قصيدة إشراقة الأمل
- يقول الشاعر عبدالرحمن العشماوي:
سيزول ستار ظلام الليل، وتنعش أضواء الصباح الروح.
وسيظهر الفجر ما كان مختبئاً، ويفتح باب الأمل بعد إغلاقه.
تغرد عصافير الأحلام بعد صمتها، ويتخلص الغراب من ثوب الشؤم.
وتتحرر البومة من معاني التشاؤم، حيث تمتلك لغة الحب والخطاب.
وما الشؤم إلا في نفوسٍ مريضةٍ، تحجبها أثقال اليأس.
أقول لمن ضلَّ الطريقة بخطواته، ومن عزيمته تتلاشى عند المقامات.
سوف يؤدي لنا وجه الهلال استدارة، ويفتح باباً في ظلام الليل.
ستنمو أشجار الوفاء، وسيتساقط قشورها، ويبقى للصَّبور لُباباً.
ستزدهر أراضي الحب بعد جدبها، وسيسقيها غيث بعد جفاف.
سنتقدم ونرتقي، لأنّ فينا حلماً وقرآن.
لنا الكعبة الشريفة والمقام الذي بناه الرسول وصحابته.
لنا المسجد الأقصى وصخوره التي تحوم حولها القرود والذئاب.
ثلاثة أركانٍ تكاملت حُسنها، وعزّت بها في العالم.
جمعها وحي السماء على الهدى، ففازت لأصحاب اليقين.
إذا سُئل التاريخ عن سر مجده، فالجواب منا، وعلينا.
وما الليل إلا رائد الفجر، حيث تشرق الشمس بوضوح.
قصيدة موهبة الأمل
- يقول الشاعر محمود درويش:
كلما تفكّر بالأمل، يغلبه التعب والملل.
اخترع سراباً يسأل: بأي ميزان أزن سرابي؟
بحث في أدراجه عن إجابة، فلم يجد مسودات،
فقد كان قلبه سريع العطب والطيش.
ولم يعثر على وثيقة تثبت أنه وقف تحت المطر بلا سبب.
وكلما فكر بالأمل، ازداد البعد بين جسدٍ لم يعد خفيفاً وقلبٍ حكيم.
لم يعد يكرر السؤال: من أنا؟ من كثرة ما هو بعيد عن رائحة الزنبق وموسيقى الجيران العالية.
فتح النافذة ليشاهد ما تبقى من أفق، ورأى قطتين تتسابقان خلف جرو في الشارع الضيق،
وحمامة تبني عشاً في مدخنة، فقال:
ليس الأمل نقيض اليأس، ربما هو الإيمان الناجم عن عدم اكتراث الآلهة بنا،
تركنا نعتمد على مواهبنا الخاصة في تفسير الضباب.
قال: ليس الأمل مادة ولا فكرة، إنه موهبة.
تناول قرصاً مضاداً لارتفاع ضغط الدم، ونسي سؤال الأمل،
وأحس بفرج ما، غامض المصدر.
قصيدة طائر الأماني
- يقول الشاعر أحمد مطر:
لو بقيت لي لحظة واحدة، سأعيشها لأقصاها.
سأحملها بشغف، شكراً لمن أعطاني إياها.
أخلو من ذكري بها، ما يجلب النسيان.
أعيشها كما لو كانت، من أجمل لحظات العمر.
إذا أشرقت، تفرح قلبي.
وإذا دجت، تثير ضيقي.
لو بقيت لي لفظة واحدة، سأملأ بها الدنيا.
و سأعلي صوتها، كأن الأسماع خلقت دونها.
إذا أزهرت، مدّت لأذواق الناس رحيق لحنها.
وسحر صمت وجودها، يداعب أنفاسهم بعطر معناها.
وإذا ذوت، يكفيها أن تحمل للناس آثارها.
بلحظة من الأمل، ولفظة مني، سأحلق بالدنيا.
فوق دناياها، والبهياء والسنا في محياها،
وإذا حان ميعادي، فلن تلقي سوى مآسيها هنا.
قصيدة التفاؤل
- يقول الشاعر أحمد مطر:
دق بابي كائن يحمل أغلال العبيد، بشع.
في فمه عدوى، وفي كفه نعي،
وفي عينيه وعيد.
رأسه بين رجليه، ورجلاه تغمرهما الدماء،
وذراعاه تفيض بالصديد.
قال: عندي لك بشرى!
قلت: خيرا؟!
قال: سجّل،
حزنك الماضي سيصبح مجرد ذكرى.
سيُستبدل بالقهر الشديد،
إن كنت تسكن بالأجر، فلن تدفع بعد اليوم أجراً.
سوف يمنحونك بيتاً، مع قضبان حديد.
لم يعد يحتمل موتك غدراً، إنه أمر أكيد.
قوة الإيمان فيكم ستزيد،
ستنجون من النار،
فلا يدخل في النار شهيد.
ابتهج،
فحشر مع الخراف عيد.
قلت: ماذا يقول هذا الكلام؟!
إن أعوام الأسى ولت، وهذا هو عام الخير، عام السلام.
عفط الكائن في لحيته،
قال: بليد.
قلت: من أنت؟ وماذا تريد مني؟!
قال: لا شيء بتاتاً، إنني العام الجديد!
قصيدة أنشودة الفرح
- تقول الشاعرة غادة السمان:
سأغسل وجهي هذا الصباح عشرات المرات،
سأبتسم ابتسامة مشرقة كالفجر الذي عرفتك فيه.
سأتلو آيات التفاؤل،
وأردد أغاني الفرح التي حفظتها عنك.
سأخلع عني سواد الأيام وحزن الماضي،
وأرقص على أنغام كلماتك المعزوفة على أوتار قلبي.
ثم أرتشف قهوتي، دون إضافة مزيد من السكر.
فعذوبة الأمس تمنحني عذوبة جديدة.
وفي زحام الطريق، سأبحث عنك في كل الوجوه.
وكلما افتقدتك، سأخرج صورتك من عمق الفؤاد.
أنظر إليها بشوق، ثم أعود لدسها ثانية بين الضلوع.
وإذا ما سمعت صوتك هاتفاً لي،
سأسعد حتى يعتريّ الاضطراب.
وحتى تتدفق الدماء في العروق،
وككل العذارى، سيمنعني حيائي من قول أحبك.
وأعزم في نفسي أن أقولها،
فاتحة لذاك اللقاء القريب.
وفي المساء عندما يجمعنا الغروب،
في واحتنا الأسطورية، سأركض فوق السهوب والتلال المرجانية.
سأحل جدائلي،
لتتطاير خلفي معلنة الجنون.
وإذا ما أصابني التعب، أعود أدراجي إليك،
أتمدّد قرب الغدير، فوق بساط العشب اللامع،
متوسدة ذراعيك الدافئتين بالحنان.
كطفل صغير يأوي إلى حضن أمه بنهاية المطاف.
استمع منك إلى حكايا النعناع،
واحتراق الشتاء في المواقد.
وإذا ما غلبني النعاس، اعتذر مني يا حبيبي،
ثم لا تنس أن تدثرني بقبلة دافئة.
مقتطفات شعرية عن الأمل والتفاؤل
- قال ابن الرومي:
أملي فيه ليأسي قاهر، فلذلك قلبي صابر.
وهو المحسن والمجمل بي، وأنا الراجي له والشاكر.
طرفه يُخبرني عن قلبه، أنني يوماً عليه قادر.
- قال الشافعي:
همتي همة الملوك، ونفسي نفس حر ترى الذلة كفراً.
أنا إن عشتَ لسْتُ أعدم قوتاً، وإذا متُ لَسْتُ أعدم قبراً.
وإذا ما قنعت بالقوت عمري، فلِمَازَا أزور زيداً وعَمْراً؟
- قال علي بن الجهم:
يا أيها المطلق آمالَه، من دون آمالك آجالُ.
كم أبلت الدنيا، وكم جددت، مناوكم تُبلي وتغتالُ.
ما أحسن الصبر ولا سيما، بالحر إن ضاقت به الحال.
- قال مكنف بن معاوية:
ترى المرءَ يأمل يُرَى، ومن دون ذلك ريب الأجل.
وكم آيسٍ قد أتاه الرجا، وذي طمعٍ قد لواه الأمل.