موضوعنا اليوم يدور حول أبرز مؤلفات نيكولو مكيافيلي، الذي يُعتبر من أبرز الفلاسفة والمفكرين في إيطاليا خلال عصر النهضة، حيث يُنظر إليه كأحد مؤسسي النظرية السياسية الواقعية.
أهم مؤلفات نيكولو مكيافيلي
كتب مكيافيلي العديد من المؤلفات القيمة التي تتناول مواضيع سياسية متنوعة، حيث يُعتَبَر رائدًا في ميدان النفعية الواقعية، ويرى أن ما هو مفيد هو أمر أساسي. في الأسطر التالية، سنستعرض أبرز كتبه وهو “الأمير”:
أهمية كتاب الأمير
يُعتبر “الأمير” بلا شك من أهم مؤلفات نيكولو مكيافيلي على الإطلاق، وفيما يلي نستعرض بعض جوانب أهميته:
- ساهم هذا الكتاب في شهرة اسم مكيافيلي في الأبحاث الأكاديمية في مجال السياسة.
- أُلِّف الكتاب في عام 1513م، ونُشر رسميًا في عام 1532م.
- يتحدث الكتاب عن الطريقة التي يمكن بها للحاكم استعادة سلطته.
- يستعرض الكتاب الأساليب التي يمكن من خلالها توسيع النفوذ.
- اهتم مكيافيلي بإهداء هذا الكتاب إلى حاكم مدينة ميديتشي.
- يرى الكثيرون أن آراء مكيافيلي في “الأمير” لم تكن مثالية.
- يفضل مكيافيلي القضايا الأخلاقية على السياسة في كتابه، حيث يناقش الخيارات المتاحة للاحتفاظ بالسلطة دون الاعتراف بالمثاليات.
- يؤكد مكيافيلي أن السياسة تعنى بالواقع ولا تلتفت لما ليس موجودًا.
- يعزز “الأمير” مكانته حتى اليوم خاصة في مجالات العلاقات الدولية والدبلوماسية.
- على الرغم من مكانته الكبيرة، فإن الكتاب لا يتجاوز 150 صفحة.
- يُصنَّف “الأمير” كمرجع أساس لكل من يبحث في الفكر السياسي الواقعي.
أهم أفكار كتاب الأمير
قسم مكيافيلي الكتاب إلى عدة فصول، كل منها يسلط الضوء على فكرة رئيسية. فيما يلي أبرز تلك الأفكار:
أولًا: أنواع الحكومات وطرق إنشائها
- حدد مكيافيلي في هذا الباب كيف تتشكل الدول، حيث توجد إما ممالك وراثية أو جمهوريات.
- شرح كيفية توسيع الدول، سواء من خلال ضم المدن المجاورة، وذلك إما باستخدام القوة أو عبر الانضمام التدريجي.
- حث مكيافيلي الحكام على اللجوء للعنف من أجل التوسع والحفاظ على الدولة، حتى أنه وضع مبررات لهذا العنف.
ثانيًا: الممالك الوراثية
- يستنتج مكيافيلي من وقائع التاريخ أن حكام الممالك الوراثية لا يواجهون صعوبات كبيرة في الحكم.
- السبب في ذلك يعود إلى تقبُّل الشعب للأسرة الحاكمة، إذ يُعتبر الحاكم امتدادًا طبيعيًّا لها.
- ومع ذلك، فقد يواجه الحاكم صعوبات في الممالك الجديدة بسبب عدم اعتيااده عليها من قبل الشعب.
ثالثًا: الممالك المختلطة
- تتكون من دمج ممالك قديمة مع ممالك جديدة.
- تكون هذه الممالك مصدراً لصعوبات للحاكم، لكن مكيافيلي يعتبرها صعوبات طبيعية، لأن الشعب في النهاية سيختار حاكمه بحثاً عن الاستقرار الموسع.
- ومع ذلك، هناك احتمالية أن يقوم الشعب بالتمرد على الحاكم وقد يحمل السلاح في وجهه.
- أكد مكيافيلي أن الدعم قد يتحول إلى معارضة إذا لم تتحقق المصالح التي يسعى وراءها الناس.
لماذا لم تتمرد مملكة داريوس التي احتلها الإسكندر بعد وفاته؟
في هذا الجزء، يوضح مكيافيلي أنواع الحكم في الممالك الحديثة، حيث:
- يتحدث عن التحديات السياسية التي تواجه الحكام، وأهمها وجود عائلة حاكمة سابقة، ويعتبر أن القضاء على تلك العائلة هو أمر صعب.
- يمكن أن يُعزز التغلب على تلك العائلة من قوة الحاكم الجديد، مما يقلل من التهديدات المحتملة.
- تناول مكيافيلي أيضًا صعوبات غزو تركيا، نظرًا للجذور القوية للأمراء هناك.
حول كتاب الأمير
بالطبع، فإن كتاب “الأمير” قد شغل عقول الفلاسفة والمفكرين على مر العصور، فهو يعد أبرز مؤلفات نيكولو مكيافيلي، وفيما يلي بعض النقاط المهمة:
- يعتبر الكتاب نقطة انطلاق لفكر سياسي منفصل عن الدين.
- لا يذكر الكتاب سلطة الكنيسة لا من قريب ولا من بعيد.
- أصبحت مقولة مكيافيلي الشهيرة “الغاية تبرر الوسيلة” مبررًا للعديد من عمليات القمع التي مارستها الأنظمة الحاكمة للسيطرة على الشعوب.
- تظهر أيضًا رغبة مكيافيلي في رؤية إيطاليا
دولة حرة ونابضة بالحياة.
- دعا إلى ضرورة القضاء على الصراعات الإقطاعية التي وصفها بصراعات قاتلة.
- بناءً على ذلك، تجازف الآراء النقدية بأن رؤية مكيافيلي للإصلاح السياسي جاءت نتيجة لمعايشته لصراعات وخلافات عصره ومعاناة الشعوب.
- يميل البعض إلى الاعتقاد بأن وجهات نظر مكيافيلي كانت ستختلف لو عاش في عصر الديمقراطية اللاحقة.
معلومات عن نيكولو مكيافيلي
بعدما تناولنا كتاب “الأمير”، سنقدم معلومات هامة عن نيكولو مكيافيلي نفسه:
- وُلد مكيافيلي عام 1496م في فلورنسا لأسرة نبيلة.
- لم يتلقَّ تعليماً عالياً، ولكنه اهتم بالقراءة من الكتب اليونانية والرومانية.
- توفي بسبب المرض بعد أيام من عودته إلى فلورنسا عام 1527م.
- تم دفنه في كونيسة سانتا كروتشي، والتي مُنع من الدخول إليها خلال السنوات الأخيرة من حياته.