هل يؤثر غذاء الحامل على مستوى ذكاء الجنين؟
لا توجد معلومات كافية تثبت أن غذاء الأم خلال فترة الحمل يسهم بشكل مباشر في زيادة ذكاء طفلها. ومع ذلك، يمكن أن يؤثر النظام الغذائي للحامل في صحة ونمو دماغ الجنين. تحتاج الحامل وطفلها إلى مجموعة متكاملة من العناصر الغذائية لتعزيز التغيرات التي تحدث أثناء الحمل، حيث تنمو أعضاء الجنين، بما فيها الدماغ، بشكل سريع خلال الثلث الثاني من الحمل. لذا، يجب الالتزام بنظام غذائي متوازن خلال هذه الفترة.
على الرغم من أن بعض النساء يعتقدن أنه يجب عليهن تناول ضعف كمية الطعام المعتادة، إلا أن هذا المفهوم غير صحيح. بدلاً من زيادة الكمية، ينبغي التركيز على نوعية الغذاء واختيار الأطعمة الصحية. يساعد تناول الطعام الصحي منذ بداية الحمل في بناء دماغ صحي للجنين. لذا، تنصح الحامل بتناول خمسة إلى ست حصص يوميًا من الفواكه، والخضروات، والحبوب الكاملة، بالإضافة إلى المكملات الغذائية من الفيتامينات والمعادن. كما يجب عليها تناول كمية من البروتينات التي تمثل حوالي 12% من إجمالي احتياجاتها من السعرات الحرارية، واستهلاك الدهون لتشكل حوالي 30% من السعرات اليومية. ينبغي أيضًا تقليل نسبة السكريات بحيث لا تتجاوز 10% من إجمالي السعرات المستهلكة يومياً.
الأطعمة التي تدعم نمو دماغ الجنين
كما ذُكر سابقًا، لا توجد معلومات واضحة تشير إلى أن هناك أطعمة معينة تعزز ذكاء الجنين، إلا أن بعض العناصر الغذائية تلعب دورًا مهمًا في تطوير الدماغ أثناء الحمل. تشمل هذه العناصر: الحديد، النحاس، الزنك، اليود، وبعض أنواع الدهون. وفيما يلي بعض الأطعمة التي تدعم نموها وتطور دماغ الجنين:
- الأطعمة الغنية بأحماض أوميغا 3 الدهنية: أظهرت دراسة نُشرت في مجلة Pediatrics عام 2003 أن الأمهات اللواتي تناولن 10 مل من زيت كبد الحوت – الغني بأوميغا 3 – يوميًا منذ بداية الشهر الخامس من الحمل وحتى 3 أشهر بعد الولادة، حقق أطفالهن نتائج أعلى في اختبارات الدماغ مقارنة بالنساء اللواتي لم يتناولن الزيت. لذا، يعتبر الخبراء أن استهلاك مصادر أوميغا-3 قد يكون مفيدًا لنمو دماغ الطفل. يمكن الحصول على أوميغا 3 من الأسماك، على سبيل المثال: السردين، والسلمون، وبلح البحر، بالإضافة إلى المكسرات مثل الجوز، وبعض الحبوب مثل بذور الكتان وزيت الكانولا.
للمزيد من المعلومات حول فوائد الأوميغا 3 ومصادرها، يمكنك قراءة مقال “ما هي فوائد أوميغا 3”.
- الأطعمة الغنية بالبروتين: يُعتبر البروتين عنصرًا غذائيًا ضروريًا لتعزيز النمو والتطور. كما يُعد مصدرًا أساسيًّا للطاقة وبناء وإصلاح أجزاء الجسم المختلفة، بما في ذلك الدماغ والعضلات. تزداد حاجة الحامل للبروتين لدعم نمو الجنين. يُنصح باختيار مجموعة متنوعة من الأطعمة الغنية بالبروتين، مثل: المأكولات البحرية، واللحوم قليلة الدهون، والدواجن، والبيض، والفاصولياء، والبازلاء، بالإضافة إلى منتجات الصويا، والمكسرات غير المملحة، والحبوب.
لمعرفة المزيد عن مصادر البروتين، يمكنك قراءة مقال “أين توجد البروتينات في الطعام”.
- الأطعمة الغنية بحمض الفوليك: يسهم حمض الفوليك في النمو الصحي للدماغ والحبل الشوكي للجنين. حيث أشارت مراكز مكافحة الأمراض إلى أن استهلاك 4000 ميكروغرام من حمض الفوليك يوميًا قبل وخلال المراحل المبكرة من الحمل قد يساعد في تقليل خطر ولادة طفل مصاب بتشوهات خلقية، مثل عيوب الأنبوب العصبي. تشمل مصادر الأطعمة الغنية بحمض الفوليك الحبوب المدعمة، والخضروات الورقية، والحمضيات، والفاصولياء، والمكسرات.
