أهمية الصلاة على النبي
تعتبر الصلاة على النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- تجسيدًا للامتثال لأمر الله -سبحانه وتعالى- كما ورد في كتابه الكريم: (إِنَّ اللَّـهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا). تعد هذه الصلاة أيضًا علامة على محبة المسلم واتباعه لسيرة نبيه.
يحث المسلمون على الإكثار من الصلاة على النبي في يوم الجمعة، فقد ورد في الحديث الشريف: (من أفضلِ أيامِكم يومُ الجمُعةِ، فيه خُلِقَ آدمُ وفيه قُبضَ، وفيه النَّفخةُ وفيه الصَّعقةُ، فأكثِروا عليَّ من الصلاةِ فيه فإنَّ صلاتَكم معروضةٌ عليَّ).
تأتي الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- في عدة صيغ، ومنها:
- (اللَّهمَّ صلِّ على محمَّدٍ وعلى آلِ محمَّدٍ).
- (اللَّهمَّ صلِّ علَى محمَّدٍ النَّبيِّ الأُمِّيِّ وعلى آلِ محمَّدٍ).
- (اللَّهمَّ صلِّ علَى محمَّدٍ وعلَى آلِ محمَّدٍ، كما صلَّيتَ علَى إبراهيمَ وعلَى آلِ إبراهيمَ إنَّكَ حميدٌ مجيدٌ وبارِك علَى محمَّدٍ وعلَى آلِ محمَّدٍ كَما بارَكتَ علَى إبراهيمَ وعلَى آلِ إبراهيمَ إنَّكَ حميدٌ مجيدٌ).
فضل قراءة سورة الكهف
يستحب قراءة سورة الكهف يوم الجمعة أو ليلتها، حيث كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يحرص على ذلك ويحث صحابته على قراءتها. ومن الأحاديث التي تدعم هذا العمل:
- (من قرأ سورةَ الكهفِ ليلةَ الجمعةِ، أضاء له من النورِ ما بينه وبين البيتِ العتيقِ).
- (من قرأَ سورةَ الْكَهفِ في يومِ الجمعةِ أضاءَ لَهُ منَ النُّورِ ما بينَ الجمعتينِ).
الإكثار من الدعاء
يعتبر الدعاء من أعظم وسائل التقرب إلى الله -تعالى-، وله أوقات يُستجاب فيها الدعاء، وأحدها يوم الجمعة. فهناك ساعة خاصة في هذا اليوم لا يُرد فيها الدعاء، وهي آخر ساعة من ساعات العصر يوم الجمعة. وقد يكون ذلك أيضًا أثناء الخطبة والصلاة، وأحاديث النبي -صلى الله عليه وسلم- توضح فضل هذه الساعة:
- (أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ذَكَرَ يَومَ الجُمُعَةِ، فَقالَ: فيه سَاعَةٌ، لا يُوَافِقُهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ، وهو قَائِمٌ يُصَلِّي، يَسْأَلُ اللَّهَ تَعَالَى شيئًا، إلَّا أعْطَاهُ إيَّاهُ وأَشَارَ بيَدِهِ يُقَلِّلُهَا).
- (قال عبدُ اللهِ بنُ سلامٍ: النهارُ اثنا عشرةَ ساعةً، والساعةُ التي تذكر من يومِ الجمعةِ آخرُ ساعاتِ النهارِ).
- (عن أبي بردةَ أن الساعةَ التي في الجمعةِ يستجابُ فيها الدعاءُ: ما بين أن ينزلَ الإمامُ من المنبرِ إلى أن تنقضيَ الصلاةُ).
آداب ليلة الجمعة ويومها
الاغتسال والتطيب
يوم الجمعة يمثل تجمعًا للمسلمين، وقد حث النبي -صلى الله عليه وسلم- الصحابة على الاغتسال والتطيب، لضمان أن تكون رائحة المسلم طيبة ولا تؤذي الآخرين.
توجد عدة أحاديث تثبت ذلك، ومنها: (لَا يَغْتَسِلُ رَجُلٌ يَومَ الجُمُعَةِ، ويَتَطَهَّرُ ما اسْتَطَاعَ مِن طُهْرٍ، ويَدَّهِنُ مِن دُهْنِهِ، أوْ يَمَسُّ مِن طِيبِ بَيْتِهِ، ثُمَّ يَخْرُجُ فلا يُفَرِّقُ بيْنَ اثْنَيْنِ، ثُمَّ يُصَلِّي ما كُتِبَ له، ثُمَّ يُنصِتُ إذَا تَكَلَّمَ الإمَامُ، إلَّا غُفِرَ له ما بيْنَهُ وبيْنَ الجُمُعَةِ الأُخْرَى).
ارتداء أفضل الملابس
كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يرتدي أفضل الملابس في أوقات العيدين ويوم الجمعة. وقد ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (ما علَى أحدِكُم إن وجَدَ سَعةً أن يتَّخِذَ ثوبينِ لِجُمعتِه سوى ثوبي مِهنتِه).
التبكير إلى صلاة الجمعة
يعتبر التبكير إلى صلاة الجمعة سنة حسنة، كما ورد في حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: (من غسَّلَ يومَ الجمعةِ واغتسلَ، وبَكَّرَ وابتَكرَ، ومشى ولم يرْكب، ودنا منَ الإمامِ، فاستمعَ ولم يلغُ، كانَ لَهُ بِكلِّ خطوةٍ عملُ سنةٍ، أجرُ صيامِها وقيامِها).