أريحا: أقدم مدينة عربية في العالم
وفقًا لتقرير نشرته صحيفة تيليغراف البريطانية، تم تصنيف 11 مدينة عربية كأقدم مدن العالم. وجاء ترتيب هذه المدن من الأحدث إلى الأقدم كالتالي: أربيل بالعراق، صور بلبنان، القدس بفلسطين، بيروت بلبنان، صيدا بلبنان، الفيوم بمصر، دمشق بسوريا، حلب بسوريا، جبيل بلبنان، أريحا بفلسطين. وبالتالي، تعتبر أريحا أقدم مدينة عربية وعالمية على حد سواء.
موقع أريحا وتاريخها العريق
تُعرف أريحا بمدينة القمر وفقًا لتسمية الكنعانيين، أو “يِرِيحُو” لدى اليهود. تقع هذه المدينة التاريخية في الضفة الغربية قرب نهر الأردن وشمال البحر الميت. يعود تاريخ أريحا إلى حوالي 10,000 سنة قبل الميلاد، مما يجعلها أقدم مدينة في العالم، كما أنها تُعتبر أخفض منطقة على وجه الأرض بعد أن خُسف بها قوم لوط.
الحضارات القديمة في أريحا
مرت أريحا عبر العصور بالعديد من الحضارات. في العصر الحجري، كانت هذه المدينة محل سكنٍ واستقرار، واهتم سكانها بالزراعة. شهدت أريحا العديد من الغزوات، بما في ذلك الاحتلال الصليبي الذي خرج منها دون قتال أمام صلاح الدين الأيوبي. كما احتلها الفرس وانتشرت فيها الديانة المسيحية. خلال العصور الإسلامية، أصبحت تحت حكم معاوية بن سفيان، ثم استعادها صلاح الدين الأيوبي بعد هزيمة الصليبيين في معركة حطين. لاحقًا، خضعت للحكم العثماني، وفي أعقاب الحرب العالمية الأولى، انتزعها البريطانيون، ثم تعرضت للاحتلال الإسرائيلي عام 2001 خلال انتفاضة الحجارة.
مناخ أريحا
باعتبارها أخفض نقطة على سطح الأرض، يتمتع مناخ أريحا بشروط حرارة وجفاف في فصل الصيف، في حين يكون معتدلاً خلال فصل الشتاء، مما يجذب العديد من السياح إلى المدينة في موسم الشتاء حيث تكون درجات الحرارة مناسبة. بفضل هذا المناخ، أصبحت أريحا منطقةً زراعية مهمة لإنتاج الحمضيات والتمور.
المعالم التاريخية في أريحا
تُعد أريحا وجهة سياحية رئيسية بفضل تاريخها الطويل، ومعالمها القيمة التي تعكس عصورًا متعددة، ومن بين تلك المعالم:
- قصر هشام: يُعتبر من أبرز المعالم السياحية، حيث بُني على يد هشام بن عبد الملك. يشتهر بقاعة الفسيفساء التي تُظهر جمال العمارة الإسلامية.
- دير قرنطل: دير تاريخي تم بناؤه عام 1892م، ويقع شمال مدينة أريحا.
- نعران: مدينة بيزنطية صغيرة تقع في شمال غرب أريحا.
إلى جانب المعالم التاريخية، تُعتبر أريحا وجهة لمحبي الطبيعة، حيث يزور السياح البحر الميت الذي يُعرف بملوحته العالية وخصائصه العلاجية الفريدة. تم إنشاء عدة منتجعات على ضفافه، على الرغم من أن الاحتلال الإسرائيلي يسيطر على جزء كبير منه، ومع الأسف، فإن مستوى المياه في البحر الميت يتناقص سنويًا، مما يشكل تهديدًا لوجوده.