذا المقال أبرز علماء المسلمين في مجالات الدين المختلفة.
بطاقة تعريف بأبرز علماء المسلمين في التفسير
كرّس عدد من العلماء المسلمين جهودهم لفهم معاني القرآن الكريم وتأويل آياته. فيما يلي سنستعرض بعضًا من أبرز هؤلاء العلماء.
ابن جرير الطبري
يعتبر ابن جرير الطبري أحد أبرز المفسرين، وُلِد في طبرستان عام 224 هـ، وبدأ في طلب العلم منذ صغره، حتى استقر في بغداد. ألف العديد من المؤلفات، ومن أشهرها “جامع البيان عن تأويل آي القرآن” الذي يُعرف بتفسير الطبري، وهو يعدّ من أوائل التفاسير التي وصلت إلينا، وقد استفاد منه العديد من علماء التفسير لاحقًا، مما جعله يُلقب بأبي التفسير.
القرطبي
هو أبو عبد الله محمد بن أحمد بن أبي بكر بن فرح الأنصاري، وُلِد في قرطبة عام 600 هـ. يُعتبر واحدًا من أبرز علماء التفسير والفقه واللغة. رحل إلى مصر بعد سقوط قرطبة، وله مؤلفات عديدة قيمة، أبرزها “الجامع لأحكام القرآن”، الذي يغطي مسائل وأحكام فقهية بجانب علوم أخرى.
بارزون في علم الحديث
اهتم العديد من العلماء بالحديث النبوي الشريف، وكان لهم مساهمات كبيرة في حفظه. من أشهر هؤلاء العلماء الإمامان البخاري ومسلم، وسنستعرض نبذة عن كل منهما.
البخاري
هو محمد بن إسماعيل البخاري، المعروف بأبي عبد الله، وصاحب كتاب “صحيح البخاري”، حيث قام بجمعه بعد دراسة دقيقة من حوالي ستمائة ألف حديث، وقد صرح بأنه لم يضم فيه حديثًا إلا بعد الصلاة. يُعتبر كتابه الأصح في نقل الأحاديث.
مسلم
هو مسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري، يكنى بأبي الحسين. يُعد من أشهر وأوثق علماء الحديث، بدأ طلب العلم في الثامنة عشرة، وله مؤلفات عديدة في الحديث، منها “صحيح مسلم” و”كتاب التمييز” و”كتاب العلل”.
علماء الفقه وأصوله
يساهم العديد من العلماء في تصنيف أصول الفقه ووضع قواعده، ومن أبرز هؤلاء فقهاء المذاهب الأربعة. هنا ذكر لأشهرهم.
أبو حنيفة
هو النعمان بن ثابت المرزبان المعروف بأبي حنيفة، وُلِد في الكوفة عام 699 م. اهتم بعلم الفقه منذ صغره، وتعلّم على يد العديد من الشيوخ، ومنهم حمّاد بن أبي سليمان. يُنسب له العديد من الأقوال الفقهية، وصار له تلاميذ بارزون مثل القاضي أبو يوسف ومحمد بن الحسن.
مالك بن أنس
مالك بن أنس هو صاحب المذهب المالكي وإمام المدينة المنورة. أظهر إبداعًا في الحديث والفقه، وكتب “الموطأ”، وقد تتلمذ على يده عدد من الفقهاء، أبرزهم الإمام الشافعي. توفي مالك في المدينة عن عمر يناهز التسعين.
الشافعي
الإمام محمد بن إدريس الشافعي هو أول من دوّن في علم أصول الفقه، وقد تلقى العلم على يد كثيرين، من بينهم الإمام أحمد بن حنبل. يُعتبر الشافعي مثالًا للشمس التي تضيء في النهار، وقد دُعِي له في صلواته.
أحمد بن حنبل
أحمد بن محمد بن حنبل مشهور بأبي عبد الله. بدأ طلب العلم في سن الخامسة عشرة، وكتب العديد من المؤلفات المهمة في الفقه والحديث، مثل كتاب الفرائض وكتاب المناسك.
علماء بارزون في مجالات دينية متعددة
ابن تيمية
شيخ الإسلام ابن تيمية هو أحمد بن عبد الحليم بن تيمية، تولى مشيخة دار الحديث في عمر الثانية والعشرين. كان يفسّر القرآن الكريم في الجامع الأموي بعد صلاة الجمعة. له مؤلفات عديدة قُدِّر عددها بخمسمائة مجلد، ومن أشهر تلاميذه ابن قيم الجوزية. عُرف بورعه وتواضعه.
ابن القيم
ابن القيم، المعروف بشمس الدين، هو محمد بن أبي بكر بن سعد بن حريز. نشأ في بيئة علمية وتمكّن في العديد من العلوم، أبرزها التفسير والفقه. تأثّر بشيخه ابن تيمية وكان له العديد من المؤلفات، مثل “إعلام الموقعين عن رب العالمين”.