لمعرفة المزيد حول فوائد حمض الفوليك ومصادره، يمكنك قراءة مقال “ما هو حمض الفوليك”.
- الأطعمة الغنية بفيتامين ب6: يُعتبر فيتامين ب6 ضروريًا لعملية التمثيل الغذائي وتطوير دماغ الجنين وجهازه العصبي. الكمية اليومية الموصى بها من فيتامين ب6 للمرأة الحامل تصل إلى 1.9 ملغ، ومصادر هذا الفيتامين تشمل: التونة، والسلمون، والموز، والبقوليات مثل الفاصولياء، واللحوم، والمكسرات، والدواجن، بالإضافة إلى الحبوب الكاملة المدعمة والحمص.
للمزيد من المعلومات حول فوائد فيتامين ب6، يمكنك قراءة مقال “فوائد فيتامين ب6”.
- الأطعمة الغنية بفيتامين ب1: يساعد فيتامين ب1 – المعروف أيضًا بالثيامين – في تحويل الكربوهيدرات إلى طاقة، وهو ضروري لتطور دماغ الجنين. تحتاج الحامل إلى 1.4 ملغ يوميًا من فيتامين ب1، وتعتبر مصادره: الخبز المدعم، والحبوب، ومنتجات الحبوب الكاملة، والفاصولياء، والبازلاء، كما تحتوي بعض الفواكه والخضروات ومنتجات الألبان على كميات قليلة من فيتامين ب1.
لمعرفة المزيد حول فوائد فيتامين ب1، يمكنك قراءة مقال “فوائد فيتامين ب1”.
- الأطعمة الغنية باليود: إن نقص اليود أثناء الحمل يمكن أن يزيد من خطر إصابة الطفل بمشاكل في الغدة الدرقية ومشكلات معرفية. يُعتبر نقص اليود قابلًا للانتقال من الأم إلى الجنين، مما يؤدي إلى التسبب في حالة من التخلف العقلي تُسمى “متلازمة نقص اليود الخلقي”. تحتاج المرأة الحامل إلى تناول 220 ميكروغرامًا من اليود يوميًا، ويوجد اليود بشكل طبيعي في العديد من الأطعمة مثل منتجات الألبان، والمأكولات البحرية، والأعشاب البحرية، والبيض، وبعض الخضروات.
للمزيد من المعلومات حول فوائد اليود، يمكنك قراءة مقال “أهمية اليود للجسم”.
- الأطعمة الغنية بالكولين: يُعتبر الكولين أحد العناصر الغذائية الحيوية خلال فترة الحمل، حيث يلعب دورًا مهمًا في تطوير دماغ الجنين. وقد أظهرت دراسة نُشرت في “The FASEB Journal” عام 2018 أن الحوامل يُنصحن بتناول ما يقارب 930 ملغ من الكولين يوميًا، ويجب التأكد من الحصول على كميات كافية منه، حيث لا تحتوي معظم الفيتامينات الموصى بها أثناء الحمل على الكولين. تشمل مصادر الكولين الغذائية: الدجاج، والأسماك، والبيض، واللحوم، والجمبري، والفاصولياء، والحليب منخفض الدسم، والبروكلي، والبازلاء الخضراء.
تغذية الحامل وتأثيرها على نمو الجنين
تكتسي جودة الأطعمة التي تتناولها النساء الحوامل أهمية خاصة، حيث إن ما تأكله الأم يؤثر في صحتها وصحة طفلها. لذا، يُوصى بتناول مجموعة متنوعة من الأطعمة المغذية لضمان بداية صحية للجنين. من الأهمية بمكان أن نلاحظ أن دماغ الجنين يتطور بسرعة هائلة خلال فترة الحمل، حيث يتشكل الأنبوب العصبي بعد 16 يومًا من الحمل. ومع حلول الشهر السابع، يصبح شكل دماغ الجنين مشابهًا لدماغ البالغين، إذ يحتوي دماغ الجنين على حوالي 10,000 خلية في الأسبوع الرابع، بينما يزداد العدد في الأسبوع الرابع والعشرين ليصل إلى حوالي 10 مليارات خلية. تعتبر التغذية التي يحصل عليها الجنين من النظام الغذائي الخاص بالحامل الوقود الرئيسي المسؤول عن هذه التطورات.