دعاء الصائم
تم ذكر في السنة النبوية عن الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- أن دعاء الصائم يُستجاب، ولهذا ينبغي على المسلم أن يستغل هذه المناسبة للتقرب إلى الله تعالى والدعاء إليه بخشوع وانكسار. من الأهمية أن يكون الدعاء بخصوص الخير والصلاح، مع الابتعاد عن تضييع أوقات الصيام في الحديث الفارغ وغير المفيد. يُفضل استثمار هذه الأوقات في قراءة القرآن وإكثار ذكر الله والاستغفار من الذنوب والمعاصي، والدعاء في جميع الأوقات. إن دعاء الصائم لا يقتصر فقط على وقت الإفطار، كما روى النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: (إنَّ للصَّائمِ عندَ فِطرِهِ لدعوةً ما تردُّ).
أدعية مُستحبّة قبل الإفطار في رمضان
يُستحب الدعاء قبل الإفطار، ومن الأدعية المشروعة التي يمكن أن تُقال ما يلي:
- (اللهمَّ إني أعوذ بك من العجز والكسل، ومن الجُبن والهرم، ومن البخل، وأعوذ بك من عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات).
- (اللهمَّ أعوذ بك من فتنة النار وعذابها، ومن فتنة القبر وعذابه، ومن شر فتنة الغنى والفقر، وأعوذ بك من شر فتنة المسيح الدجال. اغسل خطاياي بماء الثلج والبرد، ونقِ قلبي من الخطايا كما نقَّيت الثوب الأبيض من الدنس، وابعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب. أعوذ بك من الكسل والهرم والمأثم والمغرم).
- (اللهم أعوذ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك، وأعوذ بك منك. لا أُحْصى ثناءً عليك، أنت كما أثنيتَ على نفسك).
- (اللهمَّ إني أعوذ بك من علم لا ينفع، وقلب لا يخشع، ودعاء لا يُسمع، ونفس لا تشبع).
- (اللهمَّ رحمتك أرجو، فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين، وأصلح لي شأني كلّه، لا إله إلا أنت).
- (اللهمَّ آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار).
- (اللهم إني أسألُك من الخير كلّه عاجله وآجله، ما علمتُ منه وما لم أعلم، وأسألك اللهم من الشر كلّه عاجله وآجله ما علمتُ منه وما لم أعلم. وأسألُك الجنة وما قرَّب إليها من قول أو عمل، وأعوذ بك من النار وما قرّب إليها من قول أو عمل، وأسألك أن تجعل كل قضاءٍ قضيتَه لي خيرًا).
- (اللهمَّ بجلالك وقدرتك أحييني ما علمتَ الحياة خيرًا لي، وتوفّني إذا علمتَ الوفاة خيرًا لي، وأسألك خشيتك في الغيب والشهادة، وأسألك كلمة الحق في الرضا والغضب، وأسألك القصد في الفقر والغنى، وأنعم عليّ بنعيم لا ينفد، وأسألك قرة عين لا تنقطع، وأسألك الرضا بعد القضاء، وبرد العيش بعد الموت، ولذّة النظر إلى وجهك، والشوق إلى لقائك في غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة. اللهمَّ زينّ في قلوبنا بحب الإيمان، واجعلنا هداةً مهتدين).
- (اللهم إني عبدُك، وابنُ عبدِك، وابنُ أمتك، ناصيتي بيدِك. ماضٍ فيّ حكمُك، عدلٌ فيّ قضاؤك. أسألك بكل اسمٍ هو لك، سميتَ به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحدًا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب همّي).
- (اللهم إني أسألك بأن لك الحمد، لا إله إلا أنت وحدك، لا شريك لك، المنان، يا بديع السماوات والأرض، يا ذا الجلال والإكرام، يا حي يا قيوم، إني أسألك الجنة، وأعوذ بك من النار).
- (اللهم إني أسألُكَ، يا الله، الواحدُ الأحدُ الصمدُ، الذي لم يلد ولم يُولد، ولم يكن له كُفُواً أحدٌ أن تغفر لي ذنوبي، إنك أنتَ الغفورُ الرحيم).
- (اللهمَّ لك أسلمتُ، وبك آمنتُ، وعليك توكّلتُ، وإليك أنبتُ، وبك خاصمتُ. اللهم إني أعوذ بعزّتك، لا إله إلا أنت، أن تُضلّني، أنت الحي الذي لا يموت، والجن والإنس يموتون).
شروط وآداب الدعاء
ينبغي على المسلم أن يتحلى بعدد من الآداب عند الدعاء، كما يجب أن تتوفر في الدعاء شروط معينة، ومن هذه الشروط ما يلي:
- إخلاص النية لله تعالى.
- حمد الله والثناء عليه، والصلاة والسلام على النبي محمد -صلّى الله عليه وسلّم- في بداية ونهاية الدعاء.
- اليقين بأن الله تعالى سيستجيب الدعاء، مع الجزم فيه والإلحاح، وضبط القلوب أثناء الدعاء.
- عدم الاستعجال في استجابة الدعاء.
- الدعاء في جميع الأحوال، سواء في السراء أو الضراء.
- الابتعاد عن الدعاء على النفس أو الأهل أو المال.
- رفع الصوت بين المخافتة والجهر أثناء الدعاء.
- الاعتراف بالذنوب والتوبة والاستغفار عنهم.
- شكر الله على النعم، وحمده والثناء عليه.
- استغلال الأوقات والأماكن التي يُرجى فيها إجابة الدعاء.
- عدم اشتراط السجع في ألفاظ الدعاء.
- الإكثار من الأعمال الصالحة، فهي سبب من أسباب استجابة الدعاء.
- إرجاع الحقوق إلى أصحابها.
- الوضوء واستقبال القبلة عند الدعاء، ورفع اليدين.
- الدعاء بأسماء الله الحسنى وصفاته العلى.
- ممارسة النوافل للتقرب إلى الله.
- الدعاء في أوقات إجابة الدعاء، مثل ليالي القدر وبعد الصلوات، وبين الأذان والإقامة، وعند نزول المطر، وفي يوم عرفة، خلال شهر رمضان